أعاد مشهد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على أيدي مليشيات الحوثيين، للأذهان مشهد مقتل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في أكتوبر 2011 على أيدي معارضيه بعد القبض عليه، ولكن يبقى السؤال هل ستواجه اليمن المصير الليبي؟.
هناك أوجه للتشابه بين الوضع اليمني والليبي بعد مقتل كل من رئيسي البلدين، حيث توحشت التنظيمات الإرهابية والمسلحة في ليبيا وفر الدواعش من سوريا والعراق إلى الأراضي الليبية ووجدوا فيها ملاذاً آمناً تستطيع من خلاله توفير التدريب والإعداد للعمليات الإرهابية المختلفة سواء داخل ليبيا أو خارجها، وفي اليمن مازالت القاعدة توسع رقعتها ولعل ميليشيات الحوثي قد تساهم في مساعدة القاعدة للتوسع كثيراً على غرار ما قام به داعش في ليبيا في ظل استمرار الغياب الأمني من أجل المزيد من السيطرة.
المصير الليبي قد يفرض نفسه
ورأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير كمال عبد المتعال، أن المصير الليبي قد يفرض نفسه بقوة في اليمن وتتعرض الدولة اليمنية للفراغ الأمني والدستوري في ظل الصراع القائم ولاسيما من قبل عناصر القاعدة التي قد تستغل الفرصة للقيام بذلك.
وقال السفير كمال عبد المتعال، إن الرئيس السابق علي عبد الله صالح رغم أنه نجا من مصير القذافي في “الربيع العربي” إثر قبوله المبادرة الخليجية التى قضت بتركه السلطة والذهاب للرياض بعد تصاعد الاحتجاجات ضده والتى وصلت إلى مهاجمة قصره الجمهوري ونجاته من الهجوم بأعجوبة حيث أصيب إصابات بالغة كادت أن تقضي عليه لولا تلقيه علاجاً ناجعاً في السعودية، والآن بعد مقتله سوف تتعرض الدولة اليمنية لمصير ليبيا إذا لم يتم السيطر على الوضع سريعا.
الوضع المشابه
وقال سفير مصر الأسبق في السعودية سيد أبو زيد، إن اليمن تتعرض لنفس المسار الليبي من خلال وجود حكومتين أحدهما الحكومة الشرعية التي تحظى باعتراف دولي برئاسة عبد ربه منصور، والأخرى تمثلها مليشيات الحوثيين والتي لا تحظى بأي اعتراف دولي وهو نفس الوضع في ليبيا من خلال حكومة طرابلس وحكومة طبرق.
وأشار السفير سيد أبو زيد إلى أن ما حدث في ليبيا من وجود حكومتين منبثقتين عن برلمانين ينازع كلاهما الأخر في شرعيته، جعل الوضع السياسي هشاً للغاية وهو الوضع التي ستقبل عليه اليمن، ما لم تحل الأزمة.
وأضاف أبو زيد “إن الحالة اليمنية مقارنة بليبيا خطيرة للغاية وهي أن الحكومة الحوثية غير الشرعية بها تلقي دعماً من دولة تسلح المليشيات ألا وهي إيران وتتباهي بأنها تحكم عدة عواصم عربية من خلال حكومات موالية لها، وهو ما يشكل تهديداً للأمن القومي العربي أكثر منه تهديداً لليمن كدولة.