صحيفة ( فايننشال تايمز ) البريطانية : رئيس الوزراء المصري السابق مفقود بعد احتجازه في الإمارات
ذكرت الصحيفة أنه بحسب محامية رئيس الوزراء المصري الأسبق ” أحمد شفيق ” فإنه بعد أقل من أسبوع واحد على إعلانه نيته للترشح مرة أخرى للمنافسة بانتخابات الرئاسة المصرية ، تم القبض عليه بالإمارات وترحيله للقاهرة .
أضافت الصحيفة أنه إذا ما سمح لـ ” شفيق ” بالترشح ، فسوف يكون منافساً شرساً ضد الرئيس ” السيسي ” ، مشيرة إلى أنه باعتباره قائد عسكري سابق و معارض للإسلاميين ، ربما يحصد أصوات مؤيدي ” السيسي ” .
كما ذكرت الصحيفة أن ” شفيق ” نادراً ما يتحدث للصحافة ، لكنه في بعض المناسبات يعرب عن اختلافه مع سياسات ” السيسي ” الرئيس المصري الحالي الذي قاد انقلاب 2013 .
أضافت الصحيفة أن تليفزيون الدولة المؤيد للنظام في مصر شن عاصفة من الانتقادات ضد ” شفيق ” عقب إعلانه نيته للترشح بانتخابات الرئاسة ، حيث اتهمه بعض المذيعين بأنه يعمل مع جماعة الإخوان المسلمين التي تم الإطاحة بها و إعلانها منظمة إرهابية .
صحيفة ( نيويورك تايمز ) الأمريكية : محامية : الإمارات تلقي القبض على مرشح الرئاسة المصري ” أحمد شفيق “
ذكرت الصحيفة أنه بحسب محامية مرشح الإنتخابات الرئاسة المصرية ” أحمد شفيق ” فإن السلطات الإماراتية ألقت القبض عليه لترحيله لمصر .
أضافت الصحيفة أن التحرك ضد ” شفيق ” يعد المؤشر الأقوى على أن الإمارات العربية المتحدة ترغب في الاستمرار في حماية الرئيس المصري ” عبد الفتاح السيسي ” من أي تحدي في الانتخابات الرئاسية المقبلة .
كما ذكرت الصحيفة أن ” شفيق ” الذي وصل لمصر ليل السبت بحسب مسئولي الأمن ، يواجه الأن تهم محتملة بالخيانة و إجراءات قانونية أخرى ، مشيرة أنه بعد إعلان نيته للترشح للانتخابات القادمة ، قام عدد من الإعلاميين بتلفزيون الحكومة وصفوه بـ ” الخائن الفاسد ” .
أضافت الصحيفة أنه بعد أن نبأ لعلم الصحيفة أنه ربما يتم ترحيل ” شفيق ” حاولت الصحيفة التواصل مع عائلته ، وخلال مكالمة هاتفيه مع أبنته ” مي شفيق ” ذكرت أن والدها سيسافر إلى باريس ليلاً ، مضيفة أن ” العائلة بخير لكن ينتابها بعض القلق لأن لا يوجد شيء مضمون ” .
كما ذكرت الصحيفة أنه لم تستطيع التواصل بعد ذلك مع ” مي ” ، موضحة أنها علمت من أخرين من ذوي الصلة بالعائلة أن المكالمة التي أجرتها الصحيفة مع ” مي ” كانت بحضور عناصر أجهزة الأمن في منزل العائلة .
أشارت الصحيفة إلى أن عقب تلك المكالمة بوقت قصير ، نشرت محامية ” شفيق ” بيان صارم عبر صفحتها بفيس بوك ذكرت فيه أن السلطات الإماراتية ألقت القبض على الفريق شفيق من منزله لترحيله لمصر . وأضافت في البيان أنها فقدت الاتصال به وبعائلته .
