خلف القضبان.. «كنيسة»: كنت بتخانق مجاملة للناس في الشارع
وراء كل زنزانة عشرات الحكايات، تسكنها قصص العقاب والندم، بينما يجمَع نزلاء السجون اعتقادٌ بأنهم ضحايا وبريئون من التهم التي زجت بهم خلف القضبان.. كريم جمال وشهرته «كريم كنيسة»، أحد هولاء الذي ينفي عن نفسه الجريمة، متهما آخرين بالتسبب في حرمانه من الشارع.
السجين يقول من خلف قضبان قفص الدائرة 20 بدار القضاء العالي: «عندى 23 سنة – و«كنيسة» اسم شهرتى بسبب مشاجرة مع شخص مسيحى أمام كنيسة الوراق في أثناء إكليل خاص بهم، ووصل بيننا الأمر للضرب المبرح والإصابات، وداخل قسم الشرطة حرر كل منا محاضر ضد الآخر، لينتهي الأمر بالتصالح، ومن وقتها أصبح أصدقائى ينادوننى بهذا الاسم».
وتابع من خلف القضبان: «من يفكر فى الشقى يتحمل معاناة الشارع، فطبيعة ظروفنا جعلتنى أنا وشقيقي ندخل مشاجرات لم يكن لنا بها صلة، ولكنها أصبحت على سبيل المجاملة تحت مبدأ "اللي هيخدمنى النهارده هاخدمه بكرا وكلها جمايل"، ولكن الأمر لم يكن كما نشاء، حيث إن شقيقي لم يسلم من يد الحكومة».
واستكمل «كنيسة»: أنا صنايعى أعمل استورجى موبيليات، لا أملك ورشة خاصة بي، ولكنى أتنقل من مكان لآخر بمنطقة الوراق، ولم ينصفني الحظ في استكمال تعليمي بسبب ظروف معيشتنا الصعبة، فقد توفي والدى منذ 10 سنوات، وتحملت مسئولية عائلتي أنا وشقيقي الصغير، فهو مثلي لم يكمل تعليمه ويعمل على باب الله».
السجين يستطرد: «جاء يوم وحدثت مشكلة بيني وبين أحد أمناء الشرطة وفوجئت بتلفيق قضية تزوير عملة لي في أثناء حملة، وأخذت حكما بالسجن، ولكن بعد ذلك لم ننج جميعا من إيذائهم»، قائلا: "طالما دخلنا القسم مرة لن نتركه، ولم نكن بمفردنا من يحدث معه كذلك، بعدما قام ضباط بالقسم بتعذيب شقيقي بالصاعق الكهربائى على سبيل الضغط عليه للاعتراف، وأخذ حكما وهو الآن فى السجن".
وأضاف أن قصته جاءت بعد قضية شقيقه مباشرة قائلا: «كنت راجع من شغلانة رزق جايلى من باب الله، ونازل من على سلم الكوبري، وجدت شخصا يقع على ظهره حاولت مساعدته، فاجأنى بضربى على وجهى ويتهمنى بمحاولة سرقته، وقامت مشاجرة بيننا ولا أعرفه كنت أول مرة أراه، كان وقت المشاجرة، وذهبنا إلى قسم الشرطة وقاموا بضربى وإهانتى واتهامى بتعاطى المخدرات وحمل السلاح، ولا أعلم شيئا عن هذه الأشياء».
والدته «كنيسة» قاطعته من أمام قفص الاتهام وقالت: «أنا قلبي محروق على أولادى، شاب مثل ابنى لن يفكر فى شىء سوى أن يصرف علينا وخاصة بعد مرورنا بهذه الظروف الصعبة، وكيف يتحول البريء لمتهم، ومن مجنى عليه لجانٍ، لو فعلا السلاح والبودرة بتوع ابنى وكانوا معاه قبل ما يروح القسم كان من الممكن أن يرميهم بالشارع، لكن القسم لفق له هذه الجرائم وهو محبوس حتى الآن 8 أشهر بسجن الاستئناف»، ودخلت الأم فى نوبة بكاء وهى تقول: "ولادى الاتنين ضاعوا منى بسبب الظلم وعلشان إحنا غلابة».