فيما يخص تطورات الأوضاع في مدينة حلب
أكد مسئول التفاوض في أحياء مدينــة حلــب المحاصــــرة ” الفاروق أبو بكر ” اليوم بأنه قد تم التوصل إلى اتفاق جديد لإجلاء المدنيين من الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب مقابل إجلاء عدد متفق عليه من الأشخاص من بلدتي ( الفوعة / كفريا ) بريف إدلب المحاصرتين من قبل المعارضة ، وبلدتي ( مضايا / الزبداني ) اللتين تحاصرهما عناصر حزب الله اللبناني بريف دمشق الشمالي .. .. وأوضح أن الاتفاق الجديد جاء بعد تجاوز العقبات التي وضعتها الميليشيات الإيرانية ، مشيراً إلى أنه من المتوقع توجه القوافل باتجاه أحياء حلب المحاصرة اليوم لمواصلة إخلاء كافةالمدنيين والمقاتلين من شرق حلب ، بعد إزالت السواتر الترابية وانسحاب الميليشيات الإيرانية من الطريق .. وأضاف أنه سيتم أيضاً إجلاء مدنيين ومصابين من بلدتي ( الفوعة / كفرية ) بريف إدلب، ومدنيين من بلدتي ( مضايا / الزبداني ) بريف دمشق الغربي .
وما يزال آلاف المدنيين عالقين شرق مدينة حلب بعد توقف عملية الإجلاء خلال اليومين الماضيين ، بعد عرقلة الميليشيات الإيرانية للاتفاق ، وسط أوضاع إنسانية صعبة يعيشها المحاصرين .. وقد أكد رئيس الجناح السياسي لحركة أحرار الشام المعارضة ” منير السيال “ أن إيران تصر على السماح بخروج أناس من قريتي ( الفوعة / كفريا ) المحاصرتين قبل السماح باستئناف عمليات إجلاء سكان حلب .. وأضاف أن إيران تنتهز أدواتها الطائفية الحالة الإنسانية لأهلنا في حلب المحاصرة ، ويمنعون خروج المدنيين من حلب حتى يتم إجلاء مجموعاتهم من ( الفوعة / كفريا ) .
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان وسائل إعلام رسمية سورية أن حافلات الإجلاء بدأت تدخل مناطق شرق حلب ، بإشراف الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر ..لإخراج من تبقى من الإرهابيين وعائلاتهم إلى ريف حلب الجنوبي الغربي .
الجدير بالذكر أن عمليات إجلاء المقاتلين والمدنيين من آخر منطقة للمعارضة في حلب قد توقفت يوم (16) ديسمبر هو ثاني أيام عمليات الإجلاء بعد طلب الميليشيات المرتبطة بإيران التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية ، بإجلاء مصابين من قريتي ( الفوعة / كفريا ) .
يأتي ذلك في الوقت الذي يصوت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار اليوم قدمته فرنسا يقترح إرسال مراقبين دوليين للإشراف على عمليات إجلاء المدنيين من شرق حلب ، يأتي ذلك رغم معارضة روسيا للمشروع .. وبدأت فرنسا في توزيع النص منذ مساء أول أمس على أعضاء المجلس ، والذي يشير إلى أن المجلس يعرب عن قلقه الشديد إزاء الأزمة الإنسانية ، التي تتفاقم في حلب .. ويطلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة أن ينشر سريعا في حلب موظفين إنسانيين تابعين للمنظمة وموجودين أصلا في سوريا لمراقبة ملائمة وحيادية وللمساهمة بشكل مباشر على عملية إخلاء المناطق المحاصرة من حلب .
الأهميــــة الاستراتيجيـة لمدينـــة حلـــب بالنسبة لأطراف الصراع في سوريا
تحمل حلب أهمية رمزية كبيرة .. حيث أنها ثاني أكبر المدن السورية ، وقد كانت أكبر المراكز الاقتصادية في البلاد قبل أن يتم تدميرها خلال الصراع في سوريا ، وهي المدينة السياحية الأولى في البلاد ، وكانت الموقع المفضل للعديد من البعثات الدبلوماسية لفترة طويلة من الزمن .
تمثل حلب أهم المراكز الحضرية في البلاد بعد العاصمة دمشق مما يجعل السيطرة عليها من الأهمية بالنسبة للنظام الذي يرغب في أن يحكم سيطرته على مدن البلاد الرئيسية ، إضافة إلى أنها تعد مركزاً استراتيجياً تنطلق منه الهجمات ضد تنظيم داعش والمعارضة وبالتالي مركزاً لاستعادة بقية أنحاء سوريا .
حلب هي أحد معقلين كبيرين للمعارضة على الحدود الشمالية مع تركيا ، والمعقل الآخر هو إدلب ، وتعتمد المعارضة في الشمال بشكل كبير على تأمين المساعدات والإمدادات عبر تركيا إلى حلب وإدلب من خلال معبري ( باب السلامة / باب الهوى ) على الترتيب ، ومع قطع طريق الإمدادات في حلب فإنه لا يبقى للمعارضة سوى طريق إدلب للحصول على الإمدادات .. سقوط حلب ، إضافة إلى كونه نكسة استراتيجية للمعارضة ، فإنه سوف يمثل انتكاسة معنوية كبيرة .
تمثل حلب هدف استراتيجي لروسيا ، خاصة إذا استطاعت قوات النظام السيطرة عليها لأن الرئيس ” بوتين ” يحتاج إلى نصر على الأرض لإقناع المواطن الروسي بمبررات تدخله في سوريا .. حيث أوضح محلل الشئون الدولية في صحيفة ” كوميرسانت ” الروسية ” سيرجي ستروكان ” بأهمية معركة حلب بالنسبة لروسيا ، معتبرا أن انتصار قوات ” بشار الأسد ” سيشكل للمواطن الروسي نموذجاً لنجاح استراتيجية موسكو في سوريا .
بالنسبة للسعودية : فإن سقوط حلب في يد النظام ستتم قراءته على أنه انتصار لجديد لإيران في سوريا ، وهو انتصار لحزب الله أيضا ، أحد الشركاء الرئيسيين في معارك حلب .
بالنسبة لتركيا : تتركز الأهمية في وضع حد لطموح الأحزاب الكردية في السيطرة على الشمال السوري .