“إقالة البدرى وتسريح المنتخب الأولمبى”.. عنوان تصدر أغلب الصحف والمواقع الرياضية ونشرات الأخبار، وصار حديث الشارع المصرى.. عنوان مثّل إسدال الستار مبكراً على عرض كان من المنتظر أن يستمر، نهاية مأساوية أخرى تُضاف لعدد غير محدود من النهايات الدرامية التى كُتب على المواطن المصرى المُحب لكرة القدم الوقوف أمامها عاجزاً.
نهاية مسلسل بدأت حلقاته قبل 783 يوماً بتعيين حسام البدرى، المدير الفنى الأسبق لفريق الأهلى، مديراً فنياً للمنتخب الأولمبى، وهو الرجل الصارم الذى نجح فى بداية مشواره التدريبى مديراً فنياً للأهلى، فى قيادة الفريق للتتويج بلقب الدورى المصرى وكأس السوبر المصرى ودورى أبطال أفريقيا، مسلسل تصدر البدرى بطولته مُحملاً بآمال ملايين المصريين فى تكوين جيل من اللاعبين قادر على العودة للمنافسة فى أولمبياد ريو دى جانيرو عام 2016، بعد التألق فى أولمبياد لندن 2012.
حسام البدرى، البالغ 55 سنة، والذى برغم صمته وتجنبه شبه الدائم للأضواء، يظل إحدى أكثر الشخصيات المثيرة للجدل والنقاش والتقدير تارة والانتقاد تارة أخرى، فهو من فضّل منذ البداية الابتعاد بالمنتخب الأولمبى عن حالة التخبط التى أصابت اتحاد الكرة، وأثرت سلبياً على كافة المنتخبات بداية من المنتخب الأول الذى لم ينجح فى التأهل لمونديال البرازيل 2014، ثم نهائيات أمم أفريقيا 2015، ومروراً بمنتخب الشباب ومنتخب الناشئين، حيث حرص على التعامل بحزم فى كل ما يخص المنتخب الأولمبى على أمل تجهيزه لتصفيات الأولمبياد، ولكن حانت اللحظة الحاسمة، بالمشاركة فى دورة الألعاب الأفريقية المؤهلة للأولمبياد، قاد “البدرى” فريقه لتقديم أداء باهت أحبط الجماهير، ونتج عنه التعادل مع الجزائر، ثم نيجيريا ثم الخسارة من مالى فى مباراة كان الفوز بها يعنى التأهل للمرحلة النهائية من التصفيات، وهو ما حول الحلم لكابوس، وأنهى رحلة “البدرى”.