تحقيقات و تقاريرعاجل

ملف خاص .. حول الأحداث الأخيرة التي تشهدها ” ميانمار “

يقدم موقع الحدث الآن تقرير مفصل حول  الأحداث الأخيرة التي تشهدها ” ميانمار ” وذلك على النحو الآتي :-

بداية الأزمة الحالية

  • اندلعت الأحداث المأساوية الأخيرة للمسلمين في ميانمار بعدما تعرضت امرأة بوذية في شهر يونيو الماضي لاغتصاب جماعي قبل قتلها ، واتّهمت الشرطة  (3) مسلمين في هذه الجريمة ، الأمر الذي أثار غضب البوذيين في بورما فهاجموا منازل ( الروهينجا الأراكان ) وأحرقوا نحو (500) منزل وقتلوا المئات .. كما أعلنت الأمم المتحدة أن (87) ألف شخص من أقلية ” الروهينجا ” وصلوا منذ (25) أغسطس الماضي إلى بنجلاديش المجاورة هرباً من أعمال العنف في ميانمار .
  • اندلع بعد ذلك العنف بعدما هاجم متمردون من الروهينجا في أغسطس الماضي نحو (30) مركزاً للشرطة تحت شعار الدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة ، وذلك بعد الأحداث المأسوية التي جرت خلال شهر يونيو الماضي , وبعد ذلك بدأ الجيش في بورما عملية واسعة النطاق في هذه المنطقة النائية والفقيرة مما أجبر عشرات الآلاف على الفرار  .. وتحدثت الأرقام السابقة عن (164) ألف شخص معظمهم من الروهينجا فروا إلى بنجلاديش .

 

 

  • تُعد أعمال العنف تلك أعنف اضطرابات طائفية تشهدها ميانمار منذ أن حلت العام الماضي حكومة ” ثين سين ” رئيس الدولة الحالي الإصلاحي – محل المجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد ، وتعهده بتحقيق الوحدة الوطنية في واحدة من أكثر دول آسيا تنوعاً من الناحية العرقية .. يُذكر أن ” تين كياو  ” هو رئيس ميانمار منذ مارس 2016 بعد نتائج انتخابات ديمقراطية بعد نصف قرن من حكم العسكر وهو أحد مؤسسي حزب ( الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية ) الذي تقوده رئيسة الوزراء الحالية ” أونج سان سوتشي ”  الذي يسيطر على مقاعد البرلمان .
  • تعرضت الأقلية المسلمة في ميانمار ، التي يبلغ تعدادها ( 4 %)  من السكان ، للعديد من حوادث العنف الطائفي من قبل الأغلبية البوذية , ورغم قلة عدد المسلمين المنحدرين من أصول هندية إلا أنهم كانوا أكثر معاناة من الاضطهاد الديني ، حيث تعاملت السلطات الحاكمة مع المسلمين وكأنهم ( وباء ) لابد من التخلص منه بأسرع وقت .
  • معاناة المسلمين هناك ليست جديدة فمسلسل الاضطهاد يعود إلى قرون سابقة من التاريخ ، ففي عام 1784 احتُلت ( راخين أركان ) ، وهي أحد ولايات ميانمار  أغلب سكانها من المسلمين ، من قِبل الملك البوذي ” بوداباي ” الذي قام بضم الإقليم إلى ميانمار خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة ، واستمر البوذيون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم , وفى عام 1824 احتلت بريطانيا ميانمار ، وضمتها إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية .
  • عام 1937 جعلت بريطانيا ميانمار مع ” راخين ” مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية كباقي مستعمراتها في الإمبراطورية آنذاك ، وعُرفت بحكومة ميانمار البريطانية .. كما قام البوذيون في عام 1938 بارتكاب مذبحة قتل فيها نحو (30) ألف من المسلمين ، وتم إحراق نحو (113) مسجداً .. أما المذبحة الأخرى لهم كانت عام 1942 فى ” أراكان ” والتي تسببت فى مقتل نحو (100) ألف مسلم ، وبعدما استولى الجيش على الحكم في بورما عام 1962 قام بطرد أكثر من نصف مليون مسلم من الدولة .
  • بدأت أحوال المسلمين في ميانمار تسوء بعد انقلاب الجنرال ” ني وين ” عندما تولى الحكم عام 1963، وذلك عندما قام بطردهم من الجيش وتعرضت تلك الأقلية للتهميش والإقصاء ، فيما وصفت الأغلبية البوذية المسلمين بأنهم ” قاتلو بقر” ، بالإشارة إلى ذبائحهم من الماشية في عيد الأضحى ، واستخدموا ضدهم كلمة ” كالا ” وهي كلمة عنصرية مهينة تعني الأسود .

