قال عبد الحكيم معتوق، المحلل السياسي الليبي، إن دعوة المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، وفايز السراج، رئيس حكومة الوفاق، لزيارة موسكو اليوم، السبت، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تندرج ضمن سياق الجهود الدولية لتفعيل الاتفاق السياسي والتعجيل بإجراء التعديلات المطلوبة والمتعلقة بالنقاط الخلافية التي عطلت مسار التسوية.
وأوضح “معتوق”، فى تصريحات له أنه ليس ببعيد عن اللقاء الذي ضم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي بوتين في باريس من قبل، والذي سبق اتفاق البنوذ العشر الذي اعتبر بمثابة التمهيد الحقيقي للعمل باتفاق الصخيرات بإعتبارة المرجعية الأساسية وفقا للإجماع الدولي الذي يستند إلى قرارات الأمم المتحدة.
وأضاف المحلل السياسي أن زيارة موسكو قد تكون الجولة قبل الأخيرة “حسب مراقبون”، منوهًا بأن هناك ترتيبا لزيارة واشنطن بغية وضع خارطة طريق للدخول بشكل عملي في تنفيذ اتفاق باريس وحث الفرقاء الليبيين للتصويت على مسودة الدستور “مثار الجدل” وتحديد وعاء زمني للانتخابات المزمع إجراؤها ربيع العام المقبل.
وأكد “معتوق” أن تلك المساعي الدولية تأتي على خلفية الحراك الفاعل الذي يقوم به غسان سلامة، المبعوث السادس للأمم المتحدة، والإحاطات المتكررة التي يقدمها بشكل دوري للأمين العام والذي أعلن في تصريح منذ أيام أن ليبيا أصبحت من أولويات أهتمام المنتدى الأممي، ويتزامن ذلك مع الجهد الكبير التي تبذله الدبلوماسية المصرية والإماراتية داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لحث الأطراف الدولية على ضرورة إيجاد حل نهاني للأزمة اللييبة، لاسيما ملفي الإرهاب والهجرة غير الشرعية اللذان باتا يمثلا خطرا ليس على دول الجوار فحسب بل على الأمن والسلم الدوليين.
وتابع: “إضافة الى محاولة صهر كل المبادرات الفردية، وكذلك الحد من التدخلات الإقليمية التي أصبحت مربكة للمشهد وتعمل على تقويض العملية السياسية لاختلاف توجهات أجنداتها، لاسيما ما تقوم به قطر بعدما وصل حكامها إلى قناعة بأن دورهم انحسر ومحاولتهم القيام بدور أكبر للالتفاق على كل تلك النجاحات التي تحققت خلال الآونة الأخيرة وساهمت في إذابة الجليد الذي كان موجودا بين مكونات الاتفاق السياسي، حيث وصف مهتمون الصفقة التي أبرمتها الدوحة مع روما والتي بلغت خمسة مليارات يورو بأنها محاولة لدفع إيطاليا بالقيام بدور وكيل جديد من خلال تحالف المصالح الجديد والذي كان حتى وقت قريب تقاطعا على مصادر الطاقة في ليبيا وسببا للصراع القاتم في ليبيا منذ الإطاحة بنظام الزعيم الراحل معمر القذافي عام 2011”.
ويصل المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبى، إلى موسكو اليوم، السبت، لبحث “لقاء محتمل” مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، وفق ما أعلن مساء الجمعة ليف دينغوف الذى يترأس مجموعة الاتصال الروسية حول ليبيا.