غادر الرئيس السيسي القاهرة اليوم متوجهاً على رأس وفد رفيع المستوى إلى الولايات المتحدة في زيارة تستغرق (5) أيام ، تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي ترامب ، وذلك في إطار حرص الجانبين على تنمية العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين ، وبحث سبل تعزيزها خلال الفترة المقبلة ، وزيادة التنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة الزخم إلى تلك العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات .
أكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف أن الزيارة التي تُعتبر الأولى منذ تولى ترامب مهام منصبه في البيت الأبيض ، ستشمل عقد مباحثات بين الرئيسين تتناول عدداً من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية ، فضلاً عن الموضوعات المطروحة على الساحتين ( الإقليمية / الدولية ) ، وأضاف أنه من المقرر أن تشمل الزيارة لقاءات الرئيس مع عدد من الوزراء الأمريكيين وممثلين لدوائر صنع القرار في الولايات المتحدة ، فضلاً عن لقاءات متعددة مع أعضاء الكونجرس الأمريكي من الحزبين ( الجمهوري / الديمقراطي ) ، إضافة إلى ورؤساء عدد من اللجان بمجلسي ( النواب / الشيوخ ) ، لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها ، ولبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية ، بما يسهم إيجاباً في زيادة التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات ، كما أوضح أن الرئيس السيسي سيعقد اجتماعاً مع قيادات غرفة التجارة الأمريكية ورؤساء كبرى الشركات الأمريكية ، لبحث فرص الاستثمار في مصر ، على ضوء التقدم المٌحرز على صعيد الإصلاح الاقتصادي في مصر ، والإجراءات التي تتبناها لتشجيع الاستثمارات الأجنبية وتنفيذها عدداً من المشروعات القومية ، ومن المقرر أيضاً أن يتضمن برنامج الرئيس السيسي لقاء كل من ( رئيس البنك الدولي / مديرة صندوق النقد الدولي ) ، لبحث فرص تعزيز التعاون القائم بين ( مصر / المؤسستين الدوليتين ) في مختلف المجالات الاقتصادية .
كشف سفير مصر لدى الولايات المتحدة السفير ياسر رضا عن أن الرئيس السيسي سيجري حواراً تليفزيونياً مطولا مع قناة ( فوكس نيوز ) الأمريكية ، مضيفاً أن زيارة الرئيس السيسي لواشنطن مهمة وسيسجلها التاريخ وستؤرخ لمرحلة جديدة في العلاقات المصرية – الأمريكية .
الوفد الرسمي المرافق للرئيس السيسي خلال الزيارة
يرافق الرئيس السيسي خلال الزيارة وفد رفيع المستوى يضم كل من ( وزير الخارجية سامح شكري / وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي الدكتورة سحر نصر / وزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل / وزير المالية عمرو الجارحي / رئيس المخابرات العامة اللواء خالد فوزي / مدير مكتب الرئيس اللواء عباس كامل / المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف ) .
أبرز ردود الفعل حول الزيارة
أكد سفير مصر لدى الولايات المتحدة السفير ياسر رضا أن الرئيس ترامب سيقيم مأدبة غداء في البيت الأبيض على شرف الرئيس السيسي ، مضيفاً أن هناك تقديراً عالياً من الجانب الأمريكي للزيارة وللرئيس السيسي .. وقد تناول السفير ياسر رضا عدد من القضايا الخاصة بالعلاقات بين البلدين ، وذلك على النحو التالي : –
فيما يتعلق بتحرك بعض أعضاء جماعة الإخوان بأمريكا ، أوضح أن مصر لا تشعر بأي قلق حول المعلومات التي تتحدث عن تحرك بعض أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية في أمريكا ، مشيراً إلى أن الرئيس السيسي يستند على شعبية كبيرة لدى المصريين ، ومصر بلد كبير ومهم وكل من يحاول أن يثير أي مشكلات لن يستطيع أن يُؤثر علينا .
فيما يتعلق بتصريحات ترامب قبل الانتخابات عن عزمه تصنيف جماعة الإخوان جماعة إرهابية .. أكد أن هذا الأمر شأن أمريكي وتدخلنا فيه قد يأتي بنتائج سلبية ، لكن الرئيس سيشرح للأمريكيين ما تقوم به مصر لمواجهة الفكر المتطرف والتصدي للإرهاب .