وكالة ( أسوشيتيد برس ) الأمريكية : مذبحة سيناء تنذر بتحول داعش لتصبح أكثر دموية
حذرت الوكالة من أن مذبحة المصلين في مسجد ” الروضة ” التي راح ضحيتها 310 شهيد ، تعتبر خطا جديدا ، ويمكن أن تكون علامة على أن الدولة الإسلامية تحاول تعويض خسارة ” الخلافة ” في ( العراق و سوريا ) ، أو أن الفصيل الأكثر تطرفا بها أصبح قوي بشكل كبير ، ويمكنه شن هجمات أكثر دموية ، ما يعني أن الأمن سوف يقابل هذه الوحشية بوحشية ، وهذا اشبه ” بسيناريو يوم القيامة “ .
أضافت الوكالة أنه إذا كان لدى التنظيم استعدادا لذبح المسلمين مرة أخرى ، فهذا يهدد بضغط إضافي على قوات الأمن ويثير ذعر أي شخص يتعاون مع الحكومة ، ولكنه يمكن أن يثير رد فعل عنيف ضد ” داعش ” أيضاً مما يدفع قبائل سيناء للتعاون مع الجيش ، واتخاذ المزيد من الإجراءات لوقف انضمام أعضاء جدد للتنظيم .
ونقلت الوكالة عن ” أحمد بان ” الخبير في شئون الجماعات المتطرفة قوله : ” سقف الكافر ارتفع ليشمل حتى المصلين ، والسماح بقتل المسلمين داخل المساجد ” .
كما نقلت الوكالة عن بعض الخبراء أعتقادهم أن تنظيم الدولة شعر بأنه يحتاج لهجوم ” استثنائي ” يظهر من خلاله أنه لا يزال قويا ومميتا حتى بعدما خسر أراضيه تقريبا في ( سوريا و العراق) .
أضافت الوكالة أن الحكومة تأمل أن تدفع تلك العملية القبائل لعزل المسلحين ، ودعا بعض زعماء القبائل الحكومة إلى تسليحهم لمحاربة داعش، ولكن الأجهزة الأمنية مترددة .
وكالة ( بلومبرج ) الأمريكية : مصير ” شفيق ” غير معروف بعد عودته للقاهرة
تناولت الوكالة خبر عودة رئيس الوزراء المصري الأسبق ” أحمد شفيق ” لمصر ، بعد إعلانه عن نيته للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ، مشيرة إلى أن الأخبار عن أحوال ” شفيق ” بعد إعلان وكالة الأنباء الإمارتية أنه غادر لموطنه مصر انقطعت منذ ذلك الحين ، كما نقلت الوكالة تصريح لمحامية ” شفيق ” نشرته عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ، ذكرت فيه أن ” شفيق ” ألقي القبض عليه بمنزله في الأمارات وترحيله لمصر وأنها فقدت التواصل معه .
أضافت الوكالة أنه أذا ما تم السماح له بدخول السباق الانتخابي ، سيمثل ” شفيق ” التحدي الأكبر أمام الرئيس الحالي ” عبد الفتاح السيسي ” الذي يسعى لفترة رئاسية أخرى رغم عدم تأكيده لترشحه لفترة أخرى حتى الأن .
أضافت الوكالة أن الإمارات تدعم الرئيس ” السيسي ” ، حيث ترى فيه حائط صد ضد المتشددين الإسلاميين ، مضيفة أن وزير الخارجية الإماراتي أتهم ” شفيق ” عبر تويتر بأنه ضيف ناكر للجميل ، بعد إعلانه نيته خوض الإنتخابات .
صحيفة ( ليبراسيون ) : ( في مصر أصبحنا أشباح ومساجين )
أعدت الصحيفة تقريراً حول الأوضاع في شمال سيناء ، حيث أجرت حواراً مع محامية تدعى ( منى . ج ) أكدت أن الوضع خلال الأعوام الثلاثة الماضية قد تغير تماماً ، والسكان هناك يعيشون وسط ( الحرب ) ، مضيفةً أنها من منطقة رفح بالقرب من الشريط الحدودي مع قطاع غزة ، وهي المنطقة التي أخلاها الجيش في 2014 لإقامة منطقة عازلة بهدف وقف تهريب السلاح خاصةً لفرع تنظيم داعش بسيناء ، حيث ذهب كل سكان تلك المناطق إما للعريش أو بئر العبد .
