مع اقتراب ذكرى انتصار حرب أكتوبر 1973، يبدأ المصريون فى الاستعداد لقضاء يوم إجازة رسمية يستغلها البعض فى قضاء يوم فى الحدائق أو الاستعداد للدراسة، فيما يفضل البعض زيارة متاحف عامة تحكى قصة الانتصار فى معركة استرداد سيناء من العدو.
من بين هذه المزارات بانوراما حرب أكتوبر بمدينة نصر بالقاهرة، ومتحف القوات الجوية المصرية بألماظة الذى يفتح أبوابه يوم الجمعة المقبل للزيارة مجانا.
ولكن يمكنك زيارة مواقع حية تحكى قصص الانتصار من أرض المعركة حيث تحولت نقاط حصينة مواقع نشوب معارك بين الجيش المصرى والإسرائيلى بمدن القناة، إلى متاحف تخلد حكايات الأبطال.
النقطة الحصينة بعيون موسى
من بين أهم المزارات العسكرية التى تحكى قصصا من بطولات الجنود المصريين فى معارك التحرير، ” مزار النقطة الحصينة بعيون موسي”، الذى شهد أحد أهم معارك اكتوبر للسيطرة على ثانى أهم المواقع الحصينة للجيش الإسرائيلى على خط بارليف.
نقطة عيون موسى الحصينة أحد المزارات السياحية العسكرية فى سيناء يقع على بعد 20 كم من مدينة السويس شرق نفق الشهيد أحمد حمدى، على مقربة من منطقة عيون موسى الذى مر به نبى الله “موسى”، وسمى المزار باسمه، يمثل المزار أحد مواقع الجيش الإسرائيلى الحصينة التى أقامها على طول خط قناة السويس أثناء احتلاله شبه جزيرة سيناء، واقتحمتها القوات المصرية خلال حرب أكتوبر .
موقع النقطة الحصينة بعيون موسى ذو طبيعة جبلية تحيطه أرض صحراوية، مازالت تحتفظ بنفس طبيعتها وقسوتها، تظهر معه دشم تحصين النقطة مثلما كانت قبل 44 عاما .
الجولة داخل النقطة تبدأ داخل نفق به ممرات تؤدى إلى غرفة العمليات وسكن الجنود، ويحتفظ المتحف بمقتنيات من أسلحة عثر عليها داخل النقطى بعد اقتحامها ومتعلقات شخصية للجنود والقادة وضعت داخل أرفف زجاجية ليشاهدها زوار المتحف .
من مقتنيات الموقع أول صورة بالقمر الصناعى لمنطقة خليج السويس أهدتها الولايات المتحدة لإسرائيل، ومدفع هاوتزر عيار 155 ملم (أطلق عليه أهالى السويس أبو جاموس بسبب صوته)، ومقتنيات للجنود الإسرائيليين الذين كانوا يتمركزون فى الموقع.
تبة الشجرة
مزار الأثر التاريخى لتبة الشجرة يقف كشاهد على الانتصار على الضفة الشرقية لقناة السويس، ويعتبر من النزهات المفضلة فى مدينة الإسماعيلية.
نقطة ” تبة الشجرة ” تبعد 10 كيلومترات من مدينة الإسماعيلية و يلزم للوصول إليها ركوب معديات لعبور فرعى قناة السويس والسير لمسافة 7 كيلومترات بعمق صحراء سيناء لتصل إلى أكبر الحصون الإسرائيلية التى تحولت، إلى مزار سياحى يمكن زيارته بدفع رسوم دخول 5 جنيهات فقط.
يحكى الجندى المسئول عن شرح تاريخ الموقع الحربى،إن الاسم الإسرائيلى للموقع كان ” رأس الأفعى المدمرة “، ولكن سمى بتبة الشجرة لأن التصوير الجوى للموقع أظهر أنه يشبه شجرة تتحكم فى مواقع حصينة بطول خط بارليف من منطقة البلاح شمالا إلى الدفرسوار جنوبا.
ترتفع تبة الشجرة 74 مترا عن سطح البحر وكانت من أهم نقاط القيادة للجيش الإسرائيلى حيث يتحكم فى 8 نقاط حصينة من 18 نقطة حصينة لخط بارليف، ويضم موقعين حصينين متصلين بواسطة أنفاق محصنة.
