تحولات دراماتيكية تجرى فى اليمن عقب اندلاع الاشتباكات الأخيرة بين الحوثيين وقوات الرئيس السابق على عبد الله صالح الذى استشعر خطر التمدد الإيرانى فى البلاد عبر ميليشيا الحوثى التى بدأت تبسط سلطاتها على مرافق الدولة الحيوية فى العاصمة اليمنية صنعاء، ما دفع على عبد الله صالح لترتيب أوراقه قبل الدخول فى صدام مباشر مع ميليشيا الحوثى.
البداية كانت مع إصرار ميليشيا الحوثى على الدخول لمسجد الصالح فى صنعاء بذريعة تخزين الرئيس المخلوع على عبد الله صالح لأسلحة وذخائر فى أنفاق تحت المسجد، وهو الطلب الذى قوبل بالرفض من قبل قوات حزب المؤتمر الذى يتزعمه صالح، ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة أدى لمقتل أكثر من 100 شخص فى الاشتباكات المحتدمة بين ميليشيا الحوثى وصالح.
وتمكنت قوات الرئيس المخلوع على عبد الله صالح من السيطرة على عدد من المؤسسات الحيوية فى العاصمة صنعاء وعلى رأسها مبنى التليفزيون، بدأت ميليشيا الحوثى استهداف معسكرات قوات صالح وقصف منزل الرئيس المخلوع فى قرية الدجاج شمال شرقى العاصمة صنعاء.
وخرجت العديد من الحشود الجماهيرية والشعبية فى اليمن التى أعلنت رفضها للتواجد الإيرانى فى البلاد والعبث الذى تقوده ميليشيا الحوثى عبر الدعم المقدم من إيران وقطر لزعزعة أمن واستقرار اليمن ودول الجوار وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
وفى إطار التحركات التى تقوم بها قطر للنيل من أمن واستقرار المملكة العربية السعودية عبر دعم ميليشيا الحوثى سياسيا وإعلاميا وماليا، أكدت مصادر مطلعة أن الدوحة تستنفر جهودها لإنقاذ الحوثيين، حضرت اجتماعا عاجلا فى إيران بين وزير الدفاع القطرى خالد العطية والقائد العام للحرس الثورى الإيرانى اللواء محمد على جعفرى وممثلين عن حزب الله، وجماعة الحوثى لإنقاذ الجماعة، ومنع خسارة نفوذها أمام قوات عبد الله صالح.
يذكر أن قطر قادت وساطة بين على عبد الله صالح ومليشيا الحوثى إبان الحرب التى كان يشنها نظام صالح فى حينه ضد المتمردين فى صعدة، وتمكنت بموجب تلك الوساطة من إنقاذ الحوثيين بعد أن كانت قوات الجيش قريبة من إنهاء التمرد.
بدوره قال وزير الخارجية القطرى محمد عبد الرحمن فى تصريحات صحفية على هامش مشاركته فى أعمال النسخة الثالثة لمنتدى “حوارات متوسطية”، المنعقد بالعاصمة الإيطالية روما منذ الخميس الماضى، أن إساءة على عبد الله صالح لقطر غير مبررة، زاعما أن تدخل الدوحة لحقن الدماء فى اليمن، ومنع مزيد من التأزم وتشبك الأوضاع هناك، مؤكدا عرض قطر على عبد الله صالح 10 مليارات دولار شريطة وقف ملاحقة الحوثيين، ومن ثم التوصل فيما بعد إلى صيغة حوار تضمن وقف شلال الدماء إلى الأبد، فنحن معنيون بوحدة وسلامة اليمن وباقى الدول العربية.
وأضاف عبد الرحمن أن دور قطر فى اليمن فى الفترة الأخيرة نشط، زاعما أنه موجه نحو نبذ العنف وإحلال السلام، ولإعادة إحياء المؤسسات اليمنية وتفعيلها، مؤكدا أن الحوار هو أسهل وأقصر طريق لحل الخلاف، معربا عن أمله فى وجود من يصغى إلى ما وصفه “صوت العقل والحكمة”، وفى القريب العاجل ستحدث مفاجأة تغير مسار الأمور فى البلاد.
فى السياق ذاته، دارت اشتباكات عنيفة وسمع أصوات انفجارات فى مناطق الحصبة وجولة (ميدان) آية وأحياء بيت بوس وشارع الخمسين وجولة دار سلم والحثيلى ومنزلى المشرقى وجليدان فى مديرية خمر بعمران.
يأتى ذلك فى الوقت الذى دعت فيه قيادات فى حزب المؤتمر الشعبى العام، الذى يرأسه على عبد الله صالح، اليمنيين وأنصار الحزب إلى الخروج صباح اليوم الأحد فى العاصمة صنعاء للتنديد بما وصفته بـ”إجرام مليشيات الحوثيين”.
فيما أعرب المبعوث الأممى الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن قلقه العميق إزاء تصاعد الأحداث فى العاصمة اليمنية صنعاء، داعيا جميع الأطراف إلى الجلوس حول طاولة المفاوضات بشكل عاجل.
وقال ولد الشيخ أحمد فى بيان صحفى، مساء أمس، السبت، إنه “حدث تصعيد حاد للأوضاع فى صنعاء ومحافظات أخرى خلال الساعات الـ24 الماضية، معربا عن بالغ قلقنا إزاء تأثير هذه الأحداث على المدنيين من السكان”.
وتابع ولد الشيخ: “نحث جميع الأطراف على احترام التزاماتها وفقا للقانون الدولى الإنسانى، وندعوهم إلى الجلوس بشكل عاجل على طاولة المفاوضات والانخراط فى عملية السلام، ونؤكد على موقفنا أن الدعم السياسى هو الطريق الوحيد للخروج من النزاع اليمنى الطويل”.
وقد استمرت المواجهات العنيفة فى العاصمة اليمنية صنعاء بين ميليشيات الحوثيين من جهة، وقوات الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح من جهة أخرى، والتى طالت المناطق الحيوية فى المدينة بما فى ذلك الحى السياسى.