محليات
تسعيرة «عفاريت الأسفلت».. أسرار «جمهورية المواقف» في الإسكندرية (صور)
القانون يلزم السائقين بالتعريفة المحددة.. و«الريس» يفرض الزيادة
رابطة السائقين: «المواقف العشوائية» تضيّع على الدولة نصف مليار سنويا
أخضع سائقو «المشروع» -سيارات الأجرة المُجمّعة كالميكروباص- الركاب من أهالي الإسكندرية إلى قوانين فرضوها بلوائح خاصة للمسافات وتسعيرة الأجرة، والتي يحددها لهم «الريس» صاحب السطوة والكلمة بالمواقف العشوائية.
ويكشف «التحرير» في السطور التالية أسرار «جمهورية المواقف العشوائية» بالإسكندرية، ومصير الأموال التي يحصلها السائقون من الركاب بزيادة على التسعيرة الرسمية، ومن يتحكم في قوانين «عفاريت الأسفلت» في عروس البحر المتوسط.
ودن من طين
وتنتشر «المواقف غير الشرعية» فى الوقت الذى أعلنت فيه أجهزة المحافظة وإدارة المرور بالإسكندرية عن تثبيت أسعار التعريفة فى مواقف السيارات الرسمية، فالسائقون يستغلون ركاب المواقف العشوائية برفع التعريفة وتحديد المسافات فى تحد لقرارات الحكومة، وفي غياب لرد المسؤولين.
وأوضح أيمن السيد سائق أن الموقف العشوائي هو مكان يحدده السائقون ويختارونه، حسب ابتعاده عن المواقف الرسمية والمحددة من قبل إدارة المرور، وبرر ذلك بأنهم يساعدون المواطنين الذين تبعد منازلهم عن الموقف الرسمي.
وزعم السيد أن زملاءه السائقين بتلك المواقف يعملون على حل أزمة المواصلات، وذلك فى مقابل مادى يزيد نسبيا على التعريفة المحددة.
جمهورية «الفِردة»
وهنا تأتى سطوة «فِردة الريس» -كما يطلق عليه السائقون- الذي نصّب نفسه قائدا للموقف العشوائى ليتحكم فى «الدور والتعريفة والمسافة» مقابل حصوله على مبلغ مادى ممن يخضعون له بالموقف، إذ أوضح أحمد إبراهيم، سائق أجرة بخط سير «محرم بيك – العصافرة»، أسباب زيادة الأجرة من قبل السائقين، قائلا إن زملاءه يضطرون لرفع التسعيرة الرسمية للمواصلات نظرا لقيام المسئول عن الموقف بأخذ جنيهين من كل سيارة مقابل الحمولة الواحدة، وهو الأمر الذى يعد تكلفة يقوم السائق بتعويضها من الركاب.
ولفت السائق إلى أن المتحكم فى تحديد مسافات المواصلة بالمواقف العشوائية يسمى الريس، ويقسّمها حسب عدد السيارات ووفقا لأهوائه الشخصية والتى ليس لها علاقة بما حددته إدارة المرور.
حصّالة الملايين
وتعد الأموال التى يتم تجميعها من السائقين مقابل التحميل أكبر دافع شجع على تزايد أعداد المواقف، إذ يوجد فى شارع 45 الشهير بالإسكندرية أكثر من 12 موقفا عشوائيا، بينما يوجد فى منطقة العصافرة ما يزيد على 15 موقفا، بينما تحتل سيدى بشر مقدمة المناطق التى تحتوى على أكبر عدد من المواقف، حيث يصل عددها إلى 30 موقفا، وهو حال جميع المناطق بـ«عروس البحر المتوسط» كمنطقة كرموز ومحرم بيك والعجمى والكيلو 21 والعامرية.
وفى نفس السياق، رأى محمد حسين حلاوة، رئيس رابطة السائقين بالإسكندرية، أن المواقف العشوائية تتزايد بشكل مستمر لعدم وجود رادع لها.
وقال رئيس رابطة السائقين إن الإسكندرية بها ما يزيد على 400 موقف عشوائى موجود على مرأى ومسمع جميع المسئولين الذين لا يفعلون شيئا للحد منها، ويتركونها تعمل بالمخالفة للقواعد.
وأضاف حلاوة فى تصريحات لـ"التحرير" أن الموقف العشوائى يحقق مكاسب للمسئول عنه، الذى وصفه بـ"البلطجى" تزيد على مليون جنيه سنويا، وهو الأمر الذى يضيع على الدولة نحو 400 مليون جنيه سنويا ويحصلها مجموعة البلطجية المسيطرين على تلك المواقف، وتابع: «المبلغ يمكن أن يصل إلى نصف مليار جنيه ويضيع على الدولة بسبب المواقف العشوائية».