عاصر عمرو موسى، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، الرئيس الأسبق حسني مبارك، كثيرا ورافقه في كثير من الأماكن حول العالم، ولم تخل مذكراته «كِتَابِيَهْ»، الصادرة عن «دار الشروق»، من مواقف كثيرة خلال لقاءات الرئيس الأسبق مع نظرائه وتفاصيل الاجتماعات التي لا تعلن.
ويكشف موسى في مذكراته تفاصيل لقاء جمع بين مبارك ونجم الدين أربكان، ئيس الوزراء التركي الأسبق، ورئيس حزب الرفاه الإسلامي الأسبق، والذي التقى به خلال الزيارة التي قام بها مبارك في النصف الثاني من عام 1996، وذلك عقب فوز أربكان وحزبه في الانتخابات وتشكيل أول حكومة يترأسها سياسي ذو مرجعية إسلامية صريحة في تركيا العلمانية منذ عام 1924، حيث حدثت مشادة بينهما بسبب الإخوان المسلمين.
ويصف موسى لزيارة لتركيا بـ«المشحونة» نظرا لاعتراض مصر على التعاون العسكري التركي الإسرائيلي، وأن الوفد المصري حرص على ألا تطول الزيارة عن يوم واحد، وأن اللقاء تم بحضوره ووزيري خارجية البلدين.
وقال موسى في «كتابيه»: «بعد عبارات الترحيب قال أربكان لمبارك: (يا سيادة الرئيس أنا لي عندك طلب).. فرد عليه مبارك: (تفضل يا دولة الرئيس).. فقال أربكان: (أرجوك أن تخرج قيادات الإخوان المسلمين في مصر من السجون)، حيث كان قد تم القبض على 49 من قيادات الجماعة في اجتماع تنظيمي في 2 يناير 1995، وتم تحويلهم للقضاء العسكري بتهمة إعادة إحياء جماعة محظورة، وكانت هذه هي المحاكمة العسكرية الأولى للإخوان في عصر الرئيس الأسبق مبارك».
وهنا يكشف موسى المشادة الحادة والرد الذي وصفه بالمباغت لمبارك حيث رد على أربكان قائلا: «وانتوا مالكم؟ إنتم عايزينهم هنا؟ إحنا مش عايزينهم. خدوهم!».
وكشف موسى رد فعل أربكان قائلا: «صدم أربكان من الرد القاسي. واستمر مبارك في حديثه قائلا: هذه الموضوعات التي تمس شؤوننا الداخلية لا تفتحها معي مرة أخرى. أنا لست مستعدا أن أتقبل هذا الأمر منك أو من غيرك».
وتابع موسي: «ثم أعرض مبارك في جلسته عن اربكان بأن استدار فأصبح جانبه هو المواجه لرئيس الوزراء التركي الذي استشعر الحرج فسلم علينا وغادر المكان».