بعد قطيعة 10 سنوات.. ثلاث معارك طلبها ماكرون من المسلمين لدحر الإرهاب
لم تشهد فرنسا منذ 10 سنوات مؤازرة ودعم للمسلمين خلال شهر رمضان المبارك من قبل الرؤساء السابقين، لكن الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون صاحب الـ39 عامًا، قرر أن يشارك المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية حفل إفطار سنوي، أمس، وذلك تقديرًا لدور الهيئة التي تمثل ثاني أكبر ديانة في فرنسا.
تأكيد "ماكرون" على ضرورة أن يخوض المسلمين معارك ضارية ضد ما يتعارض مع القيم الجمهورية الفرنسية، إضافة إلى معركة تأهيل الأئمة على الأراضي الفرنسية والتوعية من التطرف، يشير إلى أن للمسلمين دور هام في تغيير الحياة المجتمعية.
ولم يكتفي بذلك، بل شدد على مسؤولي الديانة الإسلامية في فرنسا بخوض "معركة الفكر والإيمان مع الأجيال الأصغر سنا"، والقيام بدورهم في محاربة دعاة الكراهية والانعزالية أمثال تنظيم "داعش"، عبر ملاحقتهم في دور العبادة الخاصة بهم".
كلمات الرئيس الفرنسي لم تكن بجديدة، فلطالما تعودنا منه خلال توليه حقيبة وزير الاقتصاد في حكومة فرانسوا أولاند، على الدعم والتشجيع اللامتناهي لكافة الأديان السماوية، لكن سرعان ماتعرضت الدولة إلى هجمات مميتة نفذها إسلاميون متشددون في باريس ونيس العام الماضي، أسفرت عن مقتل 240 شخصًا وإصابة المئات، إضافة إلى توجيه أصابع الاتهام للجاليات المسلمة والعربية الكبيرة، الذين لم يتوانوا عن استنكار تلك العمليات.
الأمر الذي دفع الرئيس الفرنسي إلى تقديم الشكر لمسؤولي الديانة الإسلامية لنبذهم العنف، ودعوتهم إلى نشر السلام.
تعود البداية إلى مواقف "ماكرون" تجاه المسلمين الذين يمثلون نحو 4 ملايين مواطن، حيث رفض التعليق على الزي الإسلامي للمرأة، إضافة أنه لا يرى فى الإسلام سببًا للعمليات الإرهابية فى فرنسا وأوروبا، ما دفع المسلمين فى فرنسا، للدعوة للتصويت له فى المساجد، الأمر الذي ساهم فى فوزه، ودفعه بعد ذلك إلى التحذير من خطر الإنقسام في المجتمع.
أسابيع عِدة مرت على الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه، وهو لا يزال يدافع عن المسلمين المستهدفين بشكل غير عادل، بل ويطالب بإغلاق المساجد التي تدعو للتطرف والإرهاب، وإعادة هيكلة الجمعيات الإسلامية في فرنسا، والتي يعتبرها غير ممثلة بشكل جيد.
وفي هذا الصدد، أكدت الهيئة الإسلامية الفرنسية أن خطابات ماكرون إيجابية وتصب في صالح المسلمين الفرنسيين، وتشير إلى إمكانية التعايش وفقًا للقيم الفرنسية.