إذا كنت ملونا وذا توجهات رمادية، فمن الطبيعى أن تلجأ دائما إلى الطرق الملتوية بصياغة رسائل مضللة طوال الوقت، وذا ما صنعته قطر مؤخرا على صعيد علاقتها بإسرائيل، موظفة الاتصالات الوثيقة بينها وبين تل أبيب، فى صياغة رسالة مضللة ضمن سيل من الرسائل المصنوعة فى الفترة الأخيرة، للتغطية على ملف رعايتها للإرهاب وتهديدها لمصالح المنطقة.
فى إطار رسائل التضليل القطرية، ورغم ما يجمعها بإسرائيل من علاقات قوية، معلنة وغير معلنة، اصطنعت الدولتان أزمة مؤخرا حول مكتب قناة الجزيرة فى تل أبيب، إذ حاولت الجزيرة إشاعة إحساس بالتوتر فى علاقاتها بإسرائيل، لتقوية موقفها المهتز عربيا وإقليميا، وذلك عبر دفع واجهتها الإعلامية، قناة الجزيرة، للتنديد بقرار الحكومة الإسرائيلية بإغلاق مكاتبها، معلنة عزمها اللجوء للقضاء لنقض القرار.
وقال مصدر مسؤول فى القناة القطرية لوكالة “فرانس برس” – طلب عدم ذكر اسمه – إن “الجزيرة تستنكر هذا الإجراء من دولة تدّعى أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط، وتعتبر ما فعلته أمرًا خطيرا، وسنتابع الموضوع من خلال الإجراءات القانونية والقضائية المناسبة”.
كانت إسرائيل قد أعلنت، اليوم الأحد، فى خطوة رأى متابعون أنها متفق عليها وتأتى فى إطار تنسيق وثيق بين الدوحة وتل أبيب، ضمن محاولات حثيثة من الأخيرة لدعم قطر فى أزمتها الحالية وتحسين صورتها الإقليمية والدولية المتراجعة، عزمها إلغاء اعتماد صحفيى الجزيرة، واتجاهها لإغلاق مكاتب القناة فى إسرائيل بسبب تغطيتها لأحداث الحرم القدسى.
وقال وزير الاتصالات الإسرائيلى، أيوب قرا، إن إسرائيل تعتزم إلغاء اعتماد صحفيى قناة الجزيرة التلفزيونية وإغلاق مكتبها فى القدس، ووقف بث القناة عبر مقدمى الخدمة فى إسرائيل، متهما القناة التى تتخذ من قطر مقرا لها “بدعم الإرهاب”، متابعا: “مقدمو خدمات البث التليفزيونى وافقوا على اقتراحه بوقف بث قناتى الجزيرة بالعربية والإنجليزية، ولكن إغلاق مكتب القناة سيتطلب تشريعا منفصلا”.
يأتى هذا فى الوقت الذى واجهت الجزيرة فيه انتقادات عربية حادة بسبب موقفها من أحداث المسجد الأقصى، وموقف قطر المخزى من القضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الحرم القدسى والمسجد الأقصى.