و أضافت الصحيفة أنه بالرغم من وجود الجيش بسيناء ، إلا أن الوضع يزداد سوءً مع مرور الوقت ، مضيفةً أنه بعد ثورة 2011 بدأ تنظيم ( أنصار بيت المقدس ) في الظهور في تلك المنطقة ، وتكون من العائدين من القتال في ( أفغانستان و العراق ) بهدف ضرب إسرائيل ، مشيرةً إلى أن في تلك المنطقة الغير مأهولة ، والبعيدة عن السلطة المركزية ، يُترك السكان لأجهزتهم الخاصة ، فلا يوجد تنمية كما أن معدلات البطالة مرتفعة للغاية .
كما أكدت ” منى ” أن المواطنين بسيناء فقدوا الشعور بالأمن قائلةً ( نحن نعيش في خوف دائم .. نخشى الخروج للذهاب للتسوق .. والمدارس مغلقة بانتظام ) ، مؤكدةً أنها وافقت على الإدلاء بشهادتها على الرغم من التهديدات ، لأنها تشعر أنه لم يعد هناك شيئاً لتخسره قائلة ( لقد أصبحنا أشباحاً وسجناء .. لقد فقدت العديد من أفراد عائلتي ) .
و أكدت الصحيفة أن في نهاية عام 2014 وعد الرئيس ” السيسي ” برد قاسي على التهديد الوجودي الذي يمثله الإرهاب بالنسبة لمصر ، مؤكداً على وجود العديد من الإجراءات التي سيتم اتخاذها في شمال سيناء لمعالجة المشكلة من جذورها ، حيث أكدت الصحيفة أنه منذ ذلك الوقت شن الجيش حرباً ( تقليدية ) ضد مجموعات صغيرة معظمهم من الشباب البدو المحليين الذين يعرفون التضاريس بشكل جيد ، التي اعتبرتها الصحيفة ( مهمة مستحيلة ) .
كما أضافت الصحيفة أنه خلال (3) سنوات لقي عدة مئات من الجنود ورجال الشرطة مصرعهم ، وأصيب آلاف آخرون ، مشيرةً إلى أنه بالرغم من أن الجيش يمتلك في سيناء طائرات مقاتلة طائرات هل و دبابات و شاحنات و أسلحة ثقيلة ، كما أنه يقوم بعمل نقاط تفتيش على المحاور الرئيسية ، إلا أن دبلوماسي أجنبي مقيم في مصر أكد أن هذا الأسلوب غير مجدي ، مشيراً إلى أنه منذ الحرب في أفغانستان ، من المعروف أن جيشاً تقليدياً لا يستطيع أن يفوز في حرب العصابات ، حتى لو قام بتصفية العديد من المقاتلين ، فإن الثمن الذي سيدفعه لا يزال مرتفعاً جداً .
وكالة ( رويترز ) البريطانية : ترحيل رئيس الوزراء المصري السابق ” شفيق ” من الإمارات لمصر
ذكرت الوكالة أن رئيس وزراء مصر السابق ” أحمد شفيق “ وصل إلى القاهرة مساء يوم السبت بعد ساعات من إعلان أسرته إن سلطات الإمارات العربية المتحدة التي كان يقيم فيها منذ أكثر من خمس سنوات رحلته إلى بلاده . مضيفة أن ” شفيق ” ، القائد السابق للقوات الجوية ورئيس سابق للوزراء ، يعد أقوى مرشح محتمل منافس للرئيس ” عبد الفتاح السيسي ” في الانتخابات التي يتوقع أن تجرى في أبريل 2018 .
أضافت الوكالة أنه بحسب مصادر في مطار القاهرة إن شفيق وصل في طائرة خاصة وسط إجراءات أمن مشددة مساء يوم السبت ، وقال شاهد من رويترز في مطار القاهرة إن السلطات المصرية اصطحبته في موكب من السيارات كان في انتظاره خارج المطار .
