مع تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد ، و انخفاض قيمة الجنية أمام العملات الأجنبية ، والارتفاع المستمر في أسعار السلع والخدمات ، وزيادة الأعباء المعيشية على المواطن المصري استغلت جماعة الإخوان هذه الظروف وقامت بتدشين حركة أطلقت عليها اسم ( حركة غلابه ) وذلك يوم (26) أغسطس الماضي ، تدعوا من خلالها إلي التظاهر يوم 11 نوفمبر المقبل فيما أسمته بـ ثورة الغلابة ، للتعبير عن رفضهم للأوضاع الاقتصادية التي تواجه المواطن البسيط ، مطالبين بإسقاط الرئيس ” السيسي ” ، ومحاكمته علي ما ما وصفتها بـ ( الجرائم ) التي إرتكبها هو ونظامه ضد الشعب المصري.
هناك عدة آراء تتبنى فكرة أن التاريخ المذكور 11-11 يشير الى شعار ( رابعة ) وهو ما يؤكد أن الدعوات مصدرها جماعة الاخوان.
كيف تم الترويج لثورة الغلابة 11-11
رغم عدم انتشار الصفحة الخاصة بالحركة بشكل كبير ، حيث بلغ عدد متابعيها إلي (54340) متابع آن ذاك ، حاولت العديد من الصفحات التابعة لجماعة الإخوان دعمها بشكل كبير وبشكل مباشر ، بدا واضحاً
من خلال قيام ما يعرف بـ ( التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب ) التابع للاخوان بإصدار بيان يدعوا من خلاله أنصار الجماعة للمشاركة في الفاعليات التي دعت إليها الحركة يوم (11 ) نوفمبر المقبل .
هذا وقد قامت العديد من الصفحات التابعة لجماعة الإخوان بمحاولة حشد أنصارها والمتعاطفين معها للمشاركة في تلك الفاعليات بشكل غير مباشر ، وذلك عن طريق التركيز علي الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها المواطن البسيط ، والتركيز علي الأزمات ، ونشر الشائعات والتي كان أبرزها الادعاء بأن الشاب الذي قام بإشعال النار في نفسه أمام أحد نوادي القوات المسلحة بالإسكندرية كان بسبب ضيق الحالة المعيشية التي يعاني منها ، ومحاولة السخرية من الرئيس ” السيسي” وتصويره بأنه قد فشل في إدارة البلاد وأنه يقودها نحو مزيد من التدهور الاقتصادي والفشل – علي حد تعبيرهم – ، مدعين أنه لا يراعي الأبعاد الاجتماعية ، كما قامات العديد من تلك الصفحات بنشر الرسوم الكاريكاتورية الساخرة من الرئيس ” السيسي ” والنظام الحالي .
وفي نفس الوقت إدعت العديد من الصفحات التابعة للقوي والحركات الثورية عدم مشاركتها في تلك الفاعليات ، وذلك لأنها صدرت عن جماعة الإخوان ، والتي يختلفون معها ويدعون أنهم يختلفون سياسياً معها ، حيث أنها السبب الأساسي فيما يحمله المشهد السياسي والاقتصادي للبلاد من أزمات ، وكان من أبرز القوي و الحركات التي أعلنت عدم مشاركتها في تلك الفاعليات حركة ( شباب 6 أبريل ) .
وقد حاولت حركة ( غلابه ) اجتذاب تأييد القوي والحركات الثورية إليها ، فقام مؤسس الحركة ” ياسر العمدة ” في نشر عدد من الفيديوهات والتي يؤكد من خلالها أن الحركة ليست تابعة لأي فصيل سياسي ، مدعية أن النظام وأجهزة الأمن هي من تحاول الترويج أن الحركة تنتمي لجماعة الإخوان ، أن النظام الحالي سيتبع ( سياسة الأرض المحروقة ) لإجهاض تلك ( الثورة ) ، مدعياً أن التحذيرات التي أطلقها عدد من السفارات الأجنبية ، تؤكد أن الرئيس ” السيسي ” يقوم بالتخطيط لتنفيذ عملية إرهابية ضد الشعب المصري لإلهائه عن المشاركة في تلك ( الثورة ) ، مدعياً أن المخابرات الحربية ستفتعل عدد من الإضرابات بالبلاد لتحقيق ذات الهدف ، مؤكداً في الوقت ذاته أن الدعوة التي تحاول الحركة الحشد لها يوم (11) نوفمبر المُقبل ، لن تكون سوى البداية فقط لعمل ( ثوري ) يؤدي في النهاية لمحاكمة الرئيس ” السيسي ” ونظامه .