 

 

 

  •  في عام 1948 منحت بريطانيا الاستقلال لميانمار شريطة أن تمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد (10) سنوات إذا رغبت في ذلك ، ولكن ما إن حصلوا على الاستقلال حتى نقضوا عهودهم ، واستمروا في احتلال ” أراكان ” بدون رغبة سكانها من المسلمين ( الروهينجا ) والبوذيين ( الماغ ) أيضًا ، وقاموا بأبشع الممارسات ضد المسلمين .. ولم تتغير أحوال المسلمين ” الروهينجا ” بعد الانتخابات التي جرت في نوفمبر 2010 ، حيث مازال مخطط إخراج المسلمين من ” أراكان ” موجوداً .

موقف (( ميانمار ))

  • أوضحت رئيسة الوزراء ” أونج سان سوتشي “ أن هناك معلومات مضللة تشوه حقيقة أزمة الروهينجا ، موضحة أن ذلك نوع من الإرهاب الجديد على ميانمار لكن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لضمان ألا يزداد الأمر أكثر من ذلك , مؤكدة أن حكومتها تبذل أقصى ما في وسعها لحماية الجميع في ولاية ” راخين ” ، كما اتهمت الإرهابيين بأنهم وراء حملة التضليل بشأن أعمال العنف .. يُذكر أن ” أونج سان سوتشي ” ناشطة حقوقية حاصلة على جائزة نوبل وعانت من الاضطهاد قبل أن تصبح مستشارة للدولة ، ويطالب العديد من النشطاء بسحب الجائزة الدولية منها بسبب صمتها عن الجرائم التي تُرتكب ضد مسلمي بلادها .. وقد أثار موقفها الغامض تجاه العنف الذي تتعرض له الأقلية المسلمة في بلادها قلق معظم مؤيديها ، إلا أنها تعتقد أنها لا تريد أن تفقد الأغلبية البوذية منها بتعاطفها مع الروهينجا المسلمين الذين يتحملون العبء الأكبر من العنف .
  • أعلنت الخارجية في ميانمار أنها تتفاوض مع ( روسيا / الصين ) لضمان تحركهما لعرقلة أي إدانة من مجلس الأمن لأعمال العنف ضد مسلمي الروهينجا .

ردود الفعل ( الداخلية / الدولية / الإقليمية / العربية ) على اضطهاد مسلمي الروهينجا

(( مصر ))