كما نقلت الوكالة عن أسرة ” شفيق ” أن بعد ساعات من مغادرته المطار إنها لا تعرف مكانه ولم يصدر المسؤولون أي بيان بشأن مكانه . مضيفة أنه بحسب وكالة أنباء الإمارات فإن ” شفيق ” غادر الإمارات إلى مصر دون أن تذكر تفاصيل عن سبب مغادرته أو الطريقة التي تمت بها ، وأضافت أن أسرته باقية في الإمارات .
وصرحت ” مي شفيق ” للوكالة أن مسؤولين إماراتيين جاءوا واصطحبوا والدها من المنزل يوم السبت ورحلوه إلى القاهرة ، وأضافت ” مجرد رشح نفسه رحلوه لمصر ” .
أضافت الوكالة أنه في وقت سابق قال مصدر خليجي مطلع ” شفيق طلب على الملأ الذهاب إلى مصر وسوف يجري تحقيق رغبته ” ، وقالت محاميته أيضا في صفحتها على فيسبوك إنه اقتيد من المنزل .
مركز ( كارنيجي ) : وزير التعليم المصري “طارق شوقي” يطرح مبادرات أكثر مما قد يكون جيداً له.
نشر المركز تقريراً عن وزير التعليم المصري “طارق شوقي” حيث أكد على أن ” شوقي” كان يتحدى كل شيء في نظام التعليم المصري، فينتقد المعلمين، والامتحانات، وأصول التربية والتدريس والكتب المدرسية، موضحاً أن رؤية “شوقي” لتحسين للتعليم تدعو إلى تزويد الشباب بمهارات الابتكار والإبداع والتفكير النقدي ، مشيراً إلى أنه يعتقد أنه بإلغائه شهادة المدرسة الابتدائية ونظام امتحانات الثانوية العامة، والاعتماد بشكل أكبر على التعلم عبر الإنترنت بدلاً من الكتب المدرسية ، والتركيز على طرق التدريس وتدريب المعلم ، ستنشأ صفوف لا يركز فيها الطلاب والمعلمون فقط على الدرجات النهائية، بل كذلك على تعلم وتعليم المعرفة والمهارات الضرورية لتحقيق الاندماج الناجح في المجتمع، والمساهمة في بناء الاقتصاد المصري ، مضيفاً أن “شوقي” يعترف بمدى الجهد الكبير والعمل والزمن المطلوب لوضع هذه السياسات موضع التطبيق، فيما يتوجس الكثيرون من طبيعة رؤيته للنظام التعليمي، فأعضاء لجنة التعليم في البرلمان يصفون رؤية “شوقي” باللاواقعية ويقولون إنها تستند إلى سياسات لا توجد إلا “في أحلامه”، وبالتالي “لا يمكن تطبيقها على كوكب الأرض” ؛ مشيراً إلى السؤال الذي يفرض نفسه الآن في مسألة التعليم المصري هو ما إذا كانت رؤية “شوقي” الشاذة ستسفر عن تغييرات أساسية، أم أن القوى التي تصطف لمقاومة الإصلاح ستجبر الوزير في خاتمة المطاف على القيام باعترافات حزينة بأنه غير قادر على تنفيذ رؤيته الطموحة .
عين “طارق شوقي” وزيراً للتعليم في مصر في فبراير الماضي، وانضم بذلك إلى صفوف مجموعة من التكنوقراط في حكومة لا تتميز بنزعة الشجاعة والإقدام . ومنذ ذلك الحين، كان “شوقي” يتحدى كل شيء في نظام التعليم المصري، فينتقد المعلمين، والامتحانات، وأصول التربية والتدريس والكتب المدرسية، ومع كل قنبلة لفظية يلقيها، كان يتحدى ليس الممارسات المتجذرة منذ أمد بعيد وحسب بل أيضاً قوى راسخة وحصينة.