على مدخل المزار التاريخى لوحة تحكى تمكن القوات المصرية خلال يومى 6، 7 أكتوبر من الاستيلاء على النقط القوية الأمامية لخط بارليف فى مواجهة مدينة الإسماعيلية وفى يوم 8 أكتوبر تحركت كتيبة مشاة مدعمة بالدبابات للاستيلاء على موقع تبة الشجرة حيث استطاعت الكتيبة ودعمها من حسم المعركة خلال 25 دقيقة بالاستيلاء على أسلحة ومعدات الموقع صالحة وفى حاله إدارة وأسر 50 % من قوة السرية المشاة المدعمة للجانب الإسرائيلى والتى كان قوامها 150 فرد .
النصب التذكارى لنصر أكتوبر
يقف النصب التذكارى لحرب أكتوبر على الضفة الشرقية لقناة السويس، على يمين معدية نقل الركاب بين ضفتى قناة السويس تراه السفن المارة بالقناة، ويعتبر موقعا مثاليا للنزهة لسكان مدينة الإسماعيلية، خاصة فى توقيت غروب الشمس على بحيرة التمساح.
أقيم النصب على مساحة 75 فدانا على ارتفاع 66 متراً على شكل “سونكى” بندقية، وافتتح فى احتفالات أكتوبر عام 1992، ويضم عرضا مصغرا من بانوراما حرب أكتوبر المقامة بمدينة نصر، تصف مشاهد حقيقية من المعركة بداية من خطة العبور وحتى مدفع بى 11 مضاد للدبابات والعربات المصفحة، وجندى أخر بسلاح الإشارة يستقبل الإشارات من القادة ويبلغها للجنود، فى الجزء الثانى من البانوراما نرى جندى من سلاح الخدمه الطبية الاول يحمل صورة حقيقية للجندى محمد عبد العاطى والذى دمر بمفرده 26 دبابة إسرائيلية ويتوسط البانوراما صورة ضخمة لأول جندى رفع العلم المصرى على الضفة الشرقية للقناة بعد العبور.
النصب يرتفع فى موقع برج استطلاع إسرائيلى بمنطقة نمرة 6 وكان هذا البرج سبب فى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض فى 9 مارس 1969.
قاعدة النصب قاعة بانورامية تفتح على سلم يؤدى إلى سطح النصب ويمكن من فوق مشاهدة مشهد بانورامى لمدينة الإسماعيلية حيث يطل النصب على قناة السويس وتظهر خلفها بحيرة التمساح وفى الأفق يعلو مبنى الإرشاد التابع لقناة السويس، والمنازل الأثرية التى بنيت على طزار فرنسى.
متحف الدبابات
المتحف انشأ حول خمس دبابات إسرائيلية تحطمت فى معركة حسمتها القوات المسلحة المصرية وقوات الدفاع الشعبى فى التصدى لفرقة إسرائيلية تقدمت فى محاولة لقطع طريق القاهرة الإسماعيلية، ومحاصرة مدينة الإسماعيلية لتحقيق نقطة تفاوض معنوية قبل قرار وقف إطلاق النار من مجلس الأمن بالامم المتحدة، ومفاوضات الكيلو 101، إلا أن المعركة استمرت حتى 26 أكتوبر .
ينقسم المتحف إلى نصفين على جانبى طريق قديم، يربط بين محافظتى السويس والإسماعيلية وشهد معارك متفرقة بين قوات إسرائيل وقائدها أرييل شارون الذى أصبح رئيسا لوزراء إسرائيل لاحفا، المتقدمة من ثغرة الدفرسوار وبين قوات الدفاع الشعبى والصاعقة المصرية، ويتوسط المتحف نصب تذكارى رخامى نقش عليه أسماء جنود وضباط استشهدوا فى المعركة، وبجوار النصب عرض اسلحة خفيفة أستخدمها الجنود والمقاومة الشعبية لصد الدبابات .
المتحف مغلق حاليا بسبب أعمال الترميم، وخصصت محافظة الإسماعيلية 100 ألف جنيه لتطوير المتحف عام 2012 ولكن الترميم لم يبدأ حتى الآن .