من قارئة للنشرات الإخبارية إلى أول امرأة تشغل منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، مناصب كثيرة تولتها الإعلامية “صفاء حجازي” جعلتها تحمل لقب “المرأة الحديدية” عن جدارة لكثرة المناصب التي تولتها، والتي تعتبر إنجازًا شخصيًّا لها وجماعيًّا للمرأة بشكل عام. صفاء حجازي خريجة كلية التجارة جامعة المنصورة عام 1984، التحقت بالعمل في الإذاعة المصرية، وبعدها بدأت عملها في التليفزيون كقارئة لنشرة الأخبار، ثم أصبحت مقدمة لبرنامج “بيت العرب”، واستضافت خلاله عدة شخصيات بارزة من بينهم رؤساء وملوك بعض الدول العربية بالإضافة إلى شخصيات عامة منها مصطفى أمين وكامل الشناوي، واشتهرت كثيرًا بعد إجرائها أول حوار مع عاطف صدقي، رئيس الحكومة عام 1989، وفي عام 2013 ترأست قطاع الأخبار خلفًا للإعلامي إبراهيم الصياد.
في أبريل من العام الماضي عُيّنت “صفاء حجازي” رئيسًا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون خلفًا لعصام الأمير، وشغلت قبل ذلك عدة مناصب بارزة وفرضت سيطرتها هناك رغم الهجوم الشديد الذي كانت تتعرض له، ورغم خلافها مع عصام الأمير عندما كان مديرًا لها، ظلت تتقدم في المناصب حتى رأست ماسبيرو وأصبحت أول سيدة تتولى هذا المنصب وتقود الإعلام المصري.
أثارت “المرأة الحديدية” جدلًا واسعًا في العام الماضي بعد أن قررت إيقاف 8 مذيعات من قطاع التليفزيون عن العمل لمدة شهر، وذلك بسبب وزنهن الزائد، ومن بينهن المذيعة ميرفت نجم ويمنى حسن من القناة الأولى، وخديجة خطاب وسارة الهلالي من القناة الثانية، و4 مذيعات من الفضائية المصرية.
وعلى الرغم من أن البعض رأى هذا القرار متعسفًا؛ فإن “صفاء حجازي” أثبتت أن قوانين وشروط العمل تبقى واحدة ومطبقة على الجميع، فالبعض لا يعرف أن “المرأة الحديدية” نفسها تم إيقافها سابقًا عن العمل ومنعت من الظهور في التليفزيون بسبب وزنها الزائد، وذلك في عام 2007 بعد قرار قطاع الأخبار بماسبيرو بمنع المذيعات أصحاب الوزن الزائد من تقديم نشرات الأخبار الرئيسية، وذلك ضمن خطة التجديد التي قام بها “ماسبيرو”، بعد أن عملت 17 عاما ضمن فريق المقدمين الرئيسيين لنشرة التاسعة مساءً.
بعد عام واحد على صدور هذا القرار الذي أبعد “صفاء حجازي” عن الظهور بالتليفزيون، أصيبت بوعكة صحية وامتثلت للعلاج لفترة طويلة أدت إلى خفض 25 كيلوجراما من وزنها، ومن هنا عادت مرة أخرى إلى ماسبيرو.
يذكر أن “المرأة الحديدية”، رحلت اليوم الأحد، بعد صراع مع المرض، حيث بدأت رحلة العلاج في الخارج، ثم عادت لمصر مرة أخرى في مارس الماضي، ومن المقرر أن تصلى عليها صلاة الجنازة ظهر اليوم بمسجد السيدة نفسية.