شكري يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات المصالحة الفلسطينية والأزمة الليبيةترغب إسرائيل في تحقيق أرباح جراء أي تطورات تحدث في المنطقة، لذا لا يعني الصمت المطبق من جهة تل أبيب تجاه المصالحة الفلسطينية الداخلية أنها تبارك الأمر، بل في أغلب الأحوال هو صمت يصاحبه ترتيبات إسرائيلية خلف الأبواب المغلقة، تهدف إلى الحصول على أكبر قدر من المكاسب لدولة الاحتلال من خلال المصالحة الفلسطينية.
قرارات اليونسكو
أبرز المكاسب ما سلطت صحيفة “هاآرتس” العبرية الضوء عليه اليوم وهو أن الدول العربية وكذلك السلطة الفلسطينية تراجعت عن نية تصويتها لصالح قرارات ضد إسرائيل في منظمة التعليم والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو)، التي ستفتتح أعمالها في باريس الأسبوع الجاري.
وبحسب تقرير صحيفة «هاآرتس» العبرية، فإن هناك مشاريع قرار تنتقد سياسة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.
ونقلت الصحيفة عن موظف رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله: إن الدول العربية قررت سحب مشاريع قرار في أعقاب اتصالات دبلوماسية، جرت الأسبوع الماضي، بين رئيس اللجنة الإدارية لليونسكو مايكل ووربس، والسفير الإسرائيلي في هذه المنظمة، كرمل شاما هكوهين، والسفير الأردني في اليونسكو، مكرم قيسي.
تطبيع العلاقات
ويعد تطبيع العلاقات مع الدول العربية حلما ترغب إسرائيل في تحقيقه على أرض الواقع، ومن خلال إبداء عدم رفضها للمصالحة، فإن ذلك يسهل لها فتح قنوات اتصال مع الدول العربية، حتى التي لا يوجد بينهما علاقات دبلوماسية.
وتواصل إسرائيل التمسك بموقفها بالحديث العلني عن العلاقات مع الدول العربية، المعتدلة، رغم إنكار بعضها لهذه العلاقة أو صمت البعض الآخر، ويتصدر بنيامين نتنياهو حملة الترويج لهذه العلاقات وأهميتها، انطلاقًا من أن هذه الدول ترى إسرائيل حليفًا قويًا لمواجهة إيران والإسلام المتطرف.
تجميل وجهها
تمرير المصالحة يعني أن إسرائيل لا تعارض توحيد الصف الفلسطيني وبالتالي قبولها، فهى تريد أن تظهر أن لديها رغبة في تحقيق السلام وتريد فقط أن يقف الفلسطينيون في صف واحد حتى يتاح لها الفرصة أن تجد ممثلا موحدا للشعب الفلسطيني يمكنها الوصول معه للخطوط العريضة للمفاوضات، لإنهاء أزمة الشعب الفلسطيني حتى تظهر أمام العالم حمامة سلام من أجل تحسين وجهها اقبيح.
منع انفجار القطاع
إسرائيل هي المسئولة الأولى عن وصول غزة إلى حدود الكارثة، والمصلحة هي ليست فقط مصلحة الفلسطينيين، أيضا لإسرائيل هناك مصلحة في أن تتم معالجة مجاري قطاع غزة وتوقف تدفقها إلى البحر، وألا ينهار خزانها الأرضي من المياه بصورة كاملة، وأن يكون العلاج الطبي لسكانها مناسبا، وكذلك من مصلحة إسرائيل عدم انتشار الأوبئة والأمراض في القطاع.
علاقات اقتصادية
ترغب إسرائيل في انعاش خزائنها بأموال العرب وهى على يقين أن ذلك لن يتم إلا من خلال استئناف المفاوضات التي ستتقدم بمجرد الوصول إلى مصالحة حقيقية، ورغم أن إسرائيل أقامت علاقات دبلوماسية أو تجارية مع عدة دول عربية وإسلامية، إلا أنها تريد هذه العلاقات علنية أمام العالم.