شهد الرئيس السيسي إجراءات التفتيش ورفع الكفاءة القتالية لأحد تشكيلات الجيش الثالث الميداني بعد تطويرها ورفع كفاءتها القتالية والفنية وتسليحها بأحدث الأسلحة والمعدات في كافة التخصصات بما يمكنها من تنفيذ كل ما تكلف به من مهام تحت مختلف الظروف .. جاء ذلك بحضور رئيس الوزراء شريف إسماعيل ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمد فريد حجازي وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وعدد من الوزراء والمحافظين وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من أعضاء مجلس النواب وعدد من كبار الإعلاميين والشخصيات العامة .
كما شاهد الرئيس السيسي فيلماً تسجيلياً يجسد الدور التاريخي الذي قام به التشكيل ضمن منظومة الجيش الثالث الميداني منذ إنشائه بعد حرب يونيو 1967 ومشاركته في معارك الاستنزاف ، كما كان في طليعة قوات العبور في حرب أكتوبر ، إضافة لدوره خلال الأحداث التي واكبت ثورة الـ 25 من يناير 2011 بتنفيذ الانتشار السريع داخل مدينة السويس وتأمين الأهداف الحيوية والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ضد أعمال التخريب والقضاء على أعمال الشغب والانفلات الأمني وإلقاء القبض على الخارجين عن القانون .. كما تضمن الفيلم جهود الجيش الثالث الميداني في تشغيل المرافق الخدمية وضخ السلع والمنتجات الغذائية وتوفير مناخ آمن للتعبير عن الرأي خلال الاستحقاقات الدستورية المختلفة قبل وبعد ثورة الـ 30 من يونيو 2013 ، والحفاظ على الأمن والتصدي للجماعة الإرهابية ، ومشاركة لتشكيل ضمن عناصر الجيش الثالث الميداني في دحر جذور الإرهاب بسيناء ، والمشاركة في القضاء على البؤر الإرهابية ، والتعاون مع عناصر الشرطة المدنية في تأمين الجبهة الداخلية ، وإزالة التعديات على أراضي الدولة وتأمين المنشآت والمعاونة في إزالة آثار الكوارث وتأمين الأهداف الحيوية داخل نطاق المسئولية .
وقام الرئيس السيسي بالمرور على القوات المنفذة للتفتيش للاطمئنان على جاهزيتها وقدرتها على تنفيذ المهام المختلفة ، كما تفقد معرضاً لأحدث المنظومات القتالية والفنية التي زودت بها التشكيلات والوحدات في كافة الأفرع الرئيسية والقيادات والهيئات والإدارات التخصصية والتشكيلات التعبوية للقوات المسلحة .
من جانبه ألقى الفريق أول صدقي صبحي كلمة جاء نصها كالاتي :
- في حياة شعب مصر العظيم وتاريخه الوطني العريق أحداث وإنجازات كبار ستبقى خالدة أبد الدهر تحفظها ذاكرة تاريخنا الوطني والعسكري ، وستبقى في ضمير أمتنا جيلاً بعد جيل تستلهم منها الأجيال القادمة أسمى معاني القيم وأنبل المبادئ للوطنية المصرية في التضحية والفداء ، ومن بين هذه الأحداث والإنجازات الكبار يبرز نصر أكتوبر المجيد الذي حققته القوات المسلحة في الـ (6) من أكتوبر عام 1973 ، ونحن نحتفل في هذه الأيام العظيمة بالذكرى الـ (44) التي ستظل رمزاً لعظمة مصر وصلابة إرادتها وشموخ شعبها وبسالة وشجاعة رجال قواتها المسلحة وتضحياتهم وبطولاتهم الغالية ، فتحية إعزاز وتقدير لهذا الجيل العظيم الذي برهن على نقاء وصلابة معدنه العريق والذي أعطى المثل والقدوة في العطاء والتضحية بصموده وتمسكه بإرادته الحرة التي لم تلين أو تنكسر ، فلم يستسلم أو يهن أو تضعف إرادته بل ثبر وصمد وتحمل مؤازراً قواته المسلحة يدعمها ويمدها بخيرة الأبناء وهي تخوض حرب استنزاف مرير ومعارك تحرير شرسة من أجل استرداد الأرض المقدسة في سيناء ، واستعادة عزة مصر وشعبها وشموخ قواتها المسلحة .