  • أعرب الرئيس ” السيسي “ عن إدانته لأحداث العنف ضد المسلمين التي تشهدها ميانمار  ، مطالباً الحكومة هناك باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف أعمال العنف حتى لا يؤدي استمرارها لتصاعد التوتر وتغذية التطرف والإرهاب .
  • تظاهر عدد من المصريين أمام سفارة ميانمار بالقاهرة ، تنديداً بالأحداث الدامية هناك ، حيث أبدى سفير ميانمار في القاهرة أسفه عما يحدث في بلاده من اضطرابات وتعرض عدد من المسلمين للقتل ، مقدماً اعتذار شفوي للشعب المصري ، مشيراً إلى أن بلاده تسعى لتهدئة الأوضاع والأخذ بسُبل الاستقرار لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث .
  • استنكر الأزهر الشريف الأعمال الوحشية وغير الإنسانية في ميانمار ، مناشداً المجتمع الدولي بوضع حد لهذه الممارسات البشعة ، وضرورة العمل على حقن الدماء في هذه البلاد خدمة للسلام العالمي ، حيث أكد شيخ الأزهر الشريف ” أحمد الطيب ” أن هذا الموقف الذي ترفضه جميع الأديان ، سوف يسطر تاريخاً من العار لن يمحوه الزمن لميانمار ، وانطلاقاً من المسئولية الدينية والإنسانية للأزهر الشريف ، والتزامه برسالته العالمية لا يمكنه أن يكون مكتوفي الأيدي أمام هذه الانتهاكات الإنسانية بحق مسلمي الروهينجا ، مضيفاً أن الأزهر سيقود تحركات إنسانية على المستوى العربي والإسلامي والدولي ، لوقف تلك المجازر ، كما يطالب الأزهر باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة مرتكبي تلك المجازر وتقديمهم لمحكمة العدل الدولية ، جراء ما ارتكبوه ويجب على الجميع أن يضع في الاعتبار مثل تلك الجرائم ، حتى لا تُرتكب مرة أخرى .
  • أكد نائب رئيس حزب النور ” جلال مرة ” أن المجازر ضد مسلمي الروهينجا أظهرت عدم وجود معايير أو مبادئ إنسانية أو أخلاقية ثابتة لدى المجتمع الدولي ، مضيفاً أن الحزب يطلب ويؤكد على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته لوقف تلك المجازر ، مشيراً إلى أنه يجب على الحكومة المصرية أن تنهض لأداء دورها العالمي والإسلامي ، من خلال تفعيل وجودها وأدواتها السياسية والدبلوماسية في المنظمات الدولية ، كما طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لاستصدار قرار بإدانة الحكومة في بورما وتحميلها المسئولية عن تلك المذابح ووقف آلة القتل بشكل فوري ، وطالب منظمة التعاون الاسلامي باستخدام ما لديهم من إمكانيات وموارد لوقف تلك المذابح ، متسائلاً : ( إذا كان هناك تحالفًاً دولياً لمواجهة الإرهاب في سوريا والعراق وغيرهما من الدول ، فلماذا لا نجد تحالفًا دولياً لمواجهة الإرهاب في بورما ؟ ) .

(( الموقف العربي ))

(( السعودية ))

صرح السفير السعودي لدى تركيا ” وليد بن عبد الكريم الخريجي ” أن السعودية لم تدخر جهداً في تقديم الدعم والمساندة لمسلمي الروهينجا ، مؤكداً أن قيادة المملكة هي قيادة الأفعال لا الأقوال .

(( الكويت ))

أعلن وزير الأوقاف الكويتي ” محمد الجبري “ عن تخصيص (1.5) مليون دولار مساعدات عاجلة لإغاثة مسلمي ميانمار ، وصرح بأن تلك المساعدات تهدف للعمل على تخفيف معاناة المسلمين هناك ومساعدتهم على مواجهة الظروف القاسية التي يمرون بها .

(( تونس ))

أدانت الخارجية التونسية بشدة ما يتعرض له مسلمو الروهينجا في ميانمار من مجازر وحشية وعمليات إبادة جماعية وحرق للبيوت وتهجير قسري وانتهاكات بشعة أدت إلى سقوط آلاف الضحايا وعشرات الآلاف من المهجّرين والمحاصرين ، وحثت المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة وهيئات حقوق الإنسان على تحمل المسئولية والتدخل السريع لتوفير الحماية اللازمة لمسلمي الروهينجا ، وإيصال المساعدات الإنسانية لهم .