كان هدفه الأول نظام الامتحانات الذي يقوم عليه النظام التعليمي المصري. فالامتحانات الدورية والشهادات تُتوج بامتحان الثانوية العامة الذي يُختبر فيه الطلاب بسيل حاشد من المواضيع. والعلامة التي يحصلون عليها لا تحدد فقط ما إذا كانوا سينجحون أو يرسبون، بل أيضاً المواضيع التي قد يدرسونها في نظام الدولة الجامعي. الامتحان (وما قبله من امتحانات كتلك التي تُجرى في نهاية الصف السادس) تقف في وجهه جحافل من النقاد الذين يدينونه لكونه يقوم على مجرد الحفظ والتلقين ، ويفرض ضغوطات هائلة وغير مناسبة على التلاميذ ويشجعهم على دراسة المواضيع في المستوى الجامعي استناداً إلى مستوى الدرجة التي نالوها في الامتحان، لا انطلاقاً من اهتماماتهم وقدراتهم.
علاوةً على ذلك، ولد التوتر من الامتحانات فساداً أيضا، فالمعلمون يؤجرون أنفسهم خارج المدارس لتقديم الدروس الخصوصية، مقابل المال، حيث يُدربون التلاميذ على الاختبار، ويحولون بذلك التعليم من الصفوف المدرسية التي تدعمها الدولة إلى سوق ضبابي سيء التنظيم، تشعر العائلات خلاله بأنها مجبرة على إنفاق المال لضمان نجاح أولادها.
في المقابل، تدعو رؤية “شوقي” للتعليم إلى تزويد الشباب بمهارات الابتكار والإبداع والتفكير النقدي. ويعتقد “شوقي” أنه بإلغائه شهادة المدرسة الابتدائية ونظام امتحانات الثانوية العامة، ستنشأ صفوف لا يركز فيها الطلاب والمعلمون فقط على الدرجات النهائية، بل كذلك على تعلم وتعليم المعرفة والمهارات الضرورية لتحقيق الاندماج الناجح في المجتمع، والمساهمة في بناء الاقتصاد المصري.
يعترف “شوقي” بمدى الجهد الكبير والعمل والزمن المطلوب لوضع هذه السياسات موضع التطبيق، فيما يتوجس الكثيرون من طبيعة رؤيته للنظام التعليمي، فأعضاء لجنة التعليم في البرلمان يصفون رؤية “شوقي” باللاواقعية ويقولون إنها تستند إلى سياسات لا توجد إلا “في أحلامه”، وبالتالي “لا يمكن تطبيقها على كوكب الأرض”. وجهت الانتقادات على “شوقي” نفسه بأنه غير مناسب لتولي هذا المنصب، نظراً إلى أنه يفتقد إلى الخبرة في وزارة التعليم، وشدد نقاده على أن شخصاً من داخل الوزارة سيكون أقدر منه على إدارة شؤونها (وهو موقف شائع في مصر، حيث يأتي الوزراء عادة من البيروقراطيات والهياكل نفسها التي يُطلب منهم ترؤسها)؛ أما “شوقي” فقد أمضى حياته المهنية خارج نظام الدولة التعليمي، وعمل في مؤسسات على غرار اليونيسكو والجامعة الأميركية في القاهرة.
أعرب الوزير الجديد عن قناعته بأن مصر تحتاج إلى بذل الاهتمام بالمعلمين على المستويين النوعي والكمي، وقال إن البلاد لا تحتاج فقط إلى المزيد من المُدرسين، بل أيضاً إلى التركيز على عمليات التدريب وأصول التربية والتعليم. وكجزء من رؤيته لتحسين التعليم في السنة الدراسية 2017-2018، التي سيلتحق خلالها حوالي (22) مليون تلميذ بمدارس الدولة، طور “شوقي” مبادرة على الشبكة العنكبوتية أطلق عليها اسم “المعلمون أولا” تهدف هذه المبادرة إلى تدريب المعلمين على استخدام تكنولوجيات الكومبيوتر في التعليم، واختار القائمون عليها (10) آلاف معلم لتدريبهم، ويأمل “شوقي” أن يصل بذلك إلى مليون متعلم وطالب.
