يعد الفجل بجميع أنواعه من أغنى مصادر مركبات الجلوكوزينولات، وهى مواد كيميائية طبيعية تساهم فى الدفاع عن النباتات ضد الآفات والأمراض، وتعتبر مطهرات طبيعية للجسم من السموم.
ويرفع الفجل المناعة وهو مضاد طبيعى للالتهابات والفطريات مثل الكانديدا، كما أنه مصدر ممتاز للمواد المضادة للأكسدة، والمعادن والفيتامينات والألياف الغذائية، ويحتوى على 85% ماء، ومجموعة من العناصر الغذائية المهمة للإنسان، وهو قليل الدهون والكوليستيرول، ويعتبر مصدرا جيدا للألياف الغذائية وفيتامين “سى” وحمض الفوليك والبوتاسيوم.
ويحتوى الفجل على معدن الكبريت المهم للجلد والشعر والغضاريف، والذى يساعد على إخراج المواد الضارة من الجسم، كما أنه يحتوى على الحديد المهم لتزويد الخلايا بالأوكسبجين والوقاية من فقر الدم – خاصة الفجل الأحمر – والماغنيسيوم الذى يرفع كفاءة الجهاز العصبى، ويساعد فى توسيع الشعب الهوائية ويمنع الجلطات، بالإضافة لاحتوائه على البوتاسيوم المهدئ للأعصاب الذى يساعد فى بناء البروتينات والنشويات، والمنجنيز المهم لإنتاج الطاقة، والنحاس المهم للنمو والعقل وإنتاج كرات الدم الحمراء والاستفادة من الأوكسيجين.
كما يشمل الفجل على فيتامينات كثيرة مثل “أ” المهم للبصر والمناعة المخاطية، وفيتامين “ب” المهم للأعصاب والاتزان وإنتاج الطاقة، وفيتامين “سى” الرافع للمناعة والمانع للسرطان، وحمض الفوليك الذى يمنع الإصابة بسرطان “القولون والرئة والحوض”.
ويشار إلى أن كل أنواع الفجل قلوية، وبالطبع يحتاج الجسم إلى كل من الأطعمة الحامضية والقلوية للحفاظ على توازن الأوساط الداخلية للجسم، لكن عموما زيادة الأغذية القلوية كالخضراوات خاصة الورقية الداكنة تساعد على تجنب الكثير من أمراض العصر، ويمكن أن يساعد النظام الغذائى القلوى فى توازن نسب المعادن المهمة فى الجسم لبناء العظام والحفاظ على كتلة العضلات وتحسين إنتاج هرمونات النمو وزيادة امتصاص فيتامين “د”، وبناء عظام أقوى، والحد من هزال العضلات وتخفيف آثار العديد من الأمراض المزمنة.
وعلى الرغم من أن معظم البالغين فى العالم لا يحصلون اليوم على ما يكفى من الألياف فى وجباتهم الغذائية، إلا أن الفجل غنى بالألياف حيث يحتوى على 4% من وزنه، ويحتوى على الألياف القابلة للذوبان فى الماء وغير القابلة للذوبان فى الماء أيضا، كما أنه غنى بألياف اللجنين، ما يقلل من خطر تكون الحصى فى المرارة والسرطان وارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم ومرض السكر، وتناول الألياف الغذائية بوفرة يساعد على منع السمنة والسكتة الدماغية والبواسير وأمراض القلب.
كما يساعد الفجل على الهضم وهو ملين طبيعى يقلل من الإمساك، ويخلص الجسم من السموم، ويستخدم عالميا فى الطب التقليدى كمدر للبول، كما أنه ينقص الوزن، لأن تناول الأطعمة الغنية بالألياف يمكن أن يساعد على الشعور بالشبع وتجنب الإفراط فى تناول الطعام، بالإضافة إلى أنه منخفض جدا فى السعرات الحرارية، بقدر 16 سعرا حراريا لكل 100 جرام، ويحتوى على الكثير من الماء، ما يجعله خيارا أفضل لأى وجبة ومفيدا لبرامج إنقاص الوزن.
ويمكن للفجل أيضا أن يفيد فى تنظيم ضغط الدم المرتفع، ويخفف الاحتقان فى الجهاز التنفسى، وهو ممتاز لمرضى الربو والتهابات الشعب الهوائية ومشاكل الجيوب الأنفية، ومضاد طبيعى للجراثيم مضاد للفطريات، ومنظف طبيعى للكبد، ويحافظ على صحة الأسنان والعظام.
وتحمى مضادات الأكسدة الموجودة فى الفجل خلايا الذاكرة من مشاكل الشيخوخة، كما تحمى المخ من الشوارد الحرة، و تقلل الدهون فى المخ، ويعتبر مضادا طبيعيا لمرض السكر بسبب قدرته على تعزيز آلية الدفاع المضادة للأكسدة، وقدرته على الحد من تراكم الشوارد الحرة، وتعزيز التمثيل الغذائى للطاقة، والحد من امتصاص الجلوكوز فى الأمعاء.
كما يعتبر الفجل غنيا بمادة السلفورافين التى تفيد مرضى الحساسية الصدرية، وتختزن مادة السلفورافين فى صورة غير فعالة ولا تنطلق من الغذاء إلا بفعل إنزيم خاص يسمى المايروسينيز، ويتحرر هذا الإنزيم بالمضغ الجيد، وتكون البكتيريا الصديقة فى أمعاء الإنسان الذى يتمتع بالمناعة الجيدة المايروسينيز أيضاً، وتزيد مادة السلفورافين من تركيز مضادات الأكسدة فى الشعب الهوائية، ما يقلل من تأثير مسببات الحساسية والملوثات الضارة التى يستنشقها الفرد، ويعتبر مضاد للالتهابات فى أنواع الخلايا المختلفة، ومن المعروف أن ملوثات الهواء الجوى تسبب زيادة كمية الشوارد الحرة داخل الممرات الهوائية، ما يسبب التهابات تحسسية وتدمير الأنسجة مما يمهد للربو الشعبى.
ويقاوم السلفورافين الموجود فى الفجل الخلايا السرطانية ويكافح الأورام، ويفيد فى الوقاية من سرطان الرحم، لذا يعتبر الفجل مضادا قويا لسرطان الثدى، حيث يمنع انتشار خلايا السرطان من خلال إيقاف دورة الخلية السرطانية وموت الخلايا المبرمجة.
ويجب عند شراء الفجل أن تكون الأولوية لذى الأوراق الخضراء الطازجة، ويمكن أن تبقى طازجة لمدة تصل إلى أسبوعين فى الثلاجة، كما يجب أن تكون جذور الفجل متماسكة صلبة وليست رخوة، وتناول رأس الفجل طازجة كاملة بلا تقشير سواء الفجل الأبيض أو الأحمر، كذلك أوراق الفجل الخضراء الطازجة لأنها غنية بفيتامين “أ” و”سى”، ومعدنى الكالسيوم والحديد، ومادة الكلوروفيل المضادة للأكسدة والمنشطة للخلايا.