أكدت مصادر دبلوماسية أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة للقاهرة، اليوم الخميس، وعقد جلسة مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ستشهد مناقشة فك الجمود وحالة التوتر في العلاقات بين مصر والسعودية، مشيرة إلى الدور الكبير الذي يلعبه الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي في هذا الشأن.
وأضافت المصادر أن الزيارة تعد الثالثة لولي عهد أبوظبي للقاهرة خلال 6 شهور، حيث زار بن زايد القاهرة في 21 أبريل الماضي والثانية في 25 مايو الماضي ودائمًا تعلن الإمارات مساندة مصر في شتى الأزمات وضخ استثمارات إماراتية في الاقتصاد المصري، بجانب بحث اتفاق لتقوم الحكومة الإماراتية بتزويد مصر بالبترول عقب زيارة وزير البترول طارق الملا مدينة أبوظبي الأسبوع الجاري ولقاء شركات البترول هما الإمارات الوطنية وأبيك لتصدير عدد من شحنات المواد البترولية لمصر ودعمها خلال الفترة المقبلة لسد احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية.
وأضافت المصادر: علينا أن نتعامل مع هذا الملف على المستوى الرسمي بين مسئولي البلدين، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيحل من خلال توضيح الأمور بين الطرفين وتأكيد مصر أهدافها فيما يتعلق بالأزمة السورية وحرصها على وحدة تراب الشعب السوري وعدم تطور الأمر كما حدث في ليبيا.
وأكدت المصادر إجراء لقاءات سيادية في مصر والسعودية لإزالة حالة التوتر الأخيرة وعقد لقاء رفيع المستوى بين الجانبين لتأكيد عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين القاهرة والرياض، والتي تفوق العلاقات بين الدول، حيث إن الشعبين الشقيقين يتعاملان مع بعضهما البعض بمحبة وإخاء تحت قيادة الرئيس السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز.
وقالت المصادر: إن العديد من الاتصالات أجريت بين البلدين للتحضير لجلسة مباحثات لتعزيز العلاقات الثنائية في مجملها سواء اقتصادية أو سياسية أو ثقافية، والارتقاء بهذه العلاقات لتحقيق طموحات الشعبين، بجانب بحث القضايا الإقليمية.
وأوضحت المصادر أن العمل المثمر والمشترك بين المملكة العربية السعودية ومصر لا غنى عنه لتحقيق الأمن القومي العربي ودعم الاستقرار في هذه المنطقة، مؤكدة حرص قيادة البلدين على استمرار العمل في تعزيز العلاقات وتكثيفها بين الجانبين وأن الأمن القومي لمصر يرتبط بشكل وثيق بأمن السعودية وأمن دول الخليج بصفة عامة.
يذكر أن السيسي استعرض في الندوة التثقيفية التي نظمتها القوات المسلحة بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة ثوابت السياسة الخارجية المصرية.
وعلى صعيد التجاذبات والتصريحات الإعلامية التي شهدتها الأيام الماضية بشأن علاقات مصر بأشقائها بدول الخليج أكد الرئيس مجددًا عدم قدرة أحد على المساس بما يربط مصر بأشقائها في الخليج من علاقات تاريخية وثيقة، مشددًا على أن مصر تتبنى سياسة مستقلة تهدف إلى تحقيق الأمن القومي العربي من خلال تبني رؤية وطنيـة.
وأعاد الرئيس تأكيد موقف مصر الثابت إزاء الأزمة السورية والذي يشمل العمل على إيجاد حل سياسي للأزمة الراهنة والحفاظ على وحدة الأراضي السورية واحترام إرادة الشعب السوري، فضلا عن نزع أسلحة الجماعات المسلحة وإعادة إعمار سوريا، مؤكدًا أن تصويت مصر على القرارين اللذين طُرحا مؤخرًا في مجلس الأمن جاء على أساس تلك الثوابت أخذًا في الاعتبار أنهما تضمنا الدعوة إلى تطبيق الهدنة في سوريا وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، وهو ما يؤكد عدم وجود تناقض في تصويت مصر لصالح هذين القرارين.
ونفى الرئيس أن يكون إيقاف توريدات البترول السعودية إلى مصر جاء ردًا على موقفها من التصويت في مجلس الأمن، مؤكدًا أن الأمر يتعلق بعقد تجاري تم توقيعه خلال زيارة العاهل السعودي لمصر في شهر أبريل الماضي، وأن الحكومة اتخذت بالفعل الإجراءات اللازمة لضمان وجود الاحتياطات الكافية من البترول.