كثيــرا ما يتحلى المسلم بصفات تميزه عن غيره….. تجعله أميرا في حياته……
و يمشي في الأرض بكل ثقة تدفعه نحو الأمام دائما وأبدا……..
فـ حسن الخلق كالجدول الجاري دائما معطاءا ………
في بعض الأحيان يتعرض المسلم إلى وعكات غضبية يثور ويغضب ويحزن ……..
لربمــــا من …نفسه…
…من أخيه…
… من صديقه …
…من جاره …
تمر الأيام تلو الأخرى وفيها يهبط معدل ثورة التوتر عنده إلى أن يصل إلى مرحلة اللين والرضا والصلح ..
.. فـ التسامح صفة جميلة يخبئها كل منّا في نفسه.. يستخدمها فى تنظيف قلبه بكل ما يؤذيه علينا ألاّ ننسى (( أن الله عفوّ يحب العفو ))
.. فالتسامح دواء لكل داء وبلسم لكل غضبان ..
وكلٌ منّا يمر فى أوقات عصيبة… يحس بها أن دفة هذه الحياة توقفت عن الدوران
سوء تفاهم مع أخيك أدت إلى القطيعة…. إختلاف على الميراث منعك كبرياؤك من زيارة أختك سنين وسنين… وعمك وعمتك وخالتك وخالك…. وعندئذٍ يأتى خلقٌ عظيم خلق تمتد جذوره عبر التاريخ من آدم عليه السلام إلى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة والتابعيين رضوان الله عليهم خلقٌ يمسح الجروح ويداويها ويعالج القطيعة التى حرمتك من أغلى الناس على قلبك يوسف عليه السلام وأخوته هو الذى وصفه رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم بأنه “الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم” يتآمر عليه أخوة كبار لم يرحموا صغر سنه ولا ضعف بنيتة ولا أبوه الشيخ الكبير فرموه ببئر مظلمة وذهبوا إلى آباهم يبكون بأنه قد أكله الذئب إفتراءً وكذباَ…. وتمر الأيام عصيبة على هذا الطفل ثم يبتلى ويسجن ظلماً …. ويأتى الفرج ويفتح الله عليه بعد الهم والضيق ومع ذلك عندما حان اللقاء وعرفهم بنفسه يقول النبى الكريم بكل تسامح وعفو
سورة يوسف آية 92 ” لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ”
يوم فتح مكة والنبى الرحيم الذى تعذب من قومه هو وأصحابه وحوصر فى شعب أبى طالب ثلاث سنوات حتى أكلوا ورق الشجر من الجوع والفقر والحصار…..
يدخل مكة منتصرا على الباطل وينادى يا معشر قريش ما تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا: خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال : (فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: {لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ} اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وردَّ مفتاح الكعبة لسادنها، ثم خطب في الناس خطبة أبان فيها كثيراً من أحكام الدين، وبعد أن أتمها شرع الناس يبايعونه على الإسلام ، فأسلم كثير من قريش.
بعد كل هــذا وقد رأيتم ما فعل أكرم الناس بمن أساءوا إليهم …. هل تجد فى قلبك إلا التسامح والعفو والصفح …. والبدء بصفحة جديدة مع أهلك وأخوتك وجيرانك وأصدقائك أمدد يدكـ إليهم لتكون أنت السباق بالحسنات وتفوز بالجنـــان مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا