صامت الحكومة حتى الآن عن الإدلاء بأي تصريح يخص مشروع «نيوم» السعودي الاستثماري الصناعي الاستراتيجي الضخم.. الذي أعلنت الرياض «منفردة» انه يضم أراض أردنية ومصرية.. في جنوب سيناء من شرم الشيخ الى طابا مروراً بدهب، حيث مثلث السياحة الذي يبيض لنا ذهبا.. أو يُفترض ذلك.. ولا نعرف سبباً لهذا الصمت الحكومي المريب الذي يترك مساحة «الهري والفري والفتي» للإعلام ولكتائب «السوشيال ميديا».. ثم نعيب عليهم بعد ذلك ونتهمهم بالتشويش والتضليل..!!
فقد بدأنا نسمع عجباً.. وأعجب ما سمعناه جاء مرة أخرى من الرياض.. مع كامل حبنا واحترامنا لأشقائنا وتقديرنا لطموحاتهم ونواياهم الحسنة الطيبة تجاه مصر وشعبها.. سمعنا مسئولاً يتحدث عن تفاصيل تخص المشروع وعلاقاته بمصر والأردن.. فيقول ضمن ما قاله من تفاصيل أخرى.. وبالحرف الواحد: «إن قوانين المدينة الجديدة ستكون مشابهة بنسبة 98% لبقية المدن في العالم، باستثناء 2% فقط».. ويضيف: «على سبيل المثال الخمر، لو أراد سائح أجنبي تناول الخمر، يمكنه الذهاب إلى مصر أو الأردن»..!!
لو لم نكن نعلم أن هذا ليس هو المقصود حرفياً لتساءلنا: هل هذا هو دورنا؟! هل سنكون «حانة المشروع»..؟!
نربأ بأشقائنا طبعاً أن يكون هذا قصدهم.. وإنما هم قصدوا طمأنة شعبهم الى أن المشروع ليس فيه ما يخالف قوانينهم وأعرافهم.. لكن اللوم.. كل اللوم.. على من لاذوا بالصمت.. ولم يهتموا بما أثير من تساؤلات حول المشروع.. وهي تساؤلات أثرناها هنا.. في هذه المساحة.. في اليوم التالي مباشرة للإعلان عن المشروع.. حيث تساءلنا: ما هي الإجراءات الرسمية التي اتخذتها مصر- حتى الآن- بخصوص هذا المشروع؟.. أين دراساته؟.. وعلى من تم عرضها؟.. وأين مجلس النواب منه؟.. ثم ما هي تفاصيله تحديداً بالنسبة للجانب المصري؟.. ما طبيعة وحجم المساهمة المصرية فيه.. وفي تمويله؟.. وما هو عائده وما هي جدواه؟.. ما تأثير ذلك على مشروعات تنموية أخرى تقوم مصر بإنشائها.. وخصوصاً مشروع تنمية منطقة قناة السويس؟.. ثم ما تأثير هذا المشروع على السياحة في جنوب سيناء تحديداً؟
<< ونكرر:
لماذا لم تعلن مصر بنفسها عن تفاصيل ما يخصها في المشروع.. ولا تترك ذلك للجانب السعودي ليعلنه منفردًا؟.. ولماذا تواصل الحكومة صمتها المريب تجاه المشروع؟.. لا تقولوا لنا: إنهما زال «أفكارًا على ورق» ولم يتحول إلى خطط واضحة ومدد زمنية لتنفيذه.. لأن الطبيعي هو الإعلان عن التفاصيل قبل التنفيذ.. وليس العكس.