ألقى الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، خلال الجلسة العامة الطارئة للمجلس، المنعقدة الآن، كلمة بشأن حادث مسجد الروضة الإرهابى فى مدينة بئر العبد بشمال سيناء، الذى استهداف المصلين بالمسجد وأسفر عن استشهاد 305 مواطنين وإصابة 128 آخرين.
وأدان “عبدالعال” فى كلمته بالجلسة الطارئة التى دعا إليها لمناقشة عدد من القوانين العاجلة بشأن مشروع الضبعة النووى، حادث الروضة الإرهابى، مؤكدا اصطفاف مجلس النواب بجانب القيادة السياسية والأجهزة الأمنية، وتلا الكلمة وقوف النواب دقيقة حدادا على أرواح شهداء الحادث، قبل الانتقال إلى جدول الأعمال، وفيما يلى ننقل نص كلمة رئيس البرلمان..
أعضاء المجلس الموقرين
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
فى يوم الجمعة الماضى، وجّهت يد الإرهاب الآثم طعنة غادرة إلى مواطنين أبرياء، حين استحلت دماء حرمها الله، معرضة عن التعاليم السمحة التى نادت بها جميع الأديان السماوية، والقيم الإنسانية كافة، واغتالت مجموعة من الآمنين العزل أثناء سجودهم لله، فى مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء فى حادثة تجسد الغدر فى أحط صوره، فنتج عن الحادث هذا العدد من الشهداء والمصابين.
إن هذا العمل الإرهابى الجبان لا تقوم به إلا فئة باغية عميلة وممولة، لا تمت للدين الإسلامى الحنيف بصلة من قريب أو بعيد، هى فئة باعت ضمائرها للشيطان، واشترت دنياها بدينها، لا مبدأ لها ولا هدف سوى الخراب والدمار، ولا ولاء لها إلا لمن يمولها ويقدم لها الدعم.
إن هؤلاء الجبناء الذين يطعنون الأبرياء فى ظهورهم أثناء الصلاة، لا يقصدون إلا كسر إرادة المصريين، وإحباط عزائمهم بعد النجاحات والضربات المتتالية التى تتم كل يوم ضدهم من الجهات الأمنية، ولهؤلاء أقول: إن من ثوابت التاريخ أنه لم يحدث أن هزم إرهاب دولة بأكملها خاصة إذا كانت دولة راسخة عبر العصور.
إن هذا الفعل الخسيس المشين لن ينال من إرادتنا وعزيمتنا، بل سيزيدنا – نحن المصريين – صلابة وتلاحما وإصرارا على الاصطفاف خلف قيادتنا السياسية، ومؤسساتنا الوطنية، وفى مقدمتها الجيش المصرى العظيم، والشرطة الباسلة، حتى نستأصل جذور الإرهاب، ليس فقط من تربة مصر الطيبة، بل ومن المنطقة والعالم بأسره.
أيها السيدات والسادة:
رغم مرارة الحادث وآلامه التى أصابت قلوب المصريين، إلا أن هذا الحادث الأليم كشف أمام العالم أن هؤلاء القتلة يوجهون أسلحتهم وكراهيتهم إلى المسلمين قبل غيرهم، ولعلكم تتفقون معى فى أن الضمانة الأهم فى مواجهة الإرهاب هو الاقتناع والوحدة والاصطفاف بين الشعب وقيادته السياسية وعدم السماح بوجود فرقة أو اختلاف أو فراغ.
غرض الإرهاب هو زرع بذور الفتنة بين المواطنين، وإفقادهم الإيمان والثقة فى قيادتهم، والنيل من روحهم المعنوية، بحيث يكون الرد على العنف بالعنف فى متواليات متكررة، فيختل النظام العام وتقع البلاد فى الفوضى، وأنا من موقعى هذا، أؤكد على ثقتى وثقة جميع نواب مصر، بأن الشعب المصرى العظيم بقيادته وجيشه وشرطته قادرون على الانتصار فى معركتهم ضد هذه القوى الظلامية، وأننا سنبذل كل ما فى وسعنا لتوفير كل الدعم لقوات إنفاذ القانون للانتصار فى هذه المعركة، لا يثنينا عن هذا أية شعارات جوفاء، أو مثاليات عبثية، لهذا فإن مصر، وحماية أمنها القومى، وأمن شعبها هو دليلنا وبوصلتنا وهدفنا الوحيد.
وفى الختام.. أقول إن الله لن ينصر أهل الشر مهما فعلوا، وإن وعد الله حق، بأنه لن يصلح عمل المفسدين، وهو وعد ربانى لا يُخلَف أبدا، ولا يسعنى إلا أن أتوجه بخالص العزاء وأصدق المواساة لأسر الشهداء، سائلا المولى – عز وجل – أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
والآن أدعوكم للوقوف دقيقة حدادا، ترحما على أرواح الشهداء.