كما قامت صفحة ( حركة غلابه ) بنشر العديد من الصور التي إدعت من خلالها أنها تقوم بالترويج للفاعاليات ميدانياً وذلك عن طريق الكتابة علي الجدران لدعوة المواطنين للنزول ، مدعية أنها قد وجدت ترحيب كبير بين المواطنين لتلك الفعليات .
وهنا تغير الموقف وقامت العديد من الصفحات التابعة للقوي و الحركات الثورية وعلي رأسها ( حركة 6 أبريل )- رغم إعلانها عدم مشاركتها – بمحاولة دعم تلك الحركة وذلك عن طريق محاولة الحشد للمشاركة في تلك التظاهرات المزمع تنظيمها ، بنشر العديد من ( التدوينات / التعليقات / الصور / الفيديوهات ) التي تؤكد تدني المستوي المعييشي للمواطنين ، وأن الإجرائات والقرارات الحكومية لا تراعي البعد الإجتماعي لهم ، محاولة إيهام الرأي العام بأن الرئيس ” السيسي” يتعمد إتخاذ القرارات ( المؤلمة ) ضد المواطنين البسطاء ، لأنه لا يستطيع اتخاذها ضد المواطنين من ذوي السلطة والنفوذ والمال .. في السياق ذاته دعت حركة ( 6 أبريل ) أنصارها إلي نشر ما أسمته بـ ( الوعي الثوري ) و محاولة أيهام المواطنين البسطاء أن الحل الوحيد لأزماتهم هي الثورة ضد النظام الحالي .
وقد حاولت جماعة الإخوان اختبار نتيجة قيامها بالحشد منذ انطلاق الدعوة المشار إليها ، فقامت اللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان بتدشين (هاشتاج ) تحت عنوان (لو قمنا بثورة) والذي وصل إلي قائمة ( الهاشتاجات ) الأكثر تداولاً عبر موقع التواصل الإجتماعي (تويتر ) ، حيث بلغ عدد التدوينات علية (283) الف تدوينة ، إلا أنه قد تلاحظ دخول عدد من النشطاء المؤيدين للرئيس السيسي علي هذا ( الهاشتاج ) ومحاولة فضح مخطط جماعة الإخوان الذي يقف خلف تلك الدعوات من إثارة الفوضى بالبلاد وأنه لو حدثت ثورة مرة أخري فستأدي إلي مزيد من الأوضاع الإقتصادية والسياسية فى البلاد .كما إستغلت كلاً من الصفحات ( الإخوانية و الثورية ) الفيديو الذي نشره الإعلامي ” عمرو الليثي ” تحت عنوان ( سواق توك توك يصف حال مصر في دقيقة ) ، للترويج أن المواطنين قد تهيأوا بالفعل للقيام بالثورة ضد النظام الحالي ، محاولين استغلاله بشكل كبير لشحن الرأي العام ضد النظام الحالي وحثه علي المشاركة في الفاعليات التي دعت إليها ما تعرف بحركة ( غلابة ) .
من جانبها قامت العديد من الصفحات المؤيدة للرئيس السيسي وعلي رأسها صفحة ( لا ياجبان مصر مش إخوان ) ، بمهاجمة ( حركة غلابة ) ، مؤكدة أن الحركة تابعة لجماعة الإخوان ، كما طالبت تلك الصفحات ( القوات المسلحة و أجهزة الأمن ) بالتعامل الحازم مع تلك ( الدعوات ) والتظاهرات حال خروجها .
الصفحات الإخوانية الداعمة للحركة
كانت أبرز الصفحات الإخوانية الداعمة للحركة (صرخة ثوار الحرية / رؤية للتغيير /التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب / بوابة الحرية والعدالة / رابعة رمز الصمود / السياسي / الإخوان دعوة ربانية عالمية / إحنا كمان بنهزر يا ساويرس / نبض رابعة /ضنك/ كلمتي/ حزب الإستقلال الصفحة الرسمية / شباب ضد الإنقلاب )
بينما كانت اشهرالحركات التابعة للقوي والحركات الثورية والتي تحاول حشد الرأي العام بشكل غير مباشر للمشاركة فى تلك الدعوة (حركة شباب 6 أبريل / إحنا اللى قولنا لا / وطن العك / الثوره مستمره الاحتياطية / رسام الثورة كارلوس لاتوف) .
من هو مؤسس حركة ثورة الغلابة 11-11
مؤسس الحركة :- ياسر العمدة
آخر وظيفة معروفة :- مدير برامج بقناة الشرق الإخوانية
محل الإقامة : هارب في تركيا
تاريخ تأسيس الحركة :- 26 أغسطس 2016
نشاطات الحركة :- الدعوة للتوقف عن دفع فواتير ( الكهرباء / الغاز /المياه ) ، الدعوة للتظاهر في 11 نوفمبر القادم .