ينتظر السودانيون غـــداً بترقب شديد قرار الولايات المتحدة المزمع إصداره برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان ، أو الاستمرار في سير العقوبات ضد السودان المفروض عليه منذ (20) عاماً .. وفِي استطلاع أجرته وكالة ” سبوتنيك ” الروسية مع بعض المراقبين السياسيين والاقتصاديين السودانيين ، يَرَوْن أن قرار رفع العقوبات لن يكون سهلاً ، مشيرين إلى أن التأريخ يؤرخ للولايات المتحدة بعدم الوفاء بعهودها القديمة ، وخاصة أذا نظرنا في علاقتها مع السودان ، ويجب على حكومة السودان أن تتحسب لكل الاحتمالات وأن تحتاط للأمر جيداً ، وتحاول تقوية علاقاتها مع شركاء دوليين أقوياء بالمحيط ( الإقليمي / الدولي ) .
الجدير بالذكر أن واشنطن تفرض مجموعة من العقوبات الاقتصادية على السودان منذ عام 1997 بتهمة دعمها المفترض للجماعات الإسلامية المسلحة ، وخاصة تنظيم القاعدة الذي أقام زعيمه السابق ” بن لادن ” بالخرطوم بين عامي ( 1992 / 1996 ) ، وتبرر واشنطن العقوبات بأن الخرطوم تتبع خطة الأرض المحروقة التي تنتهجها في حربها ضد متمردين من أقليات عرقية بإقليم دارفور ، إلا أن الرئيس السابق ” أوباما ” خفف العقوبات قبل انتهاء ولايته ، في محاولة لتحسين العلاقات مع السودان برئاسة ” البشير ” المتهم بارتكاب جرائم إبادة تتعلق بالنزاع في إقليم دارفور ، لكنه ربط رفعها بشكل دائم بإحراز تقدم في (5) مجالات تثير قلق واشنطن خلال فترة مراجعة تستمر (6) أشهر وتنتهي غداً .
يشار إلى أن تشمل المجالات الـ (5) التي تعرف باسم ” خمسة مسارات ” ، هي ( وصول أفضل للعاملين بمنظمات الإغاثة لمناطق النزاع / وقف دعم المتمردين بجنوب السودان / إنهاء الأعمال القتالية بمناطق النزاع بدارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان / التعاون مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية في مكافحة الإرهاب ) ، وبإمكان الرئيس الأمريكي ” ترامب ” رفع العقوبات بشكل دائم أو تمديد فترة المراجعة أو إعادة فرضها كلياً .
الموقف السوداني :
استبقت الحكومة السودانية القرار الأمريكي بشأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان ، بإعلانها رفض أي قرار من واشنطن بخلاف رفع العقوبات كلياً ، حيث ينتظر أن تصدر الادارة الأمريكية الـ (12) من يوليو الجاري وهو الموعد المحدد للبت في أمر العقوبات ، إذا كان سيتم رفعها كلياً او الإبقاء عليها أو تمديدها لفترة لاحقة .. وفي هذا الصدد أكد وزير الخارجية ” إبراهيم غندور ” أن أي قرار غير رفع العقوبات ” غير منطقي وغير مقبول ” ، مشيراً إلى أن ذلك حق من حقوق السودان الذي أوفى بكافة ما التزم به مع الولايات المتحدة .
حذر رئيس البرلمان السوداني ” إبراهيم أحمد عمر ” من التصعيد والتعبئة العكسية ضد الولايات المتحدة في حال عدم الرفع النهائي للعقوبات ، ونصح بالابتعاد عن سياسة ردود الفعل في التعامل مع هذا الملف ، ودعا إلى الاستمرار في إقناع الإدارة الأمريكية ومجموعات الضغط المؤثرة هناك ، بأهمية رفع العقوبات وتوضيح الأثر السلبي لها على السودانيين ، وأكد أنه لا ينصح باتباع أسلوب التعبئة والتصعيد ضد واشنطن .
موقف الأمم المتحدة :
أكد فريق الأمم المتحدة القُطري في السودان بأن الأشهر الـ (6) الماضية ، شهدت تحسناً ملحوظاً في إتاحة وصول المساعدات الإنسانية نتيجة لتحسن التعاون بين حكومة السودان والجهات الفاعلة الإنسانية ، وأشار الى أنه يتطلع إلى القرار الذي سيُتَخذ بشأن العقوبات ، مؤكداً التزامه بمواصلة العمل من أجل زيادة تحسين إتاحة وصول المساعدات الإنسانية .
أبرز ما تم رصده في وسائل الإعلام بهذا الصدد :
ذكر موقع صحيفة ( سودان تربيون ) نقلاً عن متابعيه بواشنطن أن عدد الغد من الجريدة الرسمية للولايات المتحدة يخلوا من أي إشارة لقرار رفع العقوبات عن السودان المنتظر إعلانه غداً .. يشار إلى أنه في العادة يتم تقديم الإعلانات واللوائح الجديدة لأجهزة الحكومة الأمريكية للنشر في الجريدة الرسمية قبل (24) ساعة على الأقل من نشرها على الكافة .