حول توقعه للعلاقات المصرية – الأمريكية خلال فترة حكم ترامب .. أكد أن ترامب أعلن أنه بصدد تحقيق هدفين رئيسيين وهما ( مكافحة الإرهاب / خلق وظائف ) ، مشيراً إلى أن الموقف الأمريكي إزاء هاتين القضيتين يتطابق مع موقف الرئيس السيسي .
حول مخاوف البعض من اتاذ ترامب مواقف سلبية من القضية الفلسطينية خاصة تعهداته قبل الانتخابات بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس .. أكد أن هناك قرار أمريكي في هذا الصدد من الكونجرس الأمريكي منذ عام 1995 وأن كل الرؤساء الأمريكيين وعدوا قبل الانتخابات بتنفيذه ، ولكن عندما يصلون للحكم يتجاهلون هذا القرار ، موضحاً أنه في جميع الأحوال رغبة الرئيس ترامب في الاطلاع على وجهة نظر الرئيس السيسي بعد مشاركته في القمة العربية ، ثم استقباله للملك عبدالله بعد زيارة الرئيس السيسي ، فضلاً عن زيارة الرئيس الفلسطيني أبو مازن منتصف أبريل ، كلها مؤشرات تعكس انفتاح الإدارة الأمريكية على معرفة رؤية قادة المنطقة فيما يتعلق بالصراع العربي – الإسرائيلي .
بشأن المساعدات ( العسكرية / الاقتصادية ) الأمريكية لمصر .. ، أكد أن المساعدات العسكرية عادت كما كانت ، مشيراً إلى أن المساعدات الاقتصادية تناقصت منذ سنوات طويلة ، ومصر تأتي إلى الولايات المتحدة هذه المرة وهي تفتح مشروعاتها الطموحة أمام المستثمرين ورجال الأعمال الأمريكيين .
(( الجالية المصرية بالولايات المتحدة ))
تستعد الجالية المصرية بالولايات المتحدة بمشاركة الدبلوماسية الشعبية تنظيم وقفة احتجاجية بصور ولافتات توضح العمليات الإجرامية الوحشية التي ارتكبها قادة وميلشيات الاخوان ضد الشعب المصري .
(( ردود الفعل الأمريكية ))
أكد المتحدث باسم البيت الأبيض خلال مؤتمر صحفي أمس بمناسبة زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة على الآتي : –
الرئيس ترامب متحمس للترحيب بالرئيس السيسي في البيت الأبيض ، ويريد استغلال الزيارة لإعادة تفعيل العلاقات الثنائية التي بدأت بالاتصال القوى بين الرئيسين لأول مرة بنيويورك في سبتمبر الماضي .
مصر واحدة من أعمدة الاستقرار التقليدية في الشرق الأوسط ، وشريك يعتمد عليه بالنسبة للولايات المتحدة لعقود ، وأدت التفاعلات المبدئية بين الرئيسين ( ترامب / السيسي ) بما في ذلك مكالمتهما الهاتفية في (23) يناير الماضي إلى تحسن في العلاقات بالفعل .
الرئيس ترامب يهدف إلى إعادة التأكيد على الالتزام العميق والثابت من جانب الولايات المتحدة نحو أمن واستقرار مصر وازدهارها ، وأوضح أن الرئيس السيسي اتخذ عدداً من الخطوات الجريئة بشأن قضايا بالغة الحساسية منذ أن أصبح رئيساً في 2014 ، فدعاً إلى إصلاح وتجديد الخطاب الديني وبدأ إصلاحات اقتصادية شجاعة وتاريخية وسعي لإعادة تأسيس الدور الإقليمي القيادي لمصر ، كما قاد حملة مصرية لهزيمة التهديد الإرهابي طويل الأجل في سيناء ، والولايات المتحدة ترغب في دعم جهود الرئيس السيسي في كل تلك المجالات .