(( المغرب ))

دعت حركة ( التوحيد والإصلاح ) المغربية الأمم المتحدة إلى الضغط على حكومة ميانمار لوقف الجرائم بحق مسلمي الروهينجا وتوفير حماية دولية لهم .

(( الأردن ))

أدانت الحكومة الأردنية الجرائم والاعتداءات والمجازر الوحشية التي تُرتكب ضد أقلية ( الروهينجا ) المسلمة في إقليم ( راخين ) في ميانمار ، ودعت إلى تضافر الجهود الدولية لوضع حد لما تعانيه هذه الأقلية المسلمة ، والعمل على إشاعة الأمن والسلام في هذا الإقليم .

(( حركة حماس ))

أدانت الحركة استمرار الجرائم ضد مسلمي الروهينجا ، وسط صمت دولي وتقاعس عربي وإسلامي .

(( الموقف الإقليمي ))

(( تركيا ))

  • أعلن الرئيس ” أردوجان ” أن بلاده ستنقل ملف الانتهاكات بحق مسلمي الروهينجا إلى الأمم المتحدة خلال اجتماعات الجمعية العامة المزمع انعقادها خلال شهر سبتمبر الجاري .. كما بحث هاتفياً مع رئيس وزراء ميانمار قضية مسلمي ( الروهينجا ) ، حيث أكد على ضرورة الابتعاد عن استخدام القوة المفرطة ، وشدد على أن انتهاكات حقوق الإنسان تبعث على القلق العميق في العالم بأسره ، وعلى رأسه الدول الإسلامية .
  • طالب وزير الخارجية ” جاويش أوغلو  “ بوقف العنف ضد أقلية ” الروهينجا ” المسلمة بميانمار ، موضحاً أنه سيتوجه إلى بنجلاديش لعقد اجتماعات بشأن تلك الأزمة .
  •  قامت زوجة الرئيس ” أمينة أردوجان ” برفقة وزير الخارجية التركي ” جاويش أوغلو ” بزيارة بنجلاديش في إطار زيارة إنسانية إلى مراكز إيواء لاجئي الروهينجا .. كما أعلنت وكالة التعاون والتنسيق التركية ( تيكا ) عن وصول أول دفعة من المساعدات التركية لولاية ( أراكان ) بميانمار كمبادرة من الرئيس ” أردوجان ” .

(( إيران ))

  • دعا وزير الخارجية الإيراني ” محمد جواد ظريف ” المجتمع الدولي للتحرك من أجل منع استمرار أعمال العنف ضد مسلمي الروهينجا ، مضيفاً ( لا عذر لدى المجتمع الدولي ليسمح باستمرار الإبادة الجماعية التي يتعرض لها مسلمو الروهينجا ) .
  • خاطب وزير الخارجية الإيراني ” جواد ظريف ” الأمم المتحدة ، داعياً للتحرك لإغاثة مسلمي الروهينجا الذين تجاهلت الأمم المتحدة طلب إيران السماح لها بإرسال مساعدات لهم .

الموقف الدولي

(( الولايات المتحدة ))

أعربت الولايات المتحدة عن قلقها حيال الأزمة في ميانمار ، وطالبت السلطات هناك بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية لإقليم ” راخين ” .

(( روسيا ))

أدان الرئيس ” بوتين ” الأحداث في ميانمار ، مؤكداً أن استمرارها يؤدي إلى تصاعد التوتر وتغذية الإرهاب .. في نفس السياق صرحت المتحدثة باسم الخارجية أن ممارسة الضغوط على حكومة ميانمار من الممكن أن تؤدي لتصعيد حدة التوتر هناك .. من جانبه أعلن نائب وزير الخارجية ” إيجور مورجولوف ” أن بلاده تدعو ميانمار لبذل الجهود للحفاظ على الأوضاع في البلاد ، وأنها تدين هجمات المسلحين على القوات الحكومية .

