خلال العقدين الأخرين، لوحظ ارتفاع هائل في حمل النساء بعد تجاوزهن سن 40، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على صحة الأم والجنين إذا لم يتم التعامل مع الحالة بما تقتضيه من تتبع ورعاية لصيقتين.
فكيف ينبغي الاستعداد للحمل بعد تجاوز سن الأربعين؟ وما هي الأشياء التي يجب مراقبتها؟ هذا ما سنحدثك عنه في هذا المقال.
مراقبة نسبة السكر:
بعد تجاوز سن الأربعين، يرتفع احتمال الإصابة بسكري الحمل بثلاث مرات. ويرجع هذا الأمر إلى تناقص أداء البنكرياس، الذي يصبح عاجزاً عن زيادة إفرازاته من مادة الأنسولين لموازنة كميات السكر المستهلكة من طرف الحامل.
وهكذا، ينتقل هذا السكر إلى المشيمة، فيفرز الجنين كميات كبيرة من الأنسولين كرد فعل، وهو ما يؤدي إلى تشكل دهون كثيرة تجعل الجنين سميناً، حيث يتجاوز وزنه في معظم الحالات أربعة كيلوغرامات.
ومن علامات هذه الظاهرة شعور الحامل الدائم بالعطش الشديد رغم عدم تناولها مأكولات مالحة، وكذا الإحساس بتعب وإرهاق شديدين.
لذا، يستحسن للحامل أن تجري اختباراً لقياس نسبة السكر في الدم. فإن تأكدت من إصابتها بهذا المرض، يجب عليها تناول الأغذية ذات مؤشر نسبة السكر في الدم منخفضة، وكذا التقليل من تناول الدهون والقيام بنشاط رياضي ملائم كالمشي. كما يجب المداومة على مراقبة نسبة السكري في الدم لاستباق أي خطر ممكن.
مراقبة ضغط الدم:
بعد تجاوز سن الأربعين، تفقد الشرايين من ليونتها وهو ما يجعل احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم كبيرة. ويعتبر هذا الأمر من بين العوامل الأكثر خطورة، لأنه يحدث في صمت ومن دون علامات بارزة تذكر، لذا يتعين على المرأة اقتناء جهاز قياس ضغط الدم وتعلم كيفية استخدامه لمراقبة هذا العامل. وقد تضطر الحامل إلى ملازمة الراحة والفراش في حال ثبتت إصابتها بارتفاع ضغط الدم. وكإجراء وقائي، تنصح الحوامل بتجنب الزيادة المفرطة في الوزن.
مراقبة الأوردة:
بالإضافة إلى عامل السن، يقوم الرحم خلال الحمل بتطبيق قوة هائلة على الأوردة كما يعمل هرمون البروجسترون على تمديدها، وهو ما يجعل جداراتها أقل صلابة خصوصاً مع تدفق نسب كبيرة من الدم لتغذية المشيمة.
ويصاحب هذا الأمر إحساس بتشنجات وإرهاق على مستوى الركبتين، كما قد يلاحظ توسع الأوردة على مستوى الفخذين، وقد يتطور الأمر إلى حد الإصابة بالبواسير.
وللتخفيف من هذا الأمر تنصح الحامل بالسباحة وممارسة حركات رياضية خاصة بالأرجل. كما يمكن أن تتغلب على أضرار هذا العامل من خلال المشي لمسافات متوسطة وكذا رفع الارجل من حين لآخر وتناول الألياف بشكل مكثف لاجتناب الإصابة بالبواسير.
تسمم الحمل وضرورة مراقبة الجنين:
إذا حدث تسرب للبروتينات عبر البول وكان مصحوباً بارتفاع ضغط الدم، فمن شأن هذا الأمر أن يؤدي إلى تسمم الجنين، حيث تقوم المشيمة بإنتاج مواد سامة وإفرازها في أوعية الجنين الدموية. في هذه الحالة يتعين مراجعة الطبيب في أسرع وقت لإجراء تحاليل طبية خاصة قصد التأكد من سلامة الجنين.
مراجعة الطبيب في حالة الشعور بآلام على مستوى البطن:
يرتفع خطر التعرض للإجهاض بنسبة عشرة في المئة بعد تجاوز سن الأربعين، وفي أغلبية الحالات يكون هذا الإجهاض ناتجاً عن خلل كرموزومي أثناء تكوين الجنين.
ومن بين العلامات الملاحظة في هذه الحالة، حدوث نزيف على مستوى المهبل مصاحب بآلام على مستوى البطن.
إذا لاحظت هذه العلامات، يتعين عليك مراجعة الطبيب أو القابلة فوراً للتأكد من سلامة الجنين. ولا داعي للقلق المفرط، فأغلب حالات الحمل تكون مصحوبة بنزيف خلال الأشهر الثلاث الأولى للحمل نتيجة تمزق طفيف أسفل الرحم، كما أن آلام البطن يمكن أن تكون نتيجة لاضطرابات هضمية جراء الوحم.
الاحتياط من الولادة المبكرة:
تبلغ نسبة الولادة المبكرة في صفوف النساء اللائي تجاوزن الأربعين حوالي 16 بالمئة، وتعود في معظمها إلى شيخوخة الرحم وهشاشة الأوعية الدموية والإرهاق.
لذا يجب تجنب الإجهاد العضلي في الأسابيع الأخيرة من الحمل، والتزام الراحة، والالتجاء لبعض الأدوية القادرة على إيقاف الانقباضات إذا استدعى الأمر ذلك.