نشرت صحيفة الوطن مقال للدكتور محمد بسيونى تحت عنوان ( زيادة الأسعار .. والشعب الحائر بين الحكومة والتجار ) وفيما يلى أبرز ما تضمنه :
المواطن في مصر حائر بين تصريحات وزراء الحكومة وردود فعل التجار .. وقد زاد الضغط على أفراد كل طبقات وفئات المجتمع نتيجة الارتفاع الضخم وغير المبرر في كل السلع والخدمات الأساسية التي لا غنى عنها في الحياة اليومية للمواطنين ، على عكس نظرية
( العرض والطلب ) التي يُفترض أن تضبط أسعار السلع والخدمات للسوق في المجتمعات الرأسمالية فإنه في حالة السوق المصرية وطوال العام الماضي ما زالت الأسعار ترتفع رغم تراجع معدلات الطلب على السلعة ذاتها ، وتراجع سعر الصرف للعملات الأجنبية ، والأغرب أننا نسمـع مر الشكوى من التجار نتيجة انصراف المواطنين عن الشراء بالكميات التي اعتادوا عليها سابقاً .. وقطاعات من المستهلكين توقفوا أو كادوا عن شراء سلع معينة نتيجة الارتفاع الجنوني لأسعارها ومع ذلك لا يقوم التاجر بتخفيض السعر وينظر إلى حالة الركود وكأنها لا تعنيه .
إن السادة الأفاضل الذين وضعوا خطط الإصلاح الاقتصادي يجب أن يسارعوا بتقييم النتائج الاقتصادية والاجتماعية لخططهم التي نرى نجاحها في أرقام ومعدلات ورقية في التصدير والاستيراد وأرصدة البنك المركزي والاحتياطي النقدي وغيرها .. ولكن الواقع اليومي لكل المواطنيـن يسـير فـي اتجـاه آـخر .. وأخشـى مـا أخشـاه أن تـزداد الفجـوة بين الأهداف الرقمية والمشاكل الاجتماعية ويصبح الصبر على الأزمة سبباً في تفاقم أوضاع لا يريدها أحد للوطن والشعب .