- نحيي في هذه الذكرى المجيدة بكل الإعزاز جيل الأجداد والآباء من أبناء سيناء الحبيبة على ما قاموا به من جلائل الأعمال خلال سنوات الاحتلال ، وكانوا سنداً ودعماً لقواتهم المسلحة بما قدموه لها من عون وما قاموا به من تضحيات وبطولات ستبقى في قلوبنا وضمائرنا نتعلم منها أسمى قيم الولاء والانتماء للوطن ، وستظل القوات المسلحة حريصة على تحقيق الحياة الآمنة المطمئنة على كل أرض سيناء ، وتقديم الرعاية الكاملة لأبنائها والعمل الدؤوب على تحقيق مطالبهم .. سيناء في ضمير كل مصري جزء عزيز غالي من أرض مصر افتديناه ونفتديه بأرواحنا ودمائنا بكل غالي ونفيس ، واليوم بكل التقدير والإجلال نتذكر وقوف الأمة العربية قادة وشعوباً إلى جوار مصر وقواتها المسلحة وهي تخوض معارك الـ (6) من أكتوبر وإيماناً منها بوحدة الهدف والمصير ، فوحدت مواقفها وجمعت شملها وحققت أروع صور التضامن العربي وسطرته في تاريخها العريق بحروف من نور تستمد منهم الأمم معاني الأخوة والبذل والعطاء .
- تحية إكبار وإجلال لرجال جيل أكتوبر العظيم الذين سيظلون في سجل تاريخنا الوطني والعسكري موضع الفخار الدائم بما حققوه من نصر مجيد نباهي بشجاعتهم وبسالتهم حاضراً ومستقبلاً ، فلقد حملوا الأمانة المقدسة في تحرير الأرض بكل الصدق والشرف والتضحية والفداء لاسترداد كل حبة رمل من ثرى مصر الطيب .
- تحية إعزاز وإكبار لروح الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي اتخذ قرار الحرب وهو واثق في قدرة رجال القوات المسلحة على الوفاء بمهامهم ومسئولياتهم لتحقيق النصر المجيد ، واليوم إنني أحيي بكل التقدير أبنائي الأبطال المقاتلين من رجال القوات المسلحة بشمال ووسط سيناء الذين يدحرون بعزيمتهم وتضحياتهم شراذم الإرهاب الأسود البغيض ليعطوا لنا أعظم الأمثلة في التضحيات والفداء ليحافظوا بأنفسهم ودمائهم على كل شبر من أرض سيناء الحبيبة ، إيماناً وعرفاناً منهم لرد الجميل لجيل أكتوبر العظيم ولشعب مصر الأبي .
- الاحتفال بالذكرى الـ (44) لنصر أكتوبر المجيد من هنا من قلب الجيش الثالث الميداني تأكيداً على الاعتزاز والفخر بجيل أكتوبر من رجال القوات المسلحة .. لولا بطولات وتضحيات رجال القوات المسلحة كافة في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر لما انفتح الطريق أمام تحرير الأرض واستعادة العزة والكرامة لمصرنا الغالية وأمتها العربية الشقيقة .
- لقد كانت القوات المسلحة وستظل الدرع الواقي لمصر الذي يحقق لها القوة والقدرة على الردع والحسم وحفظ الأمن والاستقرار والسلام على أرضها ، والسند الحقيقي لأمتها العربية تتعلم منها الأجيال المعاني السامية والمبادئ النبيلة للوطنية والتضحية والفداء ونكران الذات ، وهي صمام الأمن والأمان لهذا الوطن العريق والشعب العظيم ، ومن هذا المنطلق تواصل القوات المسلحة وأفرعها الرئيسية تعزيز قوتها وقدرتها ورفع كفائتها القتالية وتحديث معداتها وأسلحتها وتطوير أدائها ، ولقد أصبحت اليوم قوات عصرية حديثة تتسلح بكل أسباب وعوامل القوة القادرة على الوفاء بمهامها ومسئولياتها دفاعاً وقتالاً ، حماية لأرض مصر وسمائها ومياهها الإقليمية وسيادة شعبها على مقدراتها .