(( بريطانيا ))

  • أكد وزير الخارجية ” بوريس جونسون ” أنه اتفق مع رئيسة وزراء ميانمار ” أونج سان سوتشي ” على وقف انتهاكات حقوق الإنسان والتحقيق فيها بشكل عاجل .
  • حث (157) من أعضاء البرلمان والمسئولين في بريطانيا وزير الخارجية ” بوريس جونسون ” على وقف تدريب بريطانيا للقوات المسلحة في بورما ، الذى كلّف بريطانيا نحو (305) ألف جنيه استرليني العام الماضي ، في ظل الأحداث الدامية هناك .

 (( بنجلاديش ))

  • أعلنت الحكومة في بنجلاديش أن ميانمار تقوم بزرع ألغام أرضية على مسافة قريبة من حدودها ، بهدف منع عودة مسلمي الروهينجا الذين فروا من العنف إلى بنجلاديش ، مؤكدة أنها ستتقدم باحتجاج رسمي على زرع الألغام الأرضية .
  • من ناحية أخرى أوضح مسئول بوزارة إدارة الكوارث في بنجلاديش أن بلاده ستقوم بإنشاء معسكر جديد لإيواء مسلمي الروهينجا الفارين من ميانمار إلى بنجلاديش .

(( باكستان ))

أعربت الخارجية الباكستانية عن حزنها العميق إزاء أعمال العنف التي تُرتكب بحق الأقلية المسلمة من الروهينجا في ميانمار ، وطالبت بضرورة اتخاذ إجراءات فعالة للحيلولة دون تكرار أعمال العنف ضد المسلمين في ميانمار .

(( كازاخستان ))

أكد وزير الخارجية ” خيرت عبد الرحمنوف “ أن بلاده دعت حكومة ميانمار إلى التعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية كالتعاون الإسلامي لإيجاد حل للوضع بالبلاد ، مضيفاً أن بلاده تشعر بالقلق لوضع مسلمي ” أراكان ” في ميانمار .

(( ماليزيا ))

استدعت الخارجية الماليزية سفير ميانمار للتعبير عن استيائها من العنف في إقليم ( راخين ) .. كما تظاهر مئات المواطنين الماليزيين ضد حملة القمع التي يتعرض لها مسلمو الروهينجا .

(( إندونيسيا ))

اقترحت وزيرة الخارجية ” رينتو مرسودي “ حلاً إنسانياً من (5) نقاط لإنهاء الأزمة تضمن السعي لإعادة الاستقرار وتجنب استخدام العنف ، وحماية جميع المواطنين والسماح بوصول المساعدات .. كما نظمت مئات الإندونيسيات وقفة احتجاجية أمام سفارة ميانمار في جاكرتا استنكاراً للأحداث .

(( الشيشان ))

نظمت سلطات جمهورية الشيشان مظاهرة أمام المسجد المركزي بالعاصمة ” جروزني ” للتنديد بالمجازر ضد الروهينجا .

(( منظمات حقوقية ))

  • أعلنت الأمم المتحدة ارتفاع عدد الفارين من مسلمي الروهينجا لبنجلاديش إلى (146) ألف شخص منذ (20) أغسطس الماضي ، مضيفة أن عدد القتلى يتجاوز (1000) قتيل .
  •  طالبت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان في ميانمار ” يانجي لي ” رئيسة الحكومة في ميانمار بالتحرك لحماية مسلمي الروهينجا من الانتهاكات الأخيرة بحقهم .
  • أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أن منظمات الإغاثة تواجه صعوبات في إيواء اللاجئين ، وذلك في أعقاب عبور أكثر من (123) ألف من مسلمي الروهينجا إلى بنجلاديش ، بعد الأحداث الدامية التي شهدها إقليم ( راخين ) في ميانمار أواخر الشهر الماضي ، كما أعلنت عن ارتفاع أعداد مسلمي الروهينجا الذين عبروا الحدود إلى بنجلاديش إلى (270) ألف شخص .
  • دعت (16) منظمة إنسانية ( أمريكية / أوروبية ) في بيان مشترك حكومة ميانمار إلى السماح لها بإيصال المساعدات إلى إقليم ” أراكان ” ، حيث توقف عمل تلك المنظمات في وقت سابق ، معبرة عن قلقها إزاء أوضاع مئات الآلاف من الروهينجا المتضررين في ” أراكان ” .

