في يوم الصحة النفسية العالمي.. هل يضر العمل بصحتك؟
يحتفل العالم باليوم السنوي للصحة العقلية والنفسية للإنسان، وهو الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة في مثل هذا اليوم من كل عام، خاصة في ظل الضغوط العملية التي يتعرض لها المرء في حياته الوظيفية، وما يتعلق بذلك من كيفية التعامل مع مقتضيات العصر الحديث في سوق العمل، وما يستتبع ذلك من جهد غير إنساني للوفاء بتلك المتطلبات، وهو الأمر الذي يُخضع الإنسان في العديد من البلدان لرحمة ضغوط الرزق والعيش.
وفي اليوم الذي يسعى فيه العالم لتكريس جهوده من أجل إيجاد أرضية توافقية بين متطلبات العمل والتعامل المثمر بين الإنسان ووظائفه، لا سيما في ظل الطبيعة المختلفة لتلك الأعمال في شتى المجالات، تسعى العديد من المنظمات للإجابة عن بعض الأسئلة الخاصة بتلك القضية الإنسانية الشائكة..
9 ساعات عملا
ترى بعض المنظمات في العالم، أن معدلات الإنتاجية الوظيفية في العالم يجب ألا تقل عن 9 ساعات، تتضمن الحصول على أكثر من قسط للراحة واستعادة الطاقة التي يبذلها المرء أثناء أداء وظائفه، وهو الأمر الذي تنظر إليه بعض البلدان المتقدمة في هذا المجال، وعلى رأسها اليابان، والتي تكتفي بـ160 ساعة شهريا للعمل الجاد، الذي يتخلله بعض الأقساط القليلة للراحة، بالشكل الذي يسمح للعمل بالحصول على متطلباته مع عدم إغفال الجانب الإنساني والحياة الاجتماعية للمواطن.
الضغوط
ترى بعض النظريات العلمية أن الفجوة ما بين الضغوط الوظيفية الملقاة على عاتق الإنسان، والراحة النفسية والذهنية المطلوبة لكل فرد، يمكن أن تُحل إذا ما كان هناك تنسيق ما بين الوظيفة والهواية التي يحبها المرء، حيث أثبتت دراسات حديثة أن العمل في المجالات المحببة يمكنه أن ينقص شعور المرء بالضيق والتعب، لا سيما وأنه يجد المتعة فيما يقوم به من أعمال.
طبيعة العمل
على الرغم من كون الأبحاث النفسية، شددت على ضرورة ملاءمة السمات النفسية والذهنية للعامل مع متطلبات وظيفته، فإن هناك شبه إهمال تام لتلك النقطة، بحيث لا يزال هناك إصرار على اختيار الكفاءات بغض النظر عن سماتهم النفسية، والتي قد لا تؤهلهم لهذا العمل على الرغم من مواكبة قدراتهم الذهنية والعملية لتلك المهام.
استراحة في كل ساعة
إذا ما سلم العالم بأن 9 ساعات عملا هو المعدل الأنسب للإنتاجية، فإنه يجب أن يراعي حصول الموظف على راحة في كل ساعة، وهو الأمر الذي يبدو إلزاميا ولا جدال فيه، لا سيما لو كانت مهامه تتطلب الجلوس لفترات طويلة أو البقاء على وضعية ثابتة لمدة مماثلة.
التقسيم الأمثل لليوم
يرى الخبراء أن التقسيم الأمثل لليوم هو العمل لمدة 8 ساعات يتخللها بعض الاستراحات، مع إبقاء 8 ساعات أخرى للراحة والترفيه، ثم تترك 8 ساعات كاملة للنوم الحر، بحيث يكون الإنسان قادرا على التعامل بشكل أمثل مع متطلبات العمل.