يستهل حمد بن عيسى ال خليفة، ملك البحرين، مشاركته بالقمة العربية الـ28 بالأردن الشقيق بزيارة للقاهرة غدا الإثنين.
ومن المقرر أن يلتقي ملك البحرين، الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليعبر عن عمق العلاقات التاريخية مع جمهورية مصر العربية وتشعبها، والحرص على تأطيرها ودعمها وتطويرها، وضرورة تبادل وجهات النظر والتشاور بشأن قضايا الاهتمام ذات الصلة لا سيما إزاء الملفات الشائكة التي تؤثر على أمن دول المنطقة برمتها واستقرارها خاصة في هذه الفترة التي تشهد تغيرات سريعة ومتلاحقة ألقت وما زالت تلقى بظلالها على كل دول المنطقة.
وذكرت وكالة أنباء البحرين، منذ قليل، أن الاتصالات الدائمة بين قادة ومسئولي كل من مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية الشقيقة لا تتوقف خلال السنوات القليلة الماضية، تلك السنوات التي شهدت بوتيرة شبه منتظمة العديد من اللقاءات والزيارات والفعاليات.
وأشارت إلى الاتصالات وتشاور الملك حمد بن عيسى ال خليفة مع الرئيس السيسي، ما جسد مدى الارتباط الروحي والإنساني بين شعبيهما وحرصهما على الدفع بها إلى آفاق أكثر رحابة واتساعا.
وترجع أهمية الزيارة الملكية إلى أكثر من عامل الأول: توقيتها خاصة أنها تتزامن مع انعقاد إحدى أهم القمم العربية التي يُعول عليها لمناقشة آخر المستجدات والتطورات التي تستدعي في الحقيقة مدارستها وتقييمها والمشاورة بشأنها بين قادة الدول العربية وبعضها البعض.
ومن بين أهم هذه التطورات، تصاعد حدة خطر الجماعات المتطرفة والقلق الناتج عن امتداد مثل هذه الجماعات عبر الحدود الجغرافية للدول ودلائل ارتباطاتها بالتدخلات الخارجية من جهة وعمليات الفوضى الخلاقة التي تضرب أطناب بعض الدول المجاورة لكل من البحرين ومصر من جهة أخرى سواء بالنظر للأوضاع في اليمن أو في سوريا أو في ليبيا أو في غيرهم.
والعامل الثاني: المشاورات المنتظر أن تجرى بين حمد والسيسي والتي يتوقع ألا تقتصر على مجمل ملفات العلاقات الثنائية فحسب، وضرورة المضي بها قدما لدفع مسيرة تطورها ودعم مفاصلها وتنمية أطرها المشتركة وضخ دماء جديدة في شرايينها، وبما يصب في صالح الشعبين الشقيقين والأهداف الوطنية والقومية المشتركة.
ويتوقع أن تشمل المشاورات أيضا دراسة التحولات التي تشهدها المنطقة، ومست بتداعياتها الكبيرة والممتدة والشاملة أمن واستقرار دول العالم العربي مع ضرورة العمل من أجل الحفاظ على وحدة الصف العربي وكيانه الجامع.
والعامل الثالث: المسؤوليات الجسام التي تقع على كأهل قيادتي البحرين ومصر سواء ناحية بلديهما أو إزاء محيطهما الخليجي والعربي والإسلامي، خاصة أن الدولتين تعدان من بين أكثر الدول العربية وعيا بحقيقة المخاطر المثارة على الساحة، وأكثرهما عرضة لمثل هذه المخاطر والتهديدات، ولديهما من الوسائل والأدوات ما يمكنهما من توظيف سياساتهما المتوازنة في دعم وحدة الصف العربي.
كما أن علاقاتهما ممتدة ومتشعبة ولديهما شبكة تحالفات وارتباطات إقليمية ودولية، والتي ينخرطان فيها ويتعين الاستفادة منها، بالإضافة إلى الأدوار المناطة بهما كقطبين إقليميين، حيث يُعول على البحرين ومصر كثيرا في تسوية العديد من الملفات، وحلحلة الكثير من المشكلات، فالبحرين تمثل مختبرا لأمن منطقة الخليج واستقرارها، ويُنظر لمصر كثقل موازن لمعالجة أي خلل في معادلة التوازن الإستراتيجي بالشرق الأوسط.