نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقال للكاتب يرسولاف تروفيموف، أكد خلاله أن منطقة الشرق الأوسط تشهد معادلة حسابية سياسية جديدة بعد جلسة تصويت مجلس الأمن حول سوريا، ولكن تصب تلك المعادلة فى صالح مصر.
ويقول الكاتب، إن مصر باتت على دراية بأن أعمال الموازنة (فى المنطقة) هى أمور بلا شك محفوفة بالمخاطر حتى إن أى خطوة بسيطة قد تكون لها تبعات متكررة، مشيرًا إلى أن القاهرة تعمل على توطيد علاقتها مع روسيا، ولكن بعيدًا عن الجهود الدولية التى تقودها السعودية للإطاحة بنظام الرئيس السورى بشار الأسد.
وأشار إلى أن مصر صوتت لصالح مشروع قرار روسى الخيار المفضل لدى الحكومة السورية، وكانت مصر هى الدول الاسلامية الوحيدة التى دعمت هذا القرار الذى باء بالفشل فى نهاية التصويت، حيث وافق عليه أربع أصوات من إجمالى 15 صوتًا، وفى اليوم نفسه استخدمت روسيا حق الفيتو (النقض) ضد مشروع قرار صاغته فرنسا حول مصير الأسد، مضيفًا أن تصويت مصر للمشروع الروسى أعطى مزيدًا من الاعتراف بالأهمية الجديدة لروسيا فى المنطقة.
ويستشهد الكاتب بقول الباحث اندرانيك مجرانين الأستاذ فى معهد موسكو للعلاقات الدولية “جميع دول المنطقة ترغب أن يحصل موازنة (سياسية) بعيدة عن الولايات المتحدة، فمن الواضح أن السيسي لا يريد وضع جميع البيض فى سلة واحدة، خصوصًا وأن واشنطن لم تترد للحظة واحدة فى التخلى عن سلفه الرئيس مبارك الذى وضع جميع البيض فى سلة واحدة.”
بالإضافة إلى التعاون العسكرى والسياسى، فإن روسيا مصدرًا حيويًا للسياحة إلى منتجعات البحر الأحمر، وتوفر تيار لا بأس به من الايرادات التى انتهت بعد تفجير تبناه تنظيم داعش أسقط الطائرة الروسية على شبه جزيرة سيناء فى أكتوبر 2015.
ومن جانبه، قال جمال عبد الجواد سلطان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة، إن البلدين يتفاوضان استئناف الرحلات السياحية، وأن تصويت مصر لصالح المشروع الروسى يرجع بشكل جزئى إلى رغبة القاهرة فى عدم إغضاب روسيا.
واستطرد الكاتب أن “المسئولين المصريين شعروا منذ فترة طويلة أن قيمة الحفاظ على استقرار مصر من شأنه أن يمنع أى من حلفائها سواء كانت السعودية أو أمريكا من تقليص المساعدات، لأن حدوث أى اضطرابات خطيرة فى مصر سيكون له تأثير وتابعات على المنطقة بأسرها بما فى ذلك دول الخليج.
وتقول نانسى عقيل مدير معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط “ينظر إلى مصر باعتبارها الدولة الوحيدة المستقرة فى الشرق الأوسط، ولا اعتقد أن الخلاف بين مصر والسعودية سيستمر”.