علاقتنا مع مصر مدفوعة بالأمن من الناحية التاريخية ، وسيظل ذلك عنصر أساسياً في المشاركة مع مصر ، وقد أقام الجيشان ( الأمريكي / المصري ) علاقات وثيقة ، والعديد من ضباط الجيش المصري قد تدربوا في منشآت عسكرية أمريكية ، مشيراً إلى أن الرئيس ترامب يدعم طموح الرئيس السيسي في تطوير نهج شامل لمكافحة الإرهاب والذي يتضمن جهوداً ( عسكرية / سياسية / اقتصادية / اجتماعية ) ، مضيفاً أن التمويل العسكري الأمريكي لمصر يبلغ (1.3) مليار دولار سنوياً وقد أسهم ذلك في الاستعداد العسكري المصري ، مشيراً إلي أن الطبيعة أو الطريقة التي نقدم بها المساعدات هي محل نقاش دائم بيننا وستظل كذلك ، وسوف نناقش مع مصر فيما بعد إذا كان تمويل التدفق النقدي شيئاً يحتاجونه أم لا ، ولكنه أيضاً يدخل ضمن عملية الموازنة الجديدة التي يتم مناقشتها في الفترة الحالية ، لذلك فإننا لا يمكن أن نتخطى خطة الميزانية الآن ، مضيفاً أن ( الإدارة الأمريكية تريد أن تُقدم الدعم الكامل للاحتياجات والمتطلبات وأن تحافظ على العلاقات بطريقة فعالة جداً ، ولا تزال المناقشات حول تفاصيل الميزانية وكيفية تخصيصها مع مدخلات وزارة الخارجية عملية مستمرة وقائمة ) .
الرئيس ترامب مهتم بسماع آراء الرئيس السيسي حول قضية الإخوان ، ومن الواضح أن هذا الأمر يلقي الكثير من الاهتمام ، فنحن مع عدد من البلدان لدينا بعض المخاوف من الأنشطة التي يقوم بها الإخوان في المنطقة وهذا سيكون نقاشاً بيننا وبين مصر ، وتابع ( لا نود أن نستبق أي عملية على الصعيد الثنائي أو الداخلي بشأن تلك القضية ، ولكن الأمر سيكون محل نقاش غالبا مع مصر ) .
نحن ندرك تماماً قضية آية حجازي ومعظم مستويات الإدارة العليا تتفهم وضعها ، فحماية المواطنين الأمريكيين في مصر والعالم هي من أعلى أولويات الرئيس والإدارة الأمريكية ، وإننا سوف نتناول الأمر مع مصر بطريقة نعتقد أنها ستزيد من فرص حل قضيتها بطريقة مرضية ، لن يتم مناقشتها بشكل مباشر مع الرئيس السيسي وسوف نكشف طريقة أفضل لرفع هذا الأمر مع الحكومة المصرية ، وذلك لتحقيق أقصى قدر من فرص حل قضيتها بشكل إيجابي .
أعلن أحد أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور بن كاردين أنه سيقدم قراراً حزبياً عند اجتماع المجلس يوم الاثنين المقبل ، لتأكيد التزام الولايات المتحدة بالشراكة ( المصرية – الأمريكية ) ، بالتزامن مع زيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن ، وانضم إلى السيناتور كاردين في تقديم القرار كل من السيناتور ( ماركو روبيو / تيم كاين / تود يونج / بوب ميننديز ) ، وأوضح بيان لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أن القرار سيحتفى بالتاريخ الطويل والعلاقات المتينة بين ( واشنطن / القاهرة ) ، كما سيدعم الجهود المصرية لمواجهة التهديدات الحقيقية وإعادة الاستقرار إلى الاقتصاد ، كما سيدعو القادة المصريين لاتخاذ إصلاحات سياسية .
أكد عضو اللجنة العليا للحزب الجمهوري الأمريكي هاشم كريم أن الولايات المتحدة مُدركة تماماً أهمية زيارة الرئيس السيسي ولقائه الرئيس ترامب ، مضيفاً أنه لن تكون هناك مظاهرات ، والسبب في ذلك إدراك الولايات المتحدة أن عليها أن تُنهي تلك المظاهرات من أجل بناء علاقات سياسية مع مصر وستتصدى لها إن وجدت ، مشيراً إلي أن زيارة الرئيس السيسي مهمة للدولتين في الوقت الحالي ، لتُمحي سيئات فترة الرئيس السابق أوباما بمنطقة الشرق الأوسط .
***