لويزا أورتيجا.. امرأة شجاعة في مواجهة الرئيس
نعتها أعدائها بالجنون، إلا أن المقربون من لويزا أورتيجا النائب العام الفنزويلي، قالوا أن وقوفها في مواجهة الحكومة خلال الأزمة السياسية الطاحنة في البلاد، هي شجاعة منها، والتي كانت قد أبدت تعاطفها مع الحركة الإشتراكية التي أتت بالرئيس نيكولاس مادورو لسدة الحكم.
وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن أورتيجا التي تبلغ من العمر 59 عامًا قالت إن أفرادًا من عائلتها تلقوا تهديدات، بعد أن أعلنت عن موقفها المعارض للحكومة، والتي وضعت نظام الرئيس مادورو في مزيد من الضغوطات، بالتوازي مع المواجهات السياسية مع تحالف التجمع الديمقراطي المعارض الذي ألقى باللوم على مادورو بالتسبب في الإنهيار الإقتصادي بالبلاد.
وفي المقابل وضع حلفاء مادورو، النائب العام في مواجهة السلطة القضائية، فمن المقرر أن تعقد المحكمة العليا، جلسة استماع الخميس المقبل، للاستماع لأقوال أورتيجا في التهم المقدمة ضدها بسوء الإدارة، والتي من المقرر أن تحدد إذا ما سيتم ايقافها عن العمل وتقديمها للمحاكمة أم لا.
ومن جانبها رفضت أورتيجا حضور جلسة الاستماع في المحكمة، وقالت في كلمة مصورة لها "يجب أن نتحد الآن أكثر من أي وقت مضى لإستعادة دولة القانون"، ومن جانبه أصدر مايكل مورينيو قاضي المحكمة العليا، قرارًا بتجميد حساباتها البنكية والأصول المملوكة لها، ومنعها من مغادرة البلاد.
وفي السياق نفسه وصف الرئيس مادورو، أورتيجا بالخائنة، ومن جانبه تقدم بيدرو كارينيو النائب في المجلس التشريعي بطلب في الثالث عشر من يونيو الماضي، بدعوة عدد من الأخصائيين للإعلان أن أورتيجا كانت تعاني من "الجنون"، كما قدم شكوى في المحكمة العليا تتهم أورتيجا بارتكاب أخطاء خطيرة في أثناء أداء مهامها الوظيفية.
ومن جانبه قال جيرمن فيرير زوج أورتيجا، أن زوجته كانت تقوم بواجبها في مواجهة مادورو، قائلًا "أنها قد تفعل أي شيء للدفاع عن معتقداتها، فهي الضامن للشرعية في هذا البلد"، واصفًا إياها بالشخص الرزين، والشجاع والأمين.
وأشارت "الجارديان" إلى أن أورتيجا كانت من مؤيدي "التشافيزية"، تلك الحركة الثورية اليسارية التي أطلقها هوجو تشافيز الرئيس الفنزويلي السابق في التسعينات، حيث أيدت العقوبات التي وقعت على رجال الشرطة الذين نفذوا محاولة الإنقلاب على تشافيز في 2002، بعد أن عينت نائبًا عامًا في مدينة كاراكاس.
وعينت أورتيجا في منصبها نائبًا عامًا في 2007، وأعيد تنصيبها مرة أخرى في 2014، وكانت أورتيجا لها دور بارز في قضية حبس قائد المعارضة البارز ليوبولدو لوبيز 14 عام بتهمة الدعوة للعنف، والتي وصفها أحد القضاة المشاركين فيها، والذي هرب خارج البلاد أنها بنيت على أسس واهية.
وقال زوج أورتيجا أنها بدأت تشعر بخيبة الأمل من تصرفات النظام منذ العام الماضي، خاصة بعد زيادة حدة الصراع السياسي في البلاد، وسجن العديد من المعارضين للنظام.
وأظهرت أورتيجا اعتراضها علنًا، بعد أن حاولت المحكمة العليا السيطرة على سلطات الجمعية التشريعية، والتي وصفتها بـ"الخرق للنظام الدستوري".
وقامت أورتيجا بتقديم شكوى ضد خطة مادورو لتعديل الدستور، بدعوى أنها تمثل تهديدا للديمقراطية ولحقوق الإنسان، كما اتهمت الجيش بالتسبب في مقتل 89 متظاهر، بعد قمع المظاهرات المناوئة للنظام، كما حاولت مقاضاة قضاة المحكمة العليا، مشككة في ملابسات تعيينهم.
ومن جانبه قال نيسمر إيفانز المحلل السياسي المناهض لمادورو، أن لأورتيجا دور حيوي في استعادة مؤسسات الدولة، مضيفًا "أن أورتيجا بمعارضتها لمعسكر مادورو الشمولي، تمثل الجانب القيم والديمقراطي من الحركة التشافيزية".