يبدو أن الغيوم التي لبدت سماء العلاقات بين مصر والسعودية بدأت في التبدد، بهدف العودة إلى حالة الصفاء، في ظل منطقة تعانى من انكسار وحصار ودمار.
افتراق جناحى الأمة العربية استشعر خطره الجميع خصوصا في ظل غياب المشروع العربى المتماسك أمام الهجمة التي يتعرض لها منطقة الشرق الأوسط من مشاريع دخيلة عليها استغلت فرقتها سواء الإسرائيلية أو الفارسية أو التركية وحتى الروسية، خصوصا أن الجميع وجدوا غايتهم في اختراق الجسد المريض مثل الفيروسات تحت مسمى الحماية.
ملامح قرب عودة مصر والسعودية لمحورهم التقليدي، بدأ مع استئناف شحنات النفط من شركة أرامكو إلى القاهرة بتعليمات مباشرة من الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودي، بعدما أطلعه الجانب الأمريكي على حقيقة خطورة الأوضاع بالمنطقة وحذره من إعلان الفراق مع مصر في هذه المرحلة الراهنة طبقا لما تسرب في عدد من وسائل الإعلام العربية والغربية.
ومع قرب انعقاد القمة العربية الـ 28 التي تستضيفها المملكة الأردنية، الأربعاء المقبل، بدأت الرسائل الإيجابية تتطاير بين البلدين حول انفراجة وشيكة في حل الأزمات التي تعقدت بدءا من الخلاف في وجهات النظر حول الملف السوري، مرورا بالأحداث المتصارعة في اليمن، وانتهت بتفجير أزمة جزيرتى تيران وصنافير، لتصل بعدها الأمور إلى طريق مسدود.
الطريق المسدود الذي تخيل المتربصون أنه وصل إلى مرحلة اللا عودة بين العاصمتين –القاهرة والرياض-، خيب أمراء وملوك العرب ظنون المتربصين بمستقبل الأمة، ويبدو أن تحذير صوت العقل من الفراق دفع الجميع إلى ضرورة العودة إلى مربع الوفاق.
اليوم شهدت المنطقة لقاءات على مستوى ملكى الأول جمع بين العاهل الأردنى الملك عبدالله ونظيره السعودي الملك سلمان، والثاني جمع الرئيس عبدالفتاح السيسي وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة..الحراك السياسي الإقليمي فسرها المتابعون للأزمة بأنه يهدف إلى تقريب وجهات النظر وإذابة الجفاء بين القاهرة والرياض، قبل لقاء مباشر بين الملك والرئيس في قمة الأردن، والعمل على دفعهما إلى تشابك الأيدي في صورة ترد على المتربصين بالعلاقات وتنهى الشهور العجاف.
ويوم أمس الأحد استبق جميع التكهنات حول الصلح المرتقب، عضو بمجلس الشورى السعودي، عساف بن سالم أبو ثنين، ملمحا في مقال له على صفحات صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، إلى احتمالية عقد لقاء بين الزعيمين لحسم الخلافات بين البلدين وعودة العلاقات السعودية المصرية إلى سابق عهدها، بمبادرة من العاهل السعودي شخصيا.
ويأمل العرب أن تشهد الأردن تكرار لقمة 1987، عندما نجح عاهل الأردن الراحل الملك حسين، في اعادة العلاقات بين مصر والدول العربية، وأنهى سنوات القطيعة التي استمرت مع القاهرة منذ زيارة الرئيس الراحل أنور السادات إلى إسرائيل وتوقيع اتفاقية السلام بعد حرب 1973.