اختتمت اليوم أعمال المؤتمر العلمي الدولي الأول لكلية أصول الدين بالقاهرة والذي كان تحت عنوان: “قراءة التراث الإسلامي بين ضوابط الفهم وشطحات الوهم” برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، بقاعة الأزهر للمؤتمرات.
وقد أسفرت جلسات المؤتمر الثمانية عن عدة نتائج من أهمها ما يلي:
أولًا: أن مفهوم التراث الإسلامي هو مجموع الذخيرة الحضارية للأمة الإسلامية، وذاكرتها الحافظة لتطور العلوم والمعارف والمناهج والعقول والثقافة والفنون.
ثانيًا: أن الأزهر الشريف قلعة العلم وكعبة العلماء أسهم بدور بارز وعناية فائقة فعالة، في دراسة التراث الإسلامي وتحقيقه ونقده وذلك من خلال منهج وسطي إسلامي في التعامل مع هذا الموروث العظيم.
ثالثًا: أن تراثنا الإسلامي قابل للنقد والتنقية والدراسة والتحقيق والعناية والتدقيق، وأن هناك فارقًا جوهريًا بين دراسة التراث وبين تقديسه، كما أن هناك اختلافًا بين نقد التراث وهدمه.
رابعًا: أن الالتزام بالمعايير والضوابط العلمية والمحددات المنهاجية لتفسير التراث الإسلامي وفهمه كفيل بأن ينأى بهذا التيار عن انحرافات الفكر، وشطحات التأويل سواء في العقائد، أو الشرائع، أو الأخلاق.
خامسًا: أنه لا يتأتى إخضاع نصوص التراث الإسلامي لمناهج بحثية حديثة لا تتناسب مع طبيعة هذه النصوص، مثل المناهج التي يَدَّعي أصحابها التنوير والحداثة.
أما عن أهم التوصيات التي أوصى بها المشاركون في فعاليات هذا المؤتمر فبيانها على النحو التالي:
أولًا: إنشاء هيئة علمية رسمية من علماء الأزهر الشريف تقوم بإعداد قاعدة بيانات بالتخصصات العلمية الدقيقة المختلفة تكون في متناول الباحثين ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، كما تقوم على رصد الشبهات المثارة حول التراث الإسلامي، وتُعْنَى بإيجاد حلول مناسبة لمشكلاته ومعالجات ناجعة لشبهاته، مع ضرورة التواصل العلمي بين كافة المؤسسات المعنية بالتراث الإسلامي في بلاد الإسلام مع إنشاء قنوات اتصال لتحقيق هذه الغاية.
ثانيًا: ضرورة عرض المناهج الدراسية بالمعاهد والكليات الشرعية في ثوب جديد يتناسب وقضايا العصر ومستجدات الواقع.
ثالثًا: فتح آفاق التعاون المثمر وخلق قنوات التواصل والحوار بين الباحثين في علوم التراث المختلفة لتحقيق تكامل منشود بين دوائر التراث المتنوعة.
رابعًا: ضرورة فتح آفاق التبادل الثقافي بين مختلف المؤسسات المعنية بالتراث الإسلامي لضبط المعايير العلمية لقراءة التراث.
خامسًا: تأكيد أهمية الإسهام لتشجيع البحث العلمي ودوره في معالجة القضايا المعاصرة والنوازل المستجدة في ضوء تراثنا الإسلامي.
سادسًا: ناشد المؤتمر مؤسسات البحث العلمي في الداخل والخارج أن تتعامل مع التراث بموضوعية وإنصاف، وألا تُوضع النتائج مُقَدَّمًا مع طلب المقدمات لها.
سابعًا: طالب المؤتمر القائمين على المؤسسات الدينية والعلمية بضرورة بذل كل جهد ممكن لاستعادة ما سلب ونهب من مخطوطات لا تزال حبيسة المكتبات الأوروبية تمهيدًا لتحقيقها.
ثامنًا: ضرورة التوازن الإعلامي عند طرح قضايا تتعلق بالتراث، وبخاصة من المنتسبين إلى الإسلام، فلا يتأتى استدعاء مَن يُشَوِّه صورة الإسلام وتراثه المجيد.
تاسعًا: التوصية بطبع ونشر كل ما حُقِّقَ من كتب التراث بالطرق العلمية في الكليات والمعاهد الشرعية حتى لا تبقى حبيسة الأدراج في مكتبات الكليات.