آراء أخرى

مقال للكاتب ” عماد الدين حسين ” بعنوان : لماذا يلجأ الإعلاميين لقنوات الإخوان

 نشر موقع الشروق مقال للكاتب ” عماد الدين حسين ” بعنوان :  لماذا يلجأ بعض الإعلاميين لقنوات الإخوان 

 فيما يلي أبرز ما تضمنه :

 أخطأت الحكومة وأجهزتها خطأ فادحاً حينما هدمت منزل الصحفي ” سليمان الحكيم ” ، وخسرت كثيراً من صورتها ، ستقول الحكومة إن منزله مبني من دون ترخيص وأنها تنفذ القانون ، وسيرد بعض أنصار الحكومة أن العبرة أنه مخالف ، والرد على هؤلاء هي أن الحكومة تنتقم من ” الحكيم ” لأنه سافر إلى تركيا وحل ضيفاً على إحدى القنوات الإخوانية ، وتحدث بصورة شديدة السلبية عن السياسات الحكومية .

مهما قدمت الحكومة من ادعاءات فلن يصدقها أحد ، بل سيرى أنها فتكت وبطشت بمواطن لمجرد أنه تحدث بصورة لا تعجبها ، فالحكومة لا تريد من الصحفيين والكتاب والمفكرين وسائر النخبة المصرية الظهور بالفضائيات التابعة لجماعة الإخوان .

 إذا كانت الحكومة لا تُريد من النخبة المصرية عدم الظهور في وسائل الإعلام الإخوانية ، فهل يكون ذلك بهدم بيوتهم ، أم بإتاحة حد أدنى أو هامش من حرية الرأي داخل مصر ، بحيث يظهرون فيها ويكسب الجميع الحكومة والمثقفين ؟ ، وهل سألت الحكومة ما الذي يدفع كتاباً وصحفيين ومثقفين مختلفين كلياً مع جماعة ( الإخوان ) في الظهور على فضائياتهم ، التي يفتقر معظمها للحد الأدنى من القواعد المهنية ، ويتورط بعضها في تحريض فج على العنف والإرهاب ؟ .. في اللحظة التي أغلقت فيها الحكومة النوافذ أمام كل الأصوات المختلفة ، كانت النتيجة أن بعضهم فضل الظهور في هذه الفضائيات .

 لماذا لا تسأل الحكومة نفسها أيهم كان أفضل أن يسافر الإعلامي ” يسري فودة ” للعمل في فضائية
( دويتشة فيللا ) الألمانية ، أم يظل موجوداً في القنوات المصرية ؟ ، ومن الذي كسب من وراء إسكات صوت ” إبراهيم عيسى ” ؟ ، ظني أن خسارة الحكومة الاستراتيجية كبيرة ، فالكثيرون كان يشاهدونه ولا يشاهدون القنوات الإخوانية ، وفي اللحظة التي توقف فيها مُكرهاً ، كان من المنطقي أن يتوجه هؤلاء إلى هذه القنوات مكرهين أيضاً ، وبالتالي لا تلوم الحكومة إلا نفسها ، حينما تشجع بعض المصريين وتدفعهم إلى قنوات الإخوان .. فمن الذى كسب ومن الذى خسر؟

 أتمنى أن تدرك الحكومة أنها كلما ضيقت على الأصوات المختلفة ، فسوف يظهرون هنا أو هناك ، وأغلب الظن أنهم سيتصلبون ويتشددون في آرائهم وأفكارهم ، وقد يلجأ بعضهم إلى خيارات يراها بعضنا جنونية أو انتحارية ، فمن مصلحة الحكومة الشخصية أن يكون هناك حد أدنى من هامش حرية يتنفس فيه الجميع ، لأنه لا يمكن كبت أصوات الناس طول الوقت ، وحتى إذا حدث ذلك فعواقبه وخيمة ، وأبسطها الهجرة العكسية لبعض الإعلاميين باتجاه قنوات ومنابر اعلامية ، يعرفون أكثر من غيرهم أنها أسوأ وأضل سبيلا .

زر الذهاب إلى الأعلى