لكن، في حين يصف الوزير مبادراته على أنها داعمة للمعلمين، إلا أنها لا تُعتبر دوماً هكذا، ففي مقابلة نُسب إلى “شوقي” قوله : ” إن نحو نصف المعلمين في وزارته مُحتالون والنصف الآخر غير أكفاء ” . وعلى الرغم من أنه نفى أن يكون قال ذلك، إلا أن هذا أشعل الجدل ، والواقع أن عدداً من المعلمين أعربوا عن إحباطهم وفكروا برفع دعاوى قضائية على الوزير.
انتقد “شوقي” أيضاً الكتب المقررة، وقال إنه يمكن تعليم مواضيع مهمة من دون تزويد الطلاب بالكتب المجانية التي كانت قوام الحياة المدرسية وأصول التربية والتعليم في مصر لعقود عدة، حيث أنه بدلاً من ذلك، يمكن للمدارس أن تتحول نحو الموارد والنصوص على الإنترنت؛ وأوضح الوزير أن هدفه هو تقليص الكتب المقررة بنسبة (70%) في السنة الدراسية التالية، لتشجيع دمج التكنولوجيا المُتقدمة بوسائل التعليم وتقنياته؛ هذا علاوة على أن الانتقال إلى الكتب على الإنترنت، يعتبر أيضاً ضرورياً لتشجيع الاستثمار في المداخل العامة والخاصة إلى الإنترنت في المناطق النائية في البلاد.
هذا الاقتراح له أنصاره بالتأكيد، لكنه واجه كذلك انتقادات مبدئية، حيث أن الدخول إلى الموارد على الإنترنت ليس شائعاً في مصر، وينتاب البعض قلقاً من أن المدارس التي تخدم المناطق الريفية أو الطلاب الفقراء ستقع ضحية هذا التحول الرقمي؛ كما أن الاقتراح يتناقض مع بعض المصالح المادية، إذ تُعتبر طباعة الكتب المدرسية المُقررة من الصناعات الكبرى، حيث يوازن هؤلاء الذين يخشون سحب البساط من تحت أقدام المطابع المدعومة من الدولة أولئك الذين يتطلعون إلى تحقيق توفير كبير. ففي البرلمان، أعلن “هاني أباظة” نائب رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي، أن المدارس لا يمكنها العمل على المدى القصير من دون الكتب المُقررة، وأنه لتحقيق دمج ناجح للتكنولوجيا في التعليم، يجب أن يكون هذا الانتقال تدريجياً لا سريعاً أو مفاجئاً.
في حين تُعتبر الاختبارات، والمعلمون، والكتب، أهدافاً ضخمة، إلا أن هناك مساحات أخرى مثيرة للجدل يتعين على “شوقي” مواجهتها، وتشمل الجدل حول المبادرة التعليمية اليابانية، والتنظيمات الخاصة بالمدارس الدولية، وحتى العلم المصري ، ففي إطار مبادرة الشراكة المصرية اليابانية، كان يفترض أن يُطبق نظام التعليم الياباني (توكاتسو بلس) في (45) مدرسة، بدءاً من السنة الدراسية 2017-2018. لكن في أواسط أكتوبر، أعلن وزير التعليم المصري أنه سيتم تأجيل هذه المبادرة لعام آخر ، ووفقاً لـ”شوقي” فإن هذا التأجيل استهدف توفير مزيد من الوقت للقيام بتقييم أكثر تعمقاً للطلاب والأساتذة، وكذلك لوضع اللمسات الأخيرة على بناء المدارس وتجهيزها بالأثاث ، وقد ندد “شوقي” بالشائعات التي تحدثت عن أن سبب التأجيل كان في الواقع بروز خلافات بين مصر والسلطات اليابانية، وشدد على أنه كانت محاولة لتحسين نوعية المدارس التي يجري بناؤها؛ وعلاوةً على ذلك، فرضت وزارة التعليم عقوبات على نحو (47) مدرسة دولية لارتكابها مخالفات قانونية مختلفة، وعزز “شوقي” هذه الخطوة بوقف منح التراخيص لأي مدرسة دولية جديدة، قبل أن تُسوى القضايا مع المدارس الراهنة؛ وقد نشبت مشكلة خلافية أخرى بعد أن صدر أمر وزاري في أوائل أكتوبر، يتطلب من طلاب المدارس “احترام العلم المصري، وإلا قد يمضون وقتاً في السجن”، وينص هذا الأمر على أن التهكم على العلم المصري ستكون عقوبته السجن أو دفع غرامة قدرها 30 ألف جنيه، من دون أن يحدد الأمر الوزاري السلوكيات التي تشكل عدم احترام للعلم.
