محليات
صور| «بعبع الأمراض» يثير غضب أهالي أسوان تجاه مشروع معالجة مياه الصرف
سادت حالة من الغضب بين أهالي مركز دراو في أسوان اعتراضًا على تنفيذ مشروع المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي، ودفعتهم لقطع الطريق الزراعي "القاهرة – أسوان".
وأعلن المسئولون يمحافظة أسوان تنفيذ أكبر مشروع للمعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي الناتجة من محطة الصرف بقرية بلانة النوبية التابعة للمركز، من أجل إعادة تصريفها داخل النيل، مؤكدين أن المشروع إنقاذٌ للأوضاع داخل بعض القرى النوبية التي تعرضت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بها إلى الغرق بمياه الصرف الصحي، نتيجة الكسور والانهيارات المتكررة لجسور الحماية بمحطة الصرف ببلانة.
بعبع الأمراض
من جانبهم رفض الأهالي تنفيذ المشروع، وعقدوا العديد من الاجتماعات لمناقشة حجم تداعيات المشروع عقب اتخاذ محافظة أسوان والوزارات المعنية الإجراءات الخاصة لتنفيذه، حسب ما قاله سيد إبراهيم مهندس زراعي من مدينة دراو.
وقال حسن حمزة الأسواني، من قرية بلانة، إن مشروع المعالجة الثلاثية للصرف الصحي الناتج من محطة صرف بلانة، والذي شرعت أجهزة المحافظة والوزارات المعنية في تنفيذه حاليا بالقرب من مناطق قرى مركز دراو، فجّر براكين الغضب لدى الأهالي.
وأوضح الأسواني لـ"التحرير" أن الأهالي يتهمون المسئولين بتزييف الحقائق بشأن المشروع، ويعتبرونه استمرارا لمسلسل إلقاء سموم الصرف الصحي داخل النيل، الذي بدأوه بعملية إلقاء الصرف الصحي عبر مصرف السيل إلى النيل.
وأضاف أن الأهالي يخشون من تعرضهم لأمراض الفشل الكلوى وفيروس سى والكبد والأمراض الصدرية، التي اشتكى منها عدد كبير من الأهالي في قريتي أبو الريش والأعقاب الواقعة شمال مصرف السيل بأسوان.
وأبدى حسن رفضه فكرة المعالجة الثلاثية للصرف الصحى أيضًا تضامنا مع الأهالي، قائلا إنها ليست حلا لمشكلة الصرف الصحي، وطالب في نفس الوقت أجهزة الدولة بالتفكير في حلول بديلة من خلال التوسع في زراعة الغابات الشجرية لاستيعاب مياه الصرف الصحى بدلا من معالجتها وإلقائها في النيل.
الحل الأمثل
من ناحيته شدد محافظ أسوان على أهمية مشروع المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي، قائلا إن المشروع الحل الأمثل لمواجهة جميع مشكلات الصرف الصحي، مشيرًا إلى أنه أيضًا مورد واعد من موارد المياه التي يمكن الاعتماد عليها فى سد احتياجاتنا من المياه النقية لاستخدامها في الكثير من الأغراض والاستخدامات الحياتية مستقبليا.
وأضاف المحافظ لـ"التحرير"، أنه تقرر التخلص من الصرف الصحي بقرى بلانة وتوابعها بدائرة مركز نصر النوبة وبعض قرى دائرة مركز دراو، عبر نظام المعالجة الثلاثية لتنتهى بذلك جميع الأثار السلبية التي كانت تنجم عنها خلال السنوات الماضية، والتى كانت تمثل خطورة بالغة على الأهالى والمزروعات والمصارف القريبة من المحطة.
وأوضح أن المشروع يهدف إلى استيعاب جميع كميات مياه الصرف الصحي المعالجة بمحطة صرف بلانة للقضاء نهائيا على مشكلة ارتفاع منسوب المحطة واندفاع المياه تجاه الأراضى الزراعية الواقعة بالقرب منها.
ولفت حجازي إلى أن مشروع المعالجة الثلاثية بمحطة بلانة اعتمدت الدولة له 80 مليون جنيه لتنفيذه، ويشمل إنشاء محطة للمعالجة الثلاثية، وتركيب خط طرد بطول 8 كيلومترات يمتد من محطة بلانة وحتى مصرف بلانة ومنه إلى نهر النيل ليساهم ذلك فى تنفيذ الحل الدائم للمحطة.
عودة الهدوء
الأجهزة الأمنية حاولت احتواء موقف الأهالي، فتوجه على الفور مأمور مركز شرطة دراو ورئيس المباحث إلى موقع تجمهرهم فى محاولة لإثنائهم عن موقفهم، وتسيير الحركة المرورية بطريق "مصر – أسوان" حرصا على مصالح المواطنين.
ونجحت الجهود في إنهاء تجمهر الأهالي لمدة 3 ساعات، تواصل خلالها المحافظ مع المحتجين، وأكد أن المشروع آمن ومطابق تماما للمواصفات الصحية، ويمكن استخدام المياه الناتجة عنه في الكثير من الأغراض الحياتية في المستبقل.