تسبب الهجوم الذى نفذته عناصر إرهابية فى تحطم مدخل الفندق الذى كان يقيم فيه القضاة المشرفون على انتخابات مجلس النواب ، بمدينة العريش ، فى شمال سيناء، صباح أمس، كما أدى لاستشهاد 7 بينهم قاض ووكيل نيابة و٤ من رجال الشرطة ومواطن، وإصابة 10، ولقى 2 من منفذى العملية مصرعهما.
وروى قضاة تفاصيل لحظات «الانفجار والرعب»، وقال المستشار أيمن عبدالفتاح، الذى كان يشرف على إحدى لجان انتخابات مجلس النواب بالعريش، إنه عاد إلى الفندق فى الواحدة صباح أمس، والتقى عددا من زملائه الذين عادوا فى أوقات متقاربة، وأضاف: «شاهدت الشهيد عمر حماد، قاض، ليلا أثناء عودته، ولم يجلس كثيرا معنا فى بهو الفندق وقال إنه متعب كثيرا ويريد أن ينام».
وتابع «عبدالفتاح»: «استيقظت من النوم على صوت الانفجار المرعب، وبعدها أسرعنا إلى الخارج ووجدنا مدخل الفندق محطما وحاولنا الاتصال بالأمن ووزير العدل الذى كان يتابع معنا الموقف لحظة بلحظة على الهاتف».
وقال عدد من القضاة إن القدر هو الذى جعل زميلهم الشهيد والمستشارين المصابين ينزلون من غرفهم مبكرا لتناول الإفطار فى المطعم وأن يقع الانفجار أثناء مرورهم من أمام المدخل للوصول إلى المطعم.
وعقب معرفة القضاة بوفاة زميلهم أصيبوا بصدمة بالغة وبعضهم بكى، وحضر مسؤولون أمنيون وأشرفوا على نقل القضاة إلى مكان آخر رفضوا الإفصاح عنه لأسباب أمنية.
وقال شهود عيان ومصادر أمنية «إن مجهولا ترك السيارة أمام المدخل وحاول الدخول من باب خلفى قريب من البحر الذى يطل عليه الفندق ويبدو أنه فشل وشاهده فرد أمن ففجر الانتحارى السيارة قبل أن يطلق عليه الشرطى النار ويصيبه وتبين أن المتهم كان مفخخا فانفجرت فيه المواد المتفجرة عقب إصابته برصاصة الشرطى».
وبعد يوم طويل فى اللجان الانتخابية بمحافظة شمال سيناء وفرز النتائج عاد القضاة فى الساعات الأولى من صباح أمس، كل من لجنته إلى مقر إقامتهم فى فندق «سوس أن» المطل على البحر الأبيض المتوسط قرب مدخل مدينة العريش، وخلد الجميع إلى النوم وكان يقيم معهم فى نفس الفندق مراسل التليفزيون المصرى.
عقب مرور نحو ربع ساعة من انتهاء فترة الحظر المفروضة فى العريش وتحديدا الساعة السابعة والربع صباحا – وطبقا لشهود العيان – توقفت سيارة فيرنا سوداء اللون عند مدخل الفندق على الطريق الرئيسى وقبل أن يتحرك رجال أمن الفندق لاستيضاح الأمر نزل قائدها وقال إنه ينتظر أحد القضاة لتوصيله، لحظات وانفجرت السيارة وأصيب جميع أفراد الأمن وموظفى الاستقبال بالفندق.
وسمع الجميع انفجارا ثانيا فى محيط الفندق، وتبين أن مجهولا – يبدو أنه من ترك السيارة – حاول الدخول من باب خلفى للفندق فشاهده فرد أمن كان يؤمن الفندق من الخلف فأطلق عليه الرصاص وأصيب المتهم وانفجر حزام ناسف كان يرتديه وتحولت جثته لأشلاء تناثرت فى محيط المكان، وعلا صوت طلقات الرصاص فى المكان وتبين أن الأمن كان يمشط المنطقة.
هرول القضاة من غرفهم إلى ساحة بداخل الفندق قريبة من الشاطئ بعدما تحطم زجاج الغرف من قوة الانفجار، كما تحطم مدخل الفندق بالكامل.
لحظات وتكدس المكان برجال الأمن والجيش والإسعاف، وكانت الطائرات تحلق أعلى الفندق، وأغلق الأمن الشوارع المؤدية إلى الفندق ونقلت سيارات الإسعاف المصابين إلى مستشفى العريش العام ولفظ أمين شرطة أنفاسه الأخيرة فى مكان الحادث، فيما توفى «حماد» ومجند أثناء نقلهما إلى المستشفى، وتبين إصابة قاضيين آخرين هما المستشار أمير يعقوب، قاض بمجلس الدولة، ومنصور خليفة، قاض بمحكمة الإسماعيلية.
وطبقا لمصادر طبية فإن حالة «يعقوب» حرجة جدا نتيجة إصابته بجرح غائر فى الساق اليمنى.
وكشفت تحقيقات ومعاينة النيابة وأقوال شهود العيان أن منفذ التفجير تبادل إطلاق النار مع القاضى الشهيد وأفراد الأمن قبل أن يصيبه مجند بطلق نارى وانفجار الحزام الناسف الذى كان يخفيه المتهم، أسفل ملابسه. وتوصلت المعاينة إلى أن آثار طلقات نارية تم العثور عليها داخل الفندق، ما يشير إلى معركة بالأسلحة وقعت بين منفذ التفجير والأمن. وتبين من أقوال الشهود أن منفذ التفجير تحولت جثته إلى أشلاء عقب انفجار الحزام الناسف.