كتب رئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية- الأميركية “سابراك” سلمان الأنصاري في موقع “هافينغتون بوست” أن المتشددين يتسللون تحت رادار الاستخبارات الأمريكية ويستغلون الولايات المتحدة من خلال إيديولوجيتهم القائمة على الكراهية ويخفون وجوههم بكلمات مثل الحرية والديمقراطية.
وقال: “كما نعرف، فإن مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا رفض القومية الغربية ودعا إلى قومية-إسلامية جامعة، أملاً في استعادة الخلافة. إن فكرة الخلافة هي في جوهر الجماعات المتشددة. وهذا النوع من التشدد واجه انتقاداً من الممكلة المتحدة مؤخراً في الوقت الذي أشار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى جماعة الإخوان المسلمين وشركائها، ودعا إلى تجديد الضغط الديبلوماسي الغربي في الشرق الأوسط من أجل معالجة مثل هذا التشدد الإسلامي”.
الإخوان في أمريكا
ويظهر وجود الإخوان المسلمين في أمريكا من خلال عدد من الجماعات التي صنفها حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من العرب(الرباعية المناهضة للإرهاب) كمنظمات إرهابية. ويبدو أن هذه المنظمات المصنفة إرهابية تملك مخططاً لزرع بذور التجنيد مستقبلاً وتنفيذ عمليات، وهي تتودد للشباب المسلم الأمريكي اليوم.
جمال خاشقجي
ولفت الأنصاري إلى أن العديد من البلدان صنّف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية. وقد وضعت الرباعية العربية المناهضة للإرهاب يوسف القرضاوي على لائحتها للتنظيمات الإرهابية. ويقول مشروع مكافحة الإرهاب في واشنطن العاصمة إن القرضاوي يلعب دوراً خطيراً في تحويل الشباب إلى التطرف. وبناء عليه، يلفت إلى أهمية “فهم العلاقة بين الإخوان المسلمين وجمال خاشقجي الذي يقول إنني انتسبت إلى الإخوان المسلمين عندما كنت أدرس في الجامعة”. ويضيف الأنصاري أن عضوية خاشقجي في الإخوان هي أمر مهم في تكوين نظرته إلى العالم، فهو يجادل بأن مسار الإخوان المسلمين هو مسار كل مسلم. ويستغرب الأنصاري تجاهل صحيفة “واشنطن بوست” التي تنشر كتابات خاشقجي بشكل دوري، التحقق من خلفيته وسجله.
ومن جهة اخرى، أخفق خاشقجي بحسب الأنصاري، في إدراك أننا نعيش في عالم صغير ومعولم، حيث سقط حاجز اللغة، ومستهلكو الإعلام هم أذكى من السابق. واعتبر أن تغريدته الأخيرة حول القدس هي نموذج في هذا الشأن، إذ دعا بجرأة العرب