معلومات عن دولة ميانمار 

  •  ميانمار هي ما كان يطلق عليها قديماً دولة بورما , احتلتها بريطانيا لمدة (62) سنة من ( 1824 : 1886 ) ، وضمتها إلى الإمبراطورية الهندية , وكانت تُدار كمقاطعة هندية .
  •  أصبحت مستعمرة منفصلة تتمتع بالحكم الذاتي عام 1937 , ثم حصلت على استقلالها عن الكومنولث في 1948 .

 

 

  • سيطر الجنرال ” ني وين ” على الحكومة من عام 1962 حتى عام 1988 ، حاكماً عسكرياً ، ثم رئيساً ، إلى أن نصّب نفسه ملكاً عليها , على الرغم من إجراء الانتخابات التعددية التي جرت عام 1990 ، وحققت فيها أكبر أحزاب المعارضة ، حزب الرابطة الوطنية التي تقوده ” أونج سان سوتشي ” فوزاً حاسماً ، إلا أن النظام العسكري ، الذي يمسك بزمام الحكم ، رفض تسليم السلطة , وسجنت زعيمة المعارضة ، الحائزة على جائزة نوبل للسلام ” أونج سان سوتشي ” رهن الإقامة الجبرية والاعتقال المنزلي لعدة مرات .
  • منذ عام 1989 ، روجت السلطات العسكرية في بورما اسم ” ميانمار ” كاسم رسمي لدولتهم , كما قامت بتغيير اسم العاصمة من انجون  إلى يانجون , ونظرًا لتعدد العناصر المكونة لدولة بورما ، فنجد أن معظم سكانها يتحدثون اللغة البورمانية ويطلق على هؤلاء ( البورمان ) ، أما باقي سكانها فيتحدثون لغات متعددة .

(( الموقع والتضاريس ))

  • تقع في جنوب شرق آسيا على خليج البنغال جنوب الصين ، بين بنجلاديش وتايلاند ، وتطل على بحر أندمان وخليج البنغال .
  •  تغطي البلاد مساحة (678 . 500) كم مربع وهي أصغر قليلاً من ولاية تكساس .
  • تقع الهند الى شمالها الغربي والصين إلى الشمال الشرقي منها ، كما تجاورها كلاً من بنجلاديش ولاوس وتايلاند .
  • تطل ميانمار على الساحل الجنوبي الغربي لخليج البنغال .
  • يتدفق نهر ” ايراوادى  ” جنوباً عبر وسط ميانمار إلى خليج البنغال مما أدى الى تكوين دلتا ضخمة وخصبة ، تحتوي الدلتا على شبكة من القنوات و(9) مصبات لأنهار رئيسية .

(( الاقتصاد ))

  • بورما بلد غني بموارده ، إلا أنه يعاني من سيطرة نظام عسكري شمولي ، يتبع سياسات اقتصادية غير مجدية ، كما أن ريفه يسوده الفقر الشديد .
  •  يعاني الاقتصاد من اختلالات خطيرة ، بما فيها ارتفاع نسبة التضخم ، والعجز المالي ، وتعدد أسعار الصرف الرسمية ، التي أفقدت العملة ” الكيات  ” قيمتها ، وفرضت سعر فائدة غير حقيقي .
  • فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية , بما في ذلك فرض حظر على واردات المنتجات البورمية ، وفرض حظر على أي نشاط مالي خدمي يقوم به أفراد أمريكيون مع حكومة بورما مما أدى إلى تدهور الاقتصاد .. ففي فبراير 2003 حدثت أزمة مصرفية كبيرة نتج عنها إغلاق (20) مصرفاً خاصاً ، مما سبب تعطيل الاقتصاد , واعتباراً من عام 2005 ، تعمل المصارف الخاصة الكبيرة في ظـل قيــود صارمــة ، تحـد القطاع الخاص من الحصول على الائتمان الرسمي .

