استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلى، اليوم، الخميس، الجاسوس الإسرائيلى عودة سليمان الترابين، الذى تم الإفراج عنه قبل ظهر اليوم، من سجن طرة بمصر بعد قضاء فترة عقوبته بالحبس 15 عاما، وذلك مقابل الإفراج عن مواطنين مصريين كانا محبوسين بالسجون الإسرائيلية.
وبثت القناة الثانية الإسرائيلية، منذ قليل لقطات حصرية للإفراج عن الترابين عقب وصوله إسرائيل بعد تسلمه عبر الحدود “المصرية – الإسرائيلية”. أوضحت القناة العبرية أن نتانياهو استقبل الترابين بمكتبه بديوان رئاسة الوزراء بالقدس المحتلة، بعد الإفراج عنه من مصر، حيث كان قد أدين بالتجسس لصالح إسرائيل ونقل معلومات عن تحركات الجيش المصرى بسيناء قبل إلقاء القبض عليه عام 2000.
فيما قالت والدة الجاسوس الترابين لوسائل الإعلام الإسرائيلية: “أنا سعيدة جدا، وأسعد إنسانة فى العالم.. أنا لم أر ابنى منذ 15 عاما وقبل 15 عاما كنت حزينة، وأنا حقا أشكر رئيس الوزراء وجميع الذين ساعدوا فى الإفراج عنه”. ولفتت القناة العبرية إلى أن تل أبيب أفرجت أيضا عن اثنين من السجناء المصريين فى إسرائيل بعد الانتهاء من مدة عقوبتهم”، مضيفة أنه تم إطلاق سراحه من السجن منذ بضعة أيام، وكان فى مصر تحت إشراف قوات الأمن، حتى عاد عاد إلى إسرائيل على متن شاحنة تجارية، صباح اليوم، برفقة ممثلين عن وزارة الخارجية الإسرائيلية الذين عاجلوا الإفراج عنه فى السنوات الأخيرة.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية إسحق هرتسوج، عقب إعلان الإفراج عن الترابين: “أهنئ عائلته فى بلده بعد سنوات من العزلة والمعاناة، لقد عايشت النضال من أجل إطلاق سراح ترابين فى السنوات الأخيرة، وأنا سعيد لهذه الملحمة، وسعيد للوصول لنهايتها وعودة مواطن إسرائيلى مرة أخرى لمنزله”. الجدير بالذكر أن الترابين ينتمى لإحدى القبائل البدوية فى سيناء وصحراء النقب، وتمكن الجيش الإسرائيلى من تجنيد والده سليمان بعد حرب 1967 ليكشف عن تحركات خلايا المقاومة المصرية أثناء حرب الاستنزاف.
وفى يناير 1990 هرب سليمان وعائلته إلى إسرائيل، وحصلوا على الجنسية، وأقاموا فى مدينة الرهط، ثم أصدرت المحكمة حكماً بالسجن عليه لمدة 25 عاماً مع الأشغال الشاقة المؤبدة. وعاد عودة الترابين إلى سيناء عام 1999 بحجة زيارة أسرته وشقيقاته المتزوجات فى مدينة العريش، وأبلغته السلطات المصرية بأنه شخص غير مرغوب فيه، وحذرته من العودة مرة أخرى، لكنه عاد متسللاً عبر الحدود، وألقى القبض عليه عام 2000، وبحوزته عملات إسرائيلية وجهاز اتصال، واتضح أنه حاول تجنيد زوج أخته المقيم فى العريش للتجسس على التحركات العسكرية المصرية فى سيناء، على أن يكون هو حلقة الوصل بينه وبين الموساد الإسرائيلى.