جدل في الأوساط التعليمية التركية بسبب حذف «التطور» من المناهج
قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن المنهج الدراسي الجديد في تركيا يسقط نظرية تشارلز داروين الخاصة بالتطور، ويضيف مفهوم الجهاد على أنه وطنية، الأمر الذي يثير المخاوف من أن يخرب الرئيس رجب طيب أردوغان المؤسسات العلمانية للدولة.
رئيس نقابة المعلمين وصف هذه التغييرات بأنها خطوة كبيرة في الاتجاه الخاطئ للمدارس التركية ومحاولة لتجنب "أجيال جديدة قادرة على طرح الأسئلة".
وقال عصمت يلماظ وزير التعليم في البلاد إن قرار استبعاد نظرية التطور تم اتخاذه "لأنها فوق مستوى الطلبة وليس له صلة مباشرة بالدراسة".
من جهته، قال مصطفى بالباي، عضو في حزب "الشعب الجمهوري" المعارض إن أي حديث عن أن النظرية تفوق فهمهم يعتبر إهانة لطلاب المدارس الثانوية.
وأضاف "تتيح للطالب البالغ من العمر 18 عاما الحق في الانتخاب والترشح، ولكن لا تعطيه الحق في معرفة نظرية التطور.. هذا أمر جاهل وضيق الأفق".
وكان أردوغان، الذي يتهمه معارضوه بسحق الحريات الديمقراطية بعشرات الآلاف من الاعتقالات وحملة القمع على وسائل الإعلام منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي، كثيرا ما يتحدث عن جيل جديد واعد.
المناهج التي يبدأ تدريسها من العام الدراسي 2017-2018، تلزم المدارس الدينية بإقرار مفهوم الجهاد.
وقال يلماظ للصحفيين: "من واجبنا أيضا أن نُصلح ما نعتبره خطأ، وهذا هو السبب في أن دروس الشريعة الإسلامية ومحاضرات الدين الأساسية ستشمل دروسا حول الجهاد. المعنى الحقيقي للجهاد هو محبة وطنك".
وأدان محمد باليك، نقيب المعلمين هذه الخطوة، مشيرا إلى أن "السياسات الجديدة، التى تحظر تدريس التطور وتطلب من جميع المدارس تخصيص قاعة للصلاة، تدمر مبدأ العلمانية والمبادئ العلمية للتعليم".
بعض منتقدي الحكومة اعتبروا أن المناهج الجديدة، التي طُرحت في وقت سابق من هذا العام، زادت من التركيز على القيم الإسلامية على حساب دور مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
لكن وزير التعليم أكد أنه لم تتم إزالة أي مواد خاصة بأتاتورك، مشيرا إلى أن التغييرات فقط عن القيم الأساسية مثل العدالة والصداقة والصدق والمحبة والوطنية.
وأضاف أنه ستتم إضافة مواد خاصة بحزب العمال الكردستاني وتنظيم "داعش" ومنظمة الداعية الإسلامي فتح الله جولن، المقيم في أمريكا وتتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة الأخيرة.
نقيب المعلمين قال إن التغييرات تجري في محاولة للقضاء على الأفكار المعارضة، مشيرا إلى أن "النتيجة النهائية هي أجيال غير قادرة على طرح الأسئلة".