(( السكان / العرقيات ))

  • يبلغ عدد سكان بورما نحو ( 55 ) مليون نسمة وعاصمتها (رانجون ) ولغتها الرسمية هي البورمية , ويتراوح عدد المسلمين في بورما بين ( 5 : 8 ) مليون نسمة ، ويتركزون في ولاية
    ( أراكان ) المتاخمة لدولة بنجلاديش وفي العاصمة ” رانجون ” وينتمون إلى شعب ” روهينجا ” ، وفيما يلي توزيع لنسبة السكان في بورما ( البوذيين حوالي 89 % – مسلمين 4 %- مسيحيين 4 % – وثنيين 1 % – ديانات أخرى تشمل الإحيائية والديانة الصينية الشعبية 2 %) 
    .
  • يسكن معظم البورميين في الريف ، وتتكون منازلهم من الخيزران المسقوف بالقش وتكون مرتفعة عن أسطح الأرض لحمايتها من الفيضانات والحيوانات المفترسة .
  • دخل الإسلام بورما عن طريق إقليم ( أراكان ) بواسطة التجار العرب في عهد الخليفة العباسي ” هارون الرشيد ” في القرن السابع الميلادي ، حتى أصبحت دولة مستقلة حكمها (48) ملكاً مسلماً على التوالي وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف ، بين عامي (1430 :1784) وقد تركوا آثارًا إسلامية من مساجد ومدارس .
  • معظم رجال ( الروهينجا ) – اسم أراكان القديم – يعملون في الزراعة والرعي وقليل منهم يشتغلون بالتجارة ، أمّا نساؤهم فيعملن في الحقول وتربية الحيوانات .
  • يختلف سكان بورما عن بعضهم البعض من حيث التركيب العرقي .. فالبورميون هم سلالة شعوب مسلمة من العرب والفرس والأتراك والهنود ومسلمو البنغال والبشتون والصينيون .
  • انفصلت بورما عن حكومة الهند البريطانية في إبريل عام 1937 بعد اقتراع بشأن بقائها تحت سيطرة مستعمرة الهند البريطانية أو استقلالها لتكون مستعمرة بريطانية منفصلة .
  • ازداد عدد السكان من المسلمين خلال فترة الحكم البريطاني في بورما بسبب موجات جديدة من هجرة المسلمين الهنود ، فضلاً عن أن البريطانيين جلبوا العديد من المسلمين الهنود إلى بورما لمساعدتهم في الأعمال المكتبية والتجارة , وبسبب موجات الهجرة كان معظم المسلمين الذين وصلوا إلى بورما إما تجار أو مستوطنين أو عساكر أو أسرى حرب وضحايا العبودية ، لكن بعد الاستقلال تم الإبقاء على الكثير من المسلمين في مواقعهم السابقة ، وشغل الكثير منهم مناصب مهمة في الدولة .
  • ساهمت الضغوط الاقتصادية في ظل الحكم البريطاني في زيادة التوتر العنصري بين البورميين والمهاجرين الهنود من ناحية والسلطات البريطانية من ناحية أخرى ، مما أدى إلى ظهور ما سمي بـ ( حملة بورما ) ، حيث نظّم البورميون مسيرة إلى بازار مملوك لأحد المسلمين بعد أن وقعت أزمة بين صاحبه وأحد البوذيين وقامت الشرطة الهندية بتفريق تلك المظاهرات التي كانت عنيفة وتسببت في إصابة (3) رهبان ، فاستغلت الصحف البورمية صوراً للشرطة الهندية تهاجم الرهبان البوذيين للتحريض على زيادة انتشار أعمال العنف ، فنهب البوذيون متاجر المسلمين ومنازلهم ومساجدهم التي تم تدميرها بالكامل وتعرض المسلمون وقتها للاعتداءات والقتل , وسرعان ما انخفضت هذه الزيادة في أعداد السكان خلال فترة الحكم البريطاني بشكل حاد وذلك بعد عام 1941 بسبب الاتفاقية ( الهندية / البورمية) ، ثم توقفت تماماً عند استقلال بورما ( ميانمار ) في (4) يناير 1948.