كل هذه القضايا المثيرة للجدل جذبت الاهتمام نحو الوزير الجديد، حيث أن تصريحاته اخترقت التعهدات الغامضة والمُبتذلة التي كان عليها الخطاب الوزاري في السابق ، كما أنها شجبت الحقائق القائمة بشكل غير دبلوماسي ولاذع؛ لكن “شوقي” لم يبرز في خضم هذه العملية كرجل شجاع وصريح وحسب، بل أيضاً بوصفه شخصية تسعى إلى زعزعة أسس الطرق المعتادة لتنفيذ الأمور، مثيراً بذلك حفيظة أصحاب مصالح بارزين.
لكن في نهاية المطاف، لن تكون المصالح الراسخة هي ما يدفعه إلى ارتكاب الأخطاء، بل الحقائق الصعبة ، حيث أن نظام التعليم المصري أُسس لخدمة حاجات قطاعات واسعة ومتزايدة من السكان في بلد فقير ، ولكن مثله مثل معظم خدمات الدولة، يفتقر هذا النظام بشدة إلى الموارد، وتطور في بيئة تفرض التضحية بالكيف في مقابل الكم.
وفي نظام التعليم المصري مجموعة واسعة من الآليات الخاصة التي برزت لخدمة أولئك القادرين على السعي والحصول على تعليم أفضل لأولادهم، على غرار الدروس الخصوصية، والمدارس الخاصة، التي تسبب كلها مجتمعة مزيجاً من المتاعب ؛ وتسيطر وزارة التعليم بشكل متباين على مثل هذه الأمور، وأي وزير يتخذ خطوات للدخول إلى هذه المجالات، يخاطر بالإخلال بهذه الحلول المؤقتة، ويُحمل مسؤولية الأجزاء الموجودة بالنظام التعليمي التي تكون فيها أدوات الوزير المسئول محدودة الفعالية.
هناك بعض الإجراءات التي يستطيع “شوقي” القيام بها بنفسه، وقام بها بالفعل، فبسبب طرق التعليم غير المناسبة في مواضيع التربية الفنية والكومبيوتر، سيتم اعتبار هذه المواضيع مواد نجاح ورسوب، لكن لا تضاف إلى المجموع النهائي، كما وضع “شوقي” لوائح أنظمة تركز على فرص العمالة للشباب، من بينها نظام يفرض أن يكون 80% من المساعدين والمعاونين الجدد للوزير من الشباب.
على أي حال، السؤال الذي يفرض نفسه الآن في مسألة التعليم المصري هو ما إذا كانت رؤية “شوقي” الشاذة ستسفر عن تغييرات أساسية، أم أن القوى التي تصطف لمقاومة الإصلاح ستجبر الوزير في خاتمة المطاف على القيام باعترافات حزينة، كما فعل ذلك الدبلوماسي السوفياتي في مسرحية ( A Walk in the Woods ) في العام 1987، حين شرح موقف رؤسائه منه بقوله: “أنا أسير بحذر شديد كمن يمشي فوق قشر البيض، لكنهم في وطني يعتقدون الآن أني كنت.. نشطاً بشكل فظيع هذا العام”.