أكد موقع “انترناشيونال بيزنس تايمز” البريطاني، اليوم الثلاثاء، أن إمدادات المياه العذبة لدلتا النيل في مصر انخفضت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، محذرا من مواجهة البلاد خطر نقص شديد في المياه والغذاء خلال العقد المقبل.
وأشار الموقع إلى أن العلماء يحذرون من أن الوضع قد يزداد سوءا بعد بناء سد النهضة الإثيوبي، منوها بتزايد التعداد السكاني لمصر بشكل كبير، خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ ما يقرب من 90 مليون نسمة، مما أدى إلى تفاقم التوترات الاجتماعية، وسرعة استنزاف الموارد.
وقال الموقع إن نحو 70٪ من تدفقات المياه التى تصل إلى مصر تأتيها من النيل الأزرق ونهر عطبرة، وكلاهما في إثيوبيا، لافتا إلى مقال نشرته الجمعية الجيولوجية الأمريكية، ألمح فيه العلماء المشاركون إلى أن كميات المياه المتاحة لسكان مصر، من منطقة وادي النيل والدلتا على وجه الخصوص، تنخفض بشكل مستمر، وهو ما يهدد الأراضي الخصبة ويؤدي إلى نقص الغذاء في المستقبل وبالتالي فإن العلماء يقولون أن أزمة مياه النيل الأزرق تلوح في الأفق.
ولفت الموقع إلى أن مياه البحر ترتفع بمعدل 3 ملم كل عام، وهو ما يعني مزيد من تسرب المياه المالحة إلى الأراضي الزراعية، كما يقدر العلماء أن 20 – 40 كلم من المناطق الساحلية من سطح الدلتا ستكون مغمورة بالمياه بنهاية القرن الحالي.
وأضاف أن ثمة خطر آخر يتمثل في حقيقة أن مستويات البحر آخذة في الارتفاع بمعدل حوالي 3 ملم في السنة ولكن في الوقت نفسه، يجري خفض هامش دلتا الساحلي، وهذا يؤدي إلى تسرب المياه المالحة تصل الآن تضاريس الزراعية في القطاعات وسط الدلتا، ويقدر العلماء أن 20 إلى 40 كم الساحلية من سطح الدلتا ستكون تحت الماء بحلول نهاية هذا القرن.
وشدد الموقع على أن التهديد الأكثر أهمية بالنسبة لمصر هو سد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أن تدفقات المياه إلى مصر سوف تتأثر بشكل كبير خلال عملية ملء خزان السد.
ودعا العلماء إلى شكل من أشكال التحكيم من قبل الهيئات الإقليمية أو العالمية، للحد من التهديدات على مصر والتأكد من أن سكانها يمكنهم الحصول على مياه من نهر النيل الأزرق في المستقبل.