حملت مجلة “فورين بوليسى” الأمريكية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مسئولية الهجوم الإرهابى على مطار أتاتورك باسطنبول، وقالت إن إستراتيجيته القائمة على دعم الإسلاميين وإثارة العداء مع دول الجوار وضعت أمن بلاده فى خطر.
وأشارت الصحيفة إلى أن سياسة أردوغان من دعم الجماعات الإسلامية والتدخل فى شئون الدول المجاورة لم تمض كما كان يراد لها. فالإرهابيون التفوا مثل الثعابين ليلدغوا الأيدى التى كانت تطعمهم من قبل، مثلما فعلوا تماما فى باكستان. والآن فإن الهجمات الإرهابية أصبحت الوضع الطبيعى الجديد فى تركيا مثلما هى فى باكستان.
من ناحية أخرى ، قالت المجلة إن هجوم استطنبول الإرهابى يكشف الوجه الجديد والخطير لتنظيم داعش، فالمسلحون من دول الاتحاد السوفيتى السابق اعتادوا المرور عبر تركيا فى طريقهم إلى سوريا والعراق، لكنهم الآن يبقون هناك ويضربون أهدافا ناعمة مثل مطار أتاتورك.
وأشارت الصحيفة إلى أن هجوم اسطنبول يوم الثلاثاء الماضى الذى أسفر عن مقتل 44 شخصا، كان مشابها لذلك الذى تم تنفيذه فى باريس وبروكسل، لكن جنسيات الجناة لم تكن كذلك، فقد جاءوا هذه المرة من روسيا وأوزباكستان وكيرغيزستان. وليس من المعتاد أن يحارب أشخاص من وسط آسيا فى سوريا أو العراق لصالح داعش أو جبهة النصرة، وفقا لما يقوله سيث جونز، المسئول السابق بوزارة الدفاع الأمريكية والمحلل حاليا فى مؤسسة راند. مضيفا قائلا إن الأمر غير العادى بالنسبة لهم أن يكون على استعداد لشن هجمات فى تركيا.
ورأت فورين بوليسى أن هذا يثير اثنين من التحديات الأمنية الجديدة أمام تركيا التى لا تزال تعانى من واحد من أسوا الهجمات الإرهابية فى تاريخها. فأعداد كبيرة من المهاجرين القادمين من دول الاتحاد السوفيتى السابق مثل أوزباكستان يعيشون ويعملون بالفعل فى تركيا. ومن ثم، فإن المسلحين الذين يتم إرسالهم إلى البلاد من سوريا أو العراق لديهم مجتمع متماسك من المغتربين الذيى يمكن أن يتخفوا فيه. وهذا يعنى فى المقابل أن رجال الأمن الأتراك الذين طالما ركزوا على العرب والأكراد يجب أن يبحثوا الآن عن علامات المتطرفين المختبئين بين القادمين من آسيا الوسطى أيضا.