تحقيقات و تقاريرعاجل

داعش يبتكر مدرعات فتاكة تمكنه من الصمود في الموصل

ابتكر داعش وسيلة للحصول على مدرعات فتاكة عبر تحويل سيارات دفع رباعي أمريكية عادية، إلى سلاح قادر على قتل عدد كبير من الضحايا.

ذلك الابتكار المدمر لفت انتباه عدد من الخبراء العسكريين، وكتبت عنه كمبرلي دوزيير، مراسلة موقع ديلي بيست وسي إن إن، وهي متخصصة في الشأن القومي الأمريكي، وزميلها ديفيد آكس، محرر ورسام غرافيك وروائي أمريكي، معتبرين أن تطوير تلك المدرعات يعني أن صراع التحالف الدولي بقيادة أمريكية مع داعش سيكون أشد شراسة، وخاصة مع تواصل المعارك لطرد التنظيم من الموصل، والاستعداد لتقدم طال انتظاره نحو مدينة الرقة السورية، عاصمته المزعومة.

واستولت قوات التحالف مؤخراً على سيارة من طراز جيب موديل 2015، بعدما أدخلت عليها تعديلات لتحويلها لسلاح عصري. وقال الجنرال ستيف تاونسند، قائد قوات التحالف في العراق، لموقع ديلي بيست: “تتمتع تلك الشاحنة المطورة بقدرات عالية”.

مهارات كبيرة

وتلفت دوزيير وآكس إلى أن المدرعة المطورة تكشف عن مستوى رفيع من المهارات التي استطاع داعش اكتسابها منذ استيلائه على مساحات واسعة من العراق وسوريا، وقدرته على إرسال تلك المهارات إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا والغرب.

استعارة

ويشير المحرران إلى افتقار داعش لمصانع أسلحة معقدة، ولكونه محاصراً من قبل السوق العالمي، ولذا استعار وسيلة ابتكرها الجيش الأمريكي في عام 2003، عندما غطى عرباته غير المدرعة بألواح معدنية مأخوذة من سيارات خردة، للوقاية من القنابل المتفجرة، التي زرعت حينها على جنبات الطرق. ولكن السيارة الجيب المضبوطة حديثاً، طورت الفكرة بشكل أكبر. فقد جهزها داعش بألواح معدنية ملحومة، وفتحات لمدافع رشاشة في أعلاها وجوانبها. وقال ستيجن ميتزر وجوست أوليمانس، خبيران عسكريان مستقلان إن تلك الآلة “تتميز عن السيارات القديمة، الأشبه بالخردة، والتي تشاهد حول العراق حالياً”.

عودة لأجواء الحرب العالمية الثانية

ويلفت المراسلان إلى أن ذلك الابتكار ظهر لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية. ففي عام 1940، افتقر الجيش البريطاني إل العدد الكافي من المدرعات العسكرية، وخوفاً من غزو ألماني، غلّف البريطانيون شاحنات مدنية بألواح معدنية، واستخدموها في حماية مطاراتهم الحيوية.

وفي نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، وجدت قوات تشادية نفسها في مواجهة جيش ليبي أفضل عتاداً وعدة. وبسبب افتقارهم للأموال، أضاف التشاديون أسلحة رشاشة ومطلقات صواريخ لقرابة 400 شاحنة مدنية، الأمر الذي مكنهم من التغلب على الدبابات وناقلات الجند الليبية المدرعة.

فن قتالي

وفي سوريا والعراق، طور داعش مستوى تلك العربات لتتحول إلى شكل فني فتاك، وليست الجيب الشيروكي المدرعة إلا مثالاً لذلك النوع من الفن القاتل. وقد تمكن داعش إنتاج مئات من تلك العربات المدرعة، وغالباً ما حملها متفجرات، ونشرها كعربات مفخخة.

خروج مفاجئ

وقال ميتزر وأوليمانس: “في شوارع الموصل الضيقة، حققت تلك العربات المفخخة إنجازات ملحوظة ضد الجيش العراقي، حيث خرجت فجأة من كاراجات في شوارع اعتقد أنها آمنة وبعيدة من خطر مقاتلي داعش”. وفيما يجد مقاتلو داعش أنفسهم محاصرين على نحو متزايد من قبل القوات العراقية في أحياء الموصل القديمة، فقد دأبوا على تجميع مجموعة من العربات المفخخة على أحد جانبي طريق، أو إجبار القوات العراقية على دخول ممرات ضيقة زرعت بمتفجرات. ويحتمل أن يختبئ قناص بانتظار تصيد جنود ومشاة قادمين باتجاهه.

محاولات ناجحة

وتشير دوزيير وآكس لمحاولات ناجحة حققتها قوات التحالف في تدمير تلك المدرعات المفخخة. فقد أرسلت فرق برية زود أفرادها بقذائف صاروخية مضادة للدروع، وأطلقت أيضاً طائرات بدون طيار وطائرات حربية لتصيد تلك المدرعات من الجو.

زر الذهاب إلى الأعلى