رغم أن السينما بقيت صامتة لفترة طويلة بعد ولادتها، إلا أن محاولات جعلها تتكلم أو إدخال الصوت عليها كانت لا تتوقف، ففى البداية ظهرت حرفة عازفى البيانو الذين يرافقون العرض بعزف حى على آلة البيانو فى صالة السينما التى تعرض الفيلم، بموسيقى مرافقة لأحداث الفيلم، وفى بعض الأماكن كان يقوم محترفون من نوع آخر بإطلاق مؤثرات صوتية خلف الشاشة.
جرت الكثير من التجارب لإدخال الصوت على الفيلم ففى بعض الأفلام تم إضافة نمر موسيقية منفصلة، وتم صنع أفلام قصيرة ناطقة.
وأكثر من أولى اهتماما لهذا الاتجاه فى السينما كان شركة ورنور بروذرز التى اشترت أجهزة تسجيل صوت، وفى عام 1926 أنتجت فيلم “دونجوان” الذى احتوى على مؤثرات صوتية، وفى عام 1927 قامت ورنور بروذرز بعرض فيلم مغنى الجاز فى صالات السينما وكان أول فيلم روائى طويل ناطق بشكل كامل.
ويعتبر فيلم ” مغنى الجاز” من ألأفلام الموسيقية، ويتحدث عن شاب مغرم بموسيقى الجاز وقد لعب الدور الأساسى فيه “إلجولسون”، وهو مغنى يشبه مصيره الحقيقى مصير بطل الفيلم، وقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا وأرباحا بلغت 3-5 مليون دولار للشركة المنتجة، وبه انتهى عهد السينما العظيمة الصامتة وبدأت مرحلة جديدة هى مرحلة السينما الناطقة.
وقد حصل هذا الفيلم على جائزة الأوسكار الخاصة التى ذيلت بعبارة: “لقاء إنتاج أول فيلم ناطق والذى أحدث ثورة فى هذه الصناعة” وهكذا اعتبر فيلم “مغنى الجاز” لـمخرجه “آلان كروسلاند” أول فيلم سينمائى ناطق رافقته موسيقى مسجلة على أسطوانة عبر الغراموفون ومنتجة بشكل يطابق الصورة.