تسلسل زمنى لتاريخ اضطهاد المسلمين في بورما  :     

  • في أوائل الستينيات .. وعقب الانقلاب العسكري آنذاك هاجر مئات الآلاف من الروهينجا إلى بنجلاديش .
  • فى نهاية السبعينيات .. غادر من إقليم ” راخين ” أكثر من نصف مليون شخص ، توفي منهم قرابة (40)ألف شخص .
  • في نهاية الثمانينيات .. تم تهجير أكثر من (150) ألف شخص ، بسبب بناء قرى نموذجية للبوذيين ضمن مخطط للتغيير الديموجرافي ، وعقب إلغاء نتائج الانتخابات العامة التي فازت فيها المعارضة بأغلبية ساحقة في بداية التسعينيات تم طرد نحو نصف مليون شخص ، انتقاماً من المسلمين لأنهم صوتوا مع معظم أهل البلاد لصالح المعارضة .
  • عام 2001 .. كانت بداية موجة منظمة من أحداث العنف والقتل بحق المسلمين في كل مدن بورما , وعلى خلفية أحداث (11) سبتمبر بالولايات المتحدة ، وقد استولى البوذيون بدعم من الجيش على الكثير من ممتلكات وأراضي المسلمين .
  • عام 2012 .. أعلن الرئيس البورمى ” ثين ” أن الحل المتاح لأفراد أقلية الروهينجا المسلمة غير المعترف بها يقضى بتجميعهم في معسكرات لاجئين أو طردهم من البلاد ، لأنهم ليسوا في عداد المواطنين الذين يعترف بها النظام ولأنهم مهاجرون بنغاليون غير شرعيين ، وأنه يجب إبلاغ العالم أنهم ليسوا جزءاً من المجموعات الإثنية في بورما .
  • عام 2014 .. تجددت الاعتداءات ضد الروهينجا ، حيث وصل عدد قتلى المسلمين في بورما إلى (20) ألف ، مما دفع الباقين للفرار واللجوء إلى بنجلاديش المجاورة وحتى تايلاند ، وفر الكثيرون في قوارب مكتظة وغرق منهم من غرق ، ومن وصل يعيشون لاجئين في ظروف شديدة القسوة في مخيمات في بنجلاديش

    المجاورة وعدة مناطق داخل تايلاند على الحدود مع بورما .

  • في أكتوبر عام 2016 .. سجلت حملة عنف جديدة حين شن الجيش البورمي عملية إثر مهاجمة مسلحين مراكز حدودية في شمال ولاية ” راخين ” ، واتهمت قوات الأمن بارتكاب الكثير من الجرائم وفر عشرات الآلاف من المدنيين من قراهم ، كما ظهر ما يسمى بـ ( جيش أراكان لإنقاذ الروهينجا ) خلال الأشهر الأخيرة وشن هجمات ضد مراكز الشرطة البورمية بأسلحة بدائية في الغالب بسيوف وسكاكين ، مطالبين باحترام حقوق الروهينجا .
  • أما الأحداث الأخيرة عام 2017 .. فقد تجددت بعدما قام عدد من مسلحي ( جيش خلاص أراكان ) بشن هجمات ضد مراكز الشرطة والجيش البورمي في أغسطس الماضي فتبعه هجمات انتقامية واسعة وصلت إلى حد حرق المنازل عن طريق قنابل حارقة ألقتها مروحيات على منازل المسلمين .

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى