محليات
كريمة أم اليتامى.. قصة امرأة طردتها «حماتها» من منزلها لتأجيره (صور)
«كفاح الست» مسلسل يواصل حلقاته في عدد من مناطق الوطن، يعرض في كل مشهد جديد أصالة المرأة المصرية في مواجهة المواقف الصعبة.
فرغم الإحساس بالقهر والظلم إلا أن الأرملة كريمة إبراهيم رفضت الرضوخ والانكسار من أجل العيش لتربية أطفالها الصغار.
وتحتضن كريمة 4 أبناء بين ضلوعها كل ليلة في منزل لا يصلح للعيش الآدمي بإحدى مناطق مدينة البياضية في محافظة الأقصر، ومع ذلك فإنها مهددة بالطرد منه.
وروت كريمة معاناتها لـ"التحرير" إذ أنها من مواليد محافظة سوهاج وتزوجت من ابن خالتها الذي كان يعمل «سائق حنطور» في الأقصر، منذ 19 عامًا، ليختارا العيش سويا في منزل لزوجة أبيه، عدة سنوات حتى ابتلاه الله بمرض أنيما فشل النخاع الشوكي وتكسير خلايا الدم.
وقالت السيدة: «كان زوجي يعمل منذ صغره على مساعدة زوجة أبيه وتربية أبنائها، ولكن بعدما كبر أشقاؤه من أبيه وقع في ظروفه المرضية ومعها بدأت المشكلات بين أخوته فلم نتحملها، مما دفعنا لشراء منزل آخر قديم ومتهالك، من أجل العيش في سكينة، ولكن زوجي اختار أن يكتب ملكيته باسم والدته».
وسردت كريمة تفاصيل مرض زوجها الراحل بقولها: «مرت علينا أكثر من 5 سنوات عانينا فيها الأمرّين لمرض زوجي، فكنا نقوم بإعطائه كل 15 يومًا كيس دم صفائح بيضاء تبلغ تكلفته حوالي ألفي جنيه، بالإضافة إلى مجموعة أدوية تبلغ تكلفتها 750 جنيها شهريًا» مشيرة إلى أن الجمعيات الأهلية وبعض الأشخاص كانوا عونا لأسرتها فساعدوا زوجها بما استطاعوا، غير أن حالته الصحية كانت تدهور يوما تلو الآخر، وخضع لجراحة طبية تكلفت ما يقرب من 22 ألف جنيه.
ومنذ رحيل الزوج قبل 5 سنوات عانت كريمة من ملاحقة والدة زوجها لها من أجل دفعها للخروج من المنزل الذي تعيش فيه، دون مراعاة حال 4 أطفال أكبرهم حاليا يبلغ 18 عامًا.
وربما تناست «حماة كريمة» المثل القائل «أعز الولد ولد الولد»، فلم تزل حتى الآن تهدد أحفادها الأربعة بالطرد من منزلها، ما دفع عم الأطفال للتدخل والتوسط في الأمر، من أجل حماية أسرة كريمة من تشرد أولادها في غياهب الشوارع والطرقات.
وتوصل الرجل إلى حل مؤقت بتقسيم البيت إلى نصفين، فقامت والدة زوجها بتأجير النصف الأول، ولكنها أعادت من جديد محاولة طرد أحفادها من النصف الثاني.
«مش عارفة حماتي بتعمل معايا كدة ليه؟ هي خالتي قبل ما أكون مرات ابنها، ودلوقتي أصبحت جدة لأبنائي، ومش صعبان عليها حالهم».. كلمات انطلقت من كريمة صاحبها أنين البكاء.
وبعد أن تمالكت نفسها سألناها عن حالتها المادية، فأجابت بأنها تتقاضى معاشا شهريًا 450 جنيها.
لكن الفاجعة المؤلمة التي ذكرتها كريمة في حديثها لـ"التحرير" أن أولادها الصغار لجأوا للعمل بجانب دراستهم في مهن شاقة من أجل مساعدتها في تلبية احتياجات المنزل، فالابن الأكبر يعمل سروجي سيارات بـ50 جنيها في الأسبوع، والأصغر صاحب الـ12 عاما في ورشة ميكانيكا براتب 200 جنيه شهريًا، وكذا ابنتها صاحبة الـ16 عاما تعمل أيضا في سوبر ماركت بـ300 جنيه شهريًا.
وعلى الرغم من غلاء المعيشة إلا أن كريمة تحاول أن تستر أطفالها بما تملك يدها، إذ أشارت إلى أنها لم تستطع شراء ملابس العيد أو المدارس لأطفالها بسبب غلاء الأسعار في الوقت الحالي، وتابعت: «بنتي الصغيرة – 6 سنوات- أول سنة دراسة ليها، وروحت أشتريلها مريلة لقيتها بـ160 جنيه، ومش معايا المبلغ ده، وجارتي شحتتني مريلة بنتها اللي كانت بتروح بيها السنة اللي فاتت وهلبسهالها علشان تروح بيها المدرسة، والبنت الكبيرة محتاجة عملية لوز من سنين مش قادرة أعملهالها لأن قوائم الانتظار بتطول في المستشفيات ومفيش فلوس أوديها عيادة دكتور».
واختتمت حديثها: «ربنا عالم بحالنا وظروفنا الصعبة، أنا عايشة في ذل ومهددة بالطرد من البيت اللي قاعدة فيه، وكل اللي بتمناه مكان أعيش فيه أنا وعيالي، وينتشلهم من مرمطة الشغل اللي متبهدلين فيها لأنهم لسة صغيرين»، مرسلة استغاثة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي بمساعدتها في توفير سكن شريف.
وبالبحث عن حل لدى المسؤولين، رد محمد سيد سليمان رئيس مدينة البياضية بعدم توفر مساكن للإيواء في الوقت الحالي لأسرة السيدة كريمة.
وقال رئيس مدينة البياضية: «من الممكن مساعدتها عن طريق جمعيات أهلية في سد حاجتها من الأغذية وكساء الأبناء، لحين فتح باب حجز وحدات سكنية للإيواء وضمها لها».