كتب – فتحي عمر:
أنهت الشرطة، أسطورة عصابة بمنطقة عين شمس، لسرقة المواطنين، تستخدم حيلة قديمة تٌسمى "الظرف"، كانت تٌستخدم أيام التسعينيات، وأطلق عليها الأمن بلاغات الثورة بسبب خطورتها على الأمن العام لأنها كانت تنذر باندلاع ثورة نتيجة غضب المواطنين لاعتقادهم أن أفراد تلك العصابات يعملون بالداخلية، بسبب ادعائهم بأنهم أفراد تابعين لأمن الدولة، وأغلب ضحاياهم من الملتحين، وشيوخ.
بدأت تفاصيل الواقعة بمعلومات وردت للمقدم مصطفي طه، رئيس مباحث قسم شرطة عين شمس، بأن عصابة تنتحل صفة ضباط شرطة، وتمارس نشاطها للنصب على المواطنين بمنطقة جسر السويس، وأنهم يوهمون ضحاياهم أثناء مرورهم بالشارع، بأنهم تابعين للأمن الوطني وأن بلاغات جاءت ضدهم ويجب التحقيق فيها.
واستهدف أفراد الكمين المزيف – وفقاً للتحقيقات – الملتحين والشيوخ ومن يرتدون جلباب، ويقوم شخص يطلقون عليه لقب "الجرار" بإمساك الضحية من الخلف قائلاً له :"تعالي كلم الباشا يلا".."الباشا" منتظراً في سيارة "دايو لانوس"، برفقة سائق ويرتدي ملابس عادية، ويوجه تساؤله للضحية :"انت سايب دقنك ليه يا بني" ومرة أخرى:" انت عليك بلاغ لازم نفحصه.. اركب ياحبيبي".. ثم تنطلق السيارة مسافة عدة كيلو مترات كأنها متوجهة إلى مقر التحقيق، وفي تلك الأثناء يقوم الضابط المزيف بإعطاء الضحية "مظروف كبير" فارغ ويخبره بأن يضع جميع متعلقاته بيده داخل الظرف حتى لا تكون عرضه للعبث بها من قبل بعض الأفراد المنفلتين.
يطمئن الضحية إلى الضابط المزيف، الذي يضع أسفل قدمه مظروفاً أخر بداخله "ورق جرائد تم تقطيعها على هيئة نقود ورقية، ومفاتيح، ومحفظة جلد فارغة، وبعد مسافة ليست قريبة يُجري الضابط مكالمة هاتفية وهمية موجهاً كلامه لطرف أخر ينتظره على الهاتف المحمول :"افحص يابني الأسم ده"، ثم يأتي الرد بعد بضع دقائق "ياباشا مش عليه جاجه"، ثم يعطيه الظرف المزيف، قائلاً له "أسفين المعلومة كانت غلط، مش انت المقصود".
يتنفس الضحية الصعداء لإفلاته من بين أيديهم بسلام، ثم يفاجئ عقب فتح المظروف بأن متعلقاته قد سُرقت، حينها يكون أفراد الكمين فروا بسلام وشقوا طريقهم أبعد من مرمى البصر.
أكدت تحريات أجهزة الأمن التي أشرف عليها اللواء محمد منصور مدير مباحث القاهرة، والعميد نبيل سليم رئيس قطاع مباحث شرق القاهرة أن أفراد العصابة ارتكبوا أكثر من 6 وقائع بتلك الطريقة وسرقوا من بعض الضحايا مبالغ مالية كبيرة، وصلت لـ 15 ألف جنيه من فكهاني ذات مرة، و12 هاتف محمول ومبالغ مالية كبيرة.
ألقى المقدم مصطفى طه رئيس المباحث والرائد عمرو الشريف معاون مباحث القسم القبض على المتهمين وهم (حسين أ س) 29 سنة، عاطل سبق اتهامه، في قضيتين، و(أحمد ج م 26 سنة)، و(أحمد م ر 28 سنة)، موظف بشركة مصر للطيران، وبمواجهتهم أمام العقيد أيمن صلاح، اعترفوا بارتكاب الواقعة.
وأمر اللواء خالد عبد العال، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، بإحالتهم إلى النيابة العامة التي تولت التحقيقات، واستدعت جميع ضحاياهم، واعترفوا بتعرضهم للنصب على يد أفراد العصابة.