اشتباكات في الأقصى ورعب بتل أبيب.. مخاوف من جمعة دامية
بدأت وتيرة الأحداث تتسارع في الشارع الفلسطيني، مع وصول مسيرات عديدة من كل القطاعات في الأراضي المحتلة، تجاوبًا مع دعوات الزحف تجاه القدس المحتلة نصرة للمسجد الأقصى، لكن يبدو أن الهلع بات يسيطر على قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما دفعها إلى إرسال تعزيزات عسكرية لتأمين جميع مداخل الأقصى، إضافة إلى شن حملة اعتقالات لقيادات فتح ونشطاء مقدسيين.
اليوم.. تسود حالة من التوتر والاحتقان الشديد بين الفلسطينيين، بعد قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" الإبقاء على البوابات الإلكترونية التي ثبتتها الشرطة الإسرائيلية يوم الأحد الماضي على بعض أبواب المسجد الأقصى.
وأكد الفلسطينيون الموقف الموحد بعدم دخول المسجد الأقصى عبر هذه البوابات، بينما قررت الشرطة منع دخول الشباب والرجال دون الـ50 إلى البلدة القديمة والأقصى، في خطوة تصعيدية جديدة قد تطلق نفير الاشتباكات بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال.
القرار الإسرائيلي بمنع من هم أقل من 50 عامًا من دخول الأقصى يهدف إلى إجهاض دعوات النفير وتخفيف الضغط قرب البوابات، حيث إنها نقلت المعركة إلى مناطق أبعد بإقامتها أكثر من حاجز قبل الوصول إلى بوابات المسجد.
لكن سرعان مابدأ الشباب الفلسطيني الغاضب بالاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عند حاجز قلنديا، ما دفعها لإطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي تجاه المصلين.
من جانبها، أكدت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أنها لن ترضخ بالدخول من البوابات الإلكترونية، وبالتالي صلاة الجمعة ستقام بجوار هذه البوابات في ظل سياسة إسرائيلية هدفها فرض السيادة على المسجد الأقصى المبارك وتقييد حرية المصلين.
كانت اشتباكات مسلحة قد وقعت، الأسبوع الماضي، في باحات الأقصى، تبعها إغلاق القوات الإسرائيلية المسجد، ثم تطبيق إجراءات أمنية مشددة على الدخول، وهي ما أسفرت عن اندلاع تظاهرات احتجاجية وإصابة مفتي القدس، عكرمة صبري.
في الوقت نفسه، منعت السلطات الإسرائيلية المواطنين من مختلف المناطق، خاصة من داخل أراضي 48 من الوصول إلى القدس، وأوقفت نحو 30 حافلة تنقل المصلين من مختلف التجمعات لعرقلة وصولها إلى المدينة والمشاركة في جمعة الغضب، رفضا لإجراءات الاحتلال وبواباته الإلكترونية، في حين تم وضع حواجز متعددة بهدف عدم السماح بأي تجمهرات.
وتسعى إسرائيل لإجهاض دعوة النفير ومنع الشباب والرجال دون خمسين عامًا من دخول المسجد الأقصى من أجل تخفيف الضغط قرب البوابات، حيث إنها نقلت المعركة إلى مناطق أبعد بإقامتها أكثر من حاجز قبل الوصول إلى بوابات المسجد.
والسؤال الأهم.. لماذا يرفض الفلسطينيون البوابات الإلكترونية؟
البوابات الإسرائيلية بالنسبة للفلسطينيين هي بداية للتنازل عن أحقية المسلمين بالأقصى، وضرر كبير مؤجل لتمرير إنجازات الاحتلال، بل ويعد قبولًا ضمنيا بوضع اليد الإسرائيلية عليه، وذلك بعد تحويل القدس إلى ثكنة عسكرية.
تصريحات الاحتلال تضاربت مع تبريراته الأمنية لوجود البوابات، حيث إنها أثبتت نيته في إخضاع أهل القدس، في الوقت الذي يتم فيه السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى بشكل يومي مع توفير الحماية اليومية لهم.
[youtube https://www.youtube.com/watch?v=9-bslaESCDs]صرخة طفل
لكن يبدو أن الأطفال الصغار لهم كلمة في تعنت قوات الاحتلال تجاه المصلين، وإغلاقهم المسجد الأقصى، حيث إنهم وجهوا دعوة للمسلمين في بقاع الأرض لدعم فلسطين وتدمير إسرائيل.
تطورات الأحداث، دفعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قطع زيارته الخارجية عائدًا إلى رام الله، من أجل متابعة التطورات الحاصلة في القدس.
حيث من المقرر أن يترأس "أبو مازن" اليوم، اجتماعًا للقيادة الفلسطينية في رام الله لإطلاعها على نتائج الاتصالات ولاتخاذ القرارات اللازمة إزاء التطورات الحاصلة في القدس، ولمتابعة الاتصالات التي يجريها مع الجهات الدولية لإلزام إسرائيل للتراجع عن إجراءاتها في القدس وفي المسجد الأقصى.
في الوقت نفسه، جدد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين والعديد من القيادات الدينية والوطنية الفلسطينية دعواتهم ومناشداتهم للمواطنين بضرورة شد الرحال إلى أقرب نقطة للمسجد الأقصى.
فهل يكون «الأقصى» مدخلًا لحرب جديدة ضد الاحتلال؟