- إننا ماضون على هذا الطريق بكل عزم ويقين لما يحيط بالوطن ومحيطه العربي من مخاطر وتهديدات ، مؤمنون بأن امتلاك مصر لقوات مسلحة حديثة وقوية يحقق لها ولأمتها العربية الأمن والاستقرار والسلام ، واليوم فإن رجال القوات المسلحة البواسل مرابطين فوق الأرض المصرية وعلى كل الجبهات والحدود في إيمان كامل بأن الحفاظ على أمن مصر القومي بمفهومه الشامل هو مسئوليتهم الأولى ، يحملون أمانتها المقدسة دونما تهاون أو تفريط ، يواصلون عطائهم وتضحياتهم مع رجال هيئة الشرطة الأبطال ، دفاعاً وحماية لاستقرار مصر وسلامة أبنائها ، ويخوضون مواجهات ضارية مع أذناب الإرهاب والتطرف الذي اتسعت دوائره إقليمياً وعالمياً ، ويخطئ من يتغافل عن مخاطره ومحاولاته المستمرة لترويع الآمنين وزعزعة استقرار الأوطان بدعم من قوى إقليمية ودولية تمده بالمال والعناصر الإرهابية وتعمل وفق أجنداتها ومصالحها الضيقة .
- أؤكد لكم اليوم أن رجال القوات المسلحة سيواجهون بكل حسم وردع محاولات نشر الفوضى على حدود مصر أو التخريب على أرضها ، مؤمنين بأن كل منهم شهيد حي ينتظر أن يقدم روحه ودمه للوطن وما بدلوا تبديلا ، فإن كل نفس ذائقة الموت وسهم المنايا لمصيب ، ولكن فرق كبير بين من استشهد فداءً للوطن والعرض والأرض وبين من مات تحت راية التعصب والجهل والتطرف والإرهاب ، وسنبقى لهم بالمرصاد حتى تتطهر مصر من دنسهم ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
- واليوم فإننا نخوض معارك التنمية والبناء بتعاون وثيق مع كافة مؤسسات الدولة لبناء مصر الحديثة القوية تحت ظل القيادة السياسية التي لا تألوا جهداً في سبيل رفعة الوطن وشعبه وازدهاره ، وسعيها الدائم لتحقيق سلام شامل ودائم لكل دول منطقة الشرق الأوسط والعالم ، انطلاقاً من دور مصر التاريخي بالمنطقة وما لدينا من تجربة رائدة أحللنا بها السلام بعد نصر أكتوبر المجيد ، لقد كان يوم (6) أكتوبر ولا يزال يوماً مشرفاً في تاريخ مصر العريق يجسد عظمة وكبرياء شعب مصر وجيشه الأبي الذي استرد الأرض والشرف والكرامة بنصر من الله ، فيبقى دائماً مرفوعة رايته أبد الدهر يسلمه جيلاً بعد جيل .. حمى الله مصر وشعبها وجيشها العظيم وجعلها وطناً للمحبة والسلام وسدد على طريق النصر خطاها .
كما قدم قائد الجيش الثالث الميداني اللواء أركان حرب محمد رأفت الدش هدية تذكارية للرئيس السيسي عبارة عن نسخة من القرآن الكريم .. كما ألقى كلمة أبرز ما جاء فيها الآتي :
- أكد أن رجال الجيش الثالث الميداني ماضون بكل قوة للحفاظ على أعلى درجات الاستعداد القتالي العالي والتدريب الجاد للدفاع عن الوطن وتنفيذ كافة المهام التي تسند إليهم من القيادة العامة للقوات المسلحة .
- أكد أن إعداد الأجيال من المقاتلين لتحمل المسئولية يتطلب جهداً مستمراً وعملاً مخلصاً لاستكمال مسيرة من سبقونا .
- الجيش الثالث الميداني يشارك شعبه في عمليات التنمية ، وهذا لا يأتي إلا من باب الحرص على الأمن القومي المصري ، وبما لا يؤثر على كفاءته واستعداده القتالي .
- اليوم يقف الجيش الثالث الميداني مزهو بما حققه من بطولات وأمجاد عبر تاريخ نضاله وانتصاراته معلناً استمرار العطاء .
- رجال الجيش الثالث الميداني عازمون على بذل كل غالٍ ونفيس فداءً لمصر الحبيبه .
- وافر التحية والجهد والتقدير لما تقدموه من دعم ورعاية للجيش الثالث الميداني .
- كل الشكر لرجال الجيش الثالث الميداني لما يقدموه كل يوم من صفحات المجد والشرف في تاريخ مصر .
المصدر: RT