لمتابع لي قد يستشعر إنني قد أبطأت من معدل نشر مقالاتي، لا لسبب إلا إنني رغبت في مشاهدة الأحداث عن بعد، ودون أن أكون طرفا في التأثير سواء بالسلب أو الإيجاب، إلا أن تلك الحالة لم تدم أكثر من أسبوعين.
شكلي كدة والله أعلم سأسعى إلى تغيير نشاطي المهني، فأنا لست بصحفية أو إعلامية، لكن دخلت هذا المجال من باب الهواية، والرغبة في المساهمة ولو بالقليل من المقترحات التي تستهدف رفعة وطننا.
تألمت مثل غيري من محبي هذا الوطن باستشهاد خيرة ضباطنا وجنودنا في الواحات، وتابعت مثل الجميع مجريات الأمور.
فتلك الأحداث يا سادة لم تكن وليدة اللحظة، ولكن لها مقدمات، وهجمات متعاقبة، قد تبدو أنها غير مترابطة، ولكن في حقيقة الأمر، أرى أنها هجمات ممنهجة، فعلى سبيل المثال لتلك الهجمات، الهجمة الشرسة بزعم التحضر على الحجاب والإسلام وأحاديث الرسول والعادات والتقاليد في زمن الرسول.
الهجمة الشرسة على جيش مصر، والتشكيك في جدوى تسليحه ومعداته.
الهجمة الشرسة على شرطة مصر، والتشكيك في قدراتها، واستبسالها في الدفاع عن أمن مصر والمصريين.
ولم يخل الأمر من محاولة الوقيعة بين جيش وشرطة مصر، ونشر الادعاءات والأكاذيب، والفتن، حول وجود ثمة خلاف ما بين الطرفين، ومحاولة غرس فكرة التدني في نفوس ضباطنا من الشرطة المصرية.
وطبعًا كل تلك المحاولات هدفها الرئيسي محاولة التشكيك فيما أنجزه رئيسنا، والتقليل من شأن خطواته كي يحافظ على مصر، فلن أتحدث عن إنجازات أو مشروعات، فلا مجال للحديث عن ذلك في هذا المقال.
لكن سأتحدث عن أسباب ووسائل تلك الهجمات.
فالأسباب إنك وقفت أمام مخطط كامل متكامل الأركان يستهدف إعادة تقسيم المنطقة، وظهرت بوادره في العراق والسودان وسوريا واليمن، وكنا يدوب بنمهد الطريق في مصر …
ده إنت كمان بتتحدانا وبدأت البناء في الدولة، آه عندك صعوبات لكن مصمم على استكمال البناء.
يبأة تستاهل إللي هايجرالك، لينا وسائلنا برضه.
إحنا نعرف آفة هذا الشعب، فشعب مصر من أكثر الشعوب العربية تمسكًا بالمبادئ والتعاليم الدينية، وإن بدا عليه ملامح عدم التشدد، يبقى حله إيه؟، أكسر تلك المبادئ، شككوا في التعاليم التي تربى عليها، إقنعوا إن كتابه الكريم مادة قابلة للجدال، علشان يبقى شعب هش لا قواعد له أو جذور، وبكدة بقى نقدر نزرع فيه كافة الأفكار التي تخدم أهدافنا.
طيب وإيه كمان، الشعب ده مرتبط بجيشه ويرى أنه بر الأمان، وفرحان أوي بتسليحه، وتقدم ترتيبه العالمي سنة ورا سنة، يبقى إزرع الكراهية في نفوس المواطنين تجاه هذا الجيش، وابدأ ليه من البسطاء، إشتغلي على القرى والأقاليم، إنتجلي شوية أفلام تشوه فيها مبادئ العسكرية المصرية، وخاطب فيها عقول بسطاء مصر في المناطق المهمشة، وشوية شوية تنتشر في باقي المحافظات.
إيه ده، هوه الشعب رجع يحترم الشرطة تاني، ده إسمه تهريج!، خطط لعملية إرهابية يروح ضحيتها الكثيرون، وإنزلي بكام محادثة هاتفية مسبقة التجهيز، إظهر فيها ضعف الشرطة.
ده كمان الجيش والشرطة متكاتفين، وهدفهم واحد، ألا وهو الحفاظ على هذا الوطن، يبقى طبق سياسة فرق تسد، يعني التكاتف ده مش مطلوب، إعملي كام بوست على كام خبر مضروب، حسس الشرطة بالدونية، إنهي هذا الاصطفاف.
مع كام محاولة لحدوث فتنة طائفية، وتضييق الخناق لزيادة الآثار السلبية للإصلاح الاقتصادي، ممكن نوصل لهدفنا.
نعم تلك هي وسائلكم.
وقد تكونوا قد نجحتم في الوصول إلى أهدافكم، وبالفعل زرعتم الإحباط في نفوسنا ولو لساعات، نعم استطعتم أن تشككونا في مبادئنا وتعاليمنا ولو لدقائق، نعم نجحتم في أن تصلوا بتسجيلاتكم إلى عموم الشعب، فمنا من صدقها ومنا من فهم لعبتكم الدنيئة.
لكن السبب الرئيسي في تتبعكم هو فشلنا، نعم فشلنا، فنحن فاشلون إعلاميًا فتركنا مواطنينا فريسة لما تبثونه، نحن فاشلون تعليميًا فتركنا أبنائنا يتتبعون خطواتكم، نحن فاشلون إداريًا فكانت لكم فرصة كبرى في الوصول إلى أهدافكم.
لكن.. من المفيد أن نعرف أخطاءنا، ونعمل على استئصالها، ونعدكم باستكمال البناء مهما كلفنا هذا الأمر من تضحيات.
وتحيا مصر، والمجد للشهداء.
وستظل مصر شئتم أم أبيتم الشوكة التي تعيق تنفيذ مخططكم الخبيث لتقسيم المنطقة العربية.