بنت الأكابر للمحكمة: «جوزي عايزني أتعرى لصحابه»
انتبه رواد محكمة الأسرة فى الإسكندرية بزنانيري لرائحة العطر الذكية، التي هبت على قاعة الجلسات، وخطفت الدهشة الحضور، مع ذلك الملاك المتجسد في روح سيدة فائقة الجمال فاتنة القوام، التي دلفت للقاعة للتو، ممسكة بيدها أوراقا مرتبة، حاولت أن تخفي تعابير وجهها خلف نظارة عريضة وقاتمة، انزوت في ركن بآخر المقاعد حتى نادى حاجب المحكمة "سارة. ج. م"، فردت «موجودة يافندم».
اقتربت ذات الـ28 عاما، من منصة القاضي، دنت من أذن القاضي تشرح له أسباب الخلع، قائلة «أنا ابنة ناس وأسكن في مصر الجديدة وسط أسرة ميسورة للغاية، وتوفرت لي كل أسباب حياة الرفاهية، إلا أنني ملتزمة دينيا إلى حد ما وعادة ما أرتدي إيشاربا بديلا عن الحجاب وملابسي راقية لكنها محتشمة على الدوام».
تابعت سارة: التحقت سريعا بقسم تجارة إنجليزي ليؤهلني للعمل في البنوك فقد كنت أحلم أن أصبح سيدة مرموقة في عالم المصارف والأعمال مثل والدي الذي حقق نجاحات كبيرة في مجال عمله بشركات البترول وكان مثلي الأعلي».
تسكت الزوجة الشابة قليلا قبل أن تستطرد في استحياء: "وسط انشغلاتي في الدراسة وهواياتي كنت أشعر أن عيونا قريبة مني تلاحقني في كل مكان، وتأكد ذلك عندما لاحظت جارنا الشاب في المنزل المقابل يتابعني بنظراته على الدوام واعترف أنها كانت نظرات إعجاب ليس فيها لؤم أو خبث وتأكدت من ذلك بمحاولته التحدث إلى مباشرة في أكثر من مناسبة خاصة أنه كان يحفظ مواعيد خروجي واستقلال سيارتي والعودة».
وجدت أنه من المجحف أن أرده أو أنهاه عن مواصة تقربه مني، خاصة أنه لم يخرج عن النص معي كما أنني أعلم جيدا كيف أوقف أي شخص عند حدوده إذا تجاوز، مايهم في الأمر أننا أصبحنا شبه صديقين وكان إعجابه بي يزيد كل يوم عما قبله، ولا أنكر أنه كان معي في قمة الذوق و«الاتيكيت» فهو يدرس في جامعة أجنبية ووالده ثري، حتى جاءت اللحظة التي توقعتها وفاتحني في رغبته الارتباط بي وأنه سيكون زوجا ملكته السعادة في حال موافقتي».. هكذا استكملت الزوجة الفاتنة قبل أن تعاود السكوت لتلقط أنفاسها.
وأضافت: في الحقيقة تملكني شعور متناقض بين القبول والرفض فلم أجد أسبابا تدفعني لأقول له لن تكون زوجي وفي نفس الوقت كان ثمة شعور غريب يراودني في داخلي، ودوما ما سبب حاجزا بيني وبينه لكن في النهاية أقنعني والدي أنه شخص مناسب، وتغلبت على مخاوفي بالموافقة السريعة والتي قادتني إلى المحاكم نادمة».
وتابعت الزوجة: "تزوجنا أنا وهشام بعد 4 أشهر خطوبة ولاحظت رغبته الدائمة في أن يراني شبه عارية أمامه وأمام الناس، وحدث مرة واصطحبني لأحد محال بيع الملابس الشهيرة في منطقة المهندسين لشراء هدية لي وفوجئت به يختار ملابس على الرغم من مستواي الراقي إلا أنني استحيت من شرائها بل ورفضت أن أجربها على جسدي، فقد كانت قطعا أشبه بما يرتديه فتيات البورنو ومع إصراره تركته بغضب وقلت له «أنا بنت ناس ومش هلبس الحاجات دي»، لاحقني للخارج وحاول استرضائي وكيف أنه يريد أن يظهرني أمام أصحابه كأجمل فتاة في الكون.
استفاضت الزوجة في الحديث «عقب الزواج التحقت أنا بوظيفة في بنك خاص وعمل زوجي في الأعمال الحرة، وهنا بدأت المتاعب، إذ كان يلح علي للخروج معه ومقابلة أصدقائه وحضور الحفلات الخاصة بالأعمال والمناسبات الاجتماعية وفي إحدى المرات وافقته وفرح كثيرا لكن سرعان ما تبدللت سعادته غضبا قائلا «إيه اللي إنت لبساه ده؟» لم أندهش من تصرفه هذا فقد كنت أعلم جيدا أنه سيغضب وأنا لايريدني أن أرتدي ملابس حتى ولو كانت "نص حشمة"، بالرغم من أني جميلة والكل يحسدني عليه، وتركني وخرج وهو يقول «انت بتصري إنك تحرجيني قدام الناس»، فأجبته وأنا مش هتعري لأصحابك.
واختتمت سارة حديثها للقاضي طالبا الانصاف «حاولت ألا تصل بنا الأمور لأزمات أكثر لكنني قررت التخلص من رجل لايغار على شرف زوجته بعدما تحرش بي أحد أصدقائي في حفل كنت أرتدي خلالها ملابس من نوعية تلك التي يحبها زوجي والذي طار من الفرح عقب رؤيته لي ومفاجئتي له وراح يعرفنّي على الأصدقاء مفاخرا بمفاتن زوجته، ولكن زوجي لم يفهم الرسالة فقد كنت أتأكد للمرة الأخيرة أنه زوج عديم النخوة والمروة وكانت اللحظة التي حسمت أمري للطلاق منه ولما رفض رفعت دعوى خلع للتخلص منه للأبد».