محليات
بعد تشريد أسرته في الشارع.. مواطن: «أكيد الرئيس مكنش يقصدنا إحنا» (صور)
ألف أسرة بمنطقة الكليو 26 غربي الإسكندرية مهددون بالتشريد
المواطنون يملكون عقود تمليك موثقة.. والمسؤولون: «الأرض ملك الدولة»
الأهالي: «وقعنا ضحية نصب الأعراب.. والدولة لسه فاكرة حقها بعد 15 سنة»
أصبح ما يقرب من ألف أسرة مشردين في الشوارع ما بين ليلة وضحاها، بعدما كانوا بالأمس القريب يملكون مساكن ومنازل بمنطقة الكيلو 26 غربي الإسكندرية.
وصدر قرار من لجنة استرداد أراضي الدولة بانتزاع الأراضي المقامة عليها منازل منطقة الكيلو 26 غربي الإسكندرية، التابعة لحي العجمي، بدعوى مليكتها للدولة، فيما لم تشفع استغاثات المتعدين على ملكية الدولة بالتصالح وتقنين أوضاعهم حماية لأسرهم من التشرد.
ووقف هلال نادر أمام أطلال منزله يحكي لـ"التحرير" أن أرض المنطقة كانت مملوكة لشركة أسمنت تيتان، وتستخدم كمحجر لها قبل أن تتركها ويقوم «الأعراب» الموجودون في المنطقة المجاورة لها ببيعها للأهالي الذين يقطنونها منذ عام 2002، بسعر يبدأ من 30 جنيها حتى 500 جنيه للمتر الواحد، وبعقود وأروق ملكية.
وتساءل نادر عن سبب تأخر الدولة في استرداد الأرض بعد 15 عاما تقريبا، متابعا: «فوجئنا بحملة إزالة لمنازل المنطقة بدعوى استرداد أرضها لأنها من أملاك الدولة».
قرارات الإزالة صدرت قبل شهر رمضان الماضي بيومين، وقاد رئيس حى العجمي حملة إزالة برفقة قوات من الشرطة والجيش، والتي أخلت 50 منزلا تحت القوة الجبرية، ومن اعترض اصطحبته الشرطة إلى القسم، حسب هلال.
أهالي منطقة الكيلو 26 غربي الإسكندرية لم يجدوا مأوى بعد إخلاء بيوتهم وهدمها، وفي نفس الوقت لم يتركوها، لكنهم استبدلوا الخيام بطوب منازلهم الذي كان يحميهم، واستطاعوا فيما بعد إخراج المحتجزين منهم في قسم الشرطة بكفالة 3 آلاف جنيه.
وعن إمكانية تقنين أوضاعهم مع الدولة، رد أبو عمار وهو يشير إلى موضع هدم منزله قائلا: «إحنا جمعنا نفسنا ورحنا الحي وقولنالهم إحنا ممكن نقنن أوضاعنا ونشتري الأرض من الدولة مرة تانية، رغم أننا دفعنا للعرب مبالغ وصلت إلى 50 ألف جنيه، ولم يوافق المسؤولون».
وبنبرة ملأها الحزن تابع حديثه لـ"التحرير": «الحكومة ما اتحركتش علشان تمشينا من المنطقة إلا بعد قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعادة الأراضي أملاك الدولة»، واستكمل أبوعمار منفعلا: «سابوا الحرامية الكبار وجايين لينا احنا اللي كل واحد واخد 50 ولا 80 مترا يعيش عليهم هو وعياله»، ثم عاد محاولا التقاط أنفاسه وهو يومئ برأسه: «أكيد الرئيس مكنش يقصدنا إحنا».
والتقطت آمال السيد محمد طرف الحديث منوهة بأن أهالي المنطقة ليس لديهم سكن بديل، وإن خرجوا من منازلهم سيكونون في الشارع، مطالبة بالنظر بعين الرحمة لهم وتقنين أوضاعهم.
ولفتت آمال إلى أن عددا من الأسر تتخذ مسجد المنطقة مأوى لهم، معبرة عن حزنها من الوضع المأساوي الذي وقعت فيه: «شقى عمرنا كله حطناه في البيوت دي ومش عارفين هنروح فين».
ونفت السيدة تعمدها التعدي على أملاك الدولة، وتمنت أن يسمع الرئيس صوتها قائلة: «احنا بنطلب من الرئيس تقنين أوضاعنا على الأرض وإننا ندفع للدولة حقها وسيبونا في بيوتنا».
ووقع أهالي منطقة الكيلو 26 غربي الإسكندرية ضحية للنصب من قبل «الأعراب» الذين باعوا لهم مساحة تبلغ 12 فدان تقريبا في غياب الحكومة منذ 15 عاما، ومن ضمن ضحايا النصب الذين التقيناهم أبو عمرو الذي نفى علمه سابقا بامتلاك الدولة تلك الأراضي.
وعقب أبو عمرو في حديثه لـ"التحرير": «لما اشترينا كان من العرب اللي ساكنين في المنطقة ومكناش نعرف إنهم مش ملاك الأرض دي وإنهم واخدينها وضع يد، وعرفنا كل ده لما جت الحكومة قبل رمضان تزيل بيوتنا اللي فيها شقى عمرنا من غير ما يسألوا نفسهم إحنا حنروح فين»، متسائلا: «فين الرحمة في القرارات اللي زي دي؟».
ورفض المسؤولون مطالب أبو عمرو بتقنين أرض منزله، إذ قال: «لما قولنا للقائمين على الحملة نروح فين، كانوا بيردوا إحنا منعرفيش حاجة ولو واحدة ست كانت تتكلم يقولوا لها إحنا هنشيلك باللودر، وفى ناس دخلت السجن علشان خاطر اتكلمت وإحنا مش معانا أى أملاك تانية علشان نقدر نسيب بيوتنا.. هنروح فين؟».
وحاولت "التحرير"، التواصل مع كل من المهندس علاء يوسف، رئيس حي العجمي، والدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، للرد على ما قاله الأهالي، إلا أنهما لم يردا على هاتفيهما.