أعلنت شركة “بايدو”، عملاق صناعة التكنولوجيا وأكبر محرك بحث صيني، عن خططها لوضع السيارات بدون سائق على الطرق خلال الأعوام الثلاثة المقبلة لتبدأ بعد ذلك بتصنيعها وتسويقها على نطاق تجاري واسع خلال فترة 5 أعوام من الآن.
وقالت الشركة، في بيان رسمي تكشف فيه عن خططها المستقبلية، إنها أنشأت وحدة عمل جديدة للتمكن من تحقيق أهدافها حسب الجداول الزمنية المحددة، وسيكون هناك تركيز أكبر على عمليات البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا القيادة الأتوماتيكية الذاتية، وكذا إقامة البنية الصناعية اللازمة لإنتاج جيل جديد من السيارات بدون سائق.
كانت “بايدو”، أجرت في نهاية الأسبوع الماضي، أول اختبار عملي على سيارتها بدون سائق، وأثبتت السيارة نجاحها في القيادة الأوتوماتيكية الكاملة على مختلف الطرق وتغلبت على 3 مشاكل تقنية وهي: السير على الطرق المعقدة، والقيام بحركات القيادة الأوتوماتيكية الكاملة والمعقدة، وإدراك البيئة المحيطة والتفاعل معها بدقة.
اشتمل الاختبار على قيام السيارة بعدد من حركات القيادة الأساسية، مثل السيطرة على السرعة، والانتقال من طريق لآخر، وتجاوز السيارات المجاورة وتغيير المسار، والدوران بالسيارة، وبلغت السرعة القصوى خلال الاختبار 100 كم/ساعة.
وفقا لتقرير نشر في صحيفة “تشاينا دايلي” الصينية، اليوم، يقول نائب رئيس الشركة ومدير الوحدة الجديدة للسيارات بدون سائق، وانج جين، إن قيمة السيارات التقليدية دائما ما تقاس بنظامها الميكانيكي وبأداء موتورها، أما في المستقبل وعندما تظهر السيارات الذاتية القيادة في الأسواق، فإن قيمتها ستعتمد على نظام التكنولوجيا الذكية المجهزة به.
ويتنبأ وانج أنه خلال 10 أعوام من الآن، ستكون 80% من السيارات المنتجة في العالم هي السيارات التي تعتمد على تكنولوجيا القيادة الذاتية، خاصة أن الكثير من كبريات شركات التكنولوجيا في العالم مثل “جوجل” و”سامسونج” تجري تجارب جادة في هذا المجال.
ذكر تقرير الصحيفة أن “بايدو” ليست هي الشركة الصينية الوحيدة التي تحاول تطوير تكنولوجيا القيادة الذاتية للسيارات فهناك كذلك منافساها “مجموعة علي بابا”، وشركة “ليشي” لمعلومات الإنترنت والتكنولوجيا، اللذين يجريان تجاربهم الخاصة في هذا المجال أيضا، بالاشتراك مع عدد من شركات صناعة السيارات.
وتشير “بايدو” إلى أن سوق السيارات بلا سائق في الصين يقدر بعشرات الملايين من اليوانات، لكن في نفس الوقت فإن جميع الأعمال المتعلقة بالتكنولوجيا في عالم السيارات التقليدية، مثل تكنولوجيا القيادة الآمنة ونظم توفير الطاقة بالسيارات، تمثل سوقا يقدر بتريليونات اليوانات.
كانت شركة “بايدو” بدأت مشروعها الخاص بتطوير السيارات ذاتية القيادة منذ 2013، وفي العام الماضي أعلنت تدشين برنامجا للتعاون بينها وبين شركة “بي إم دبليو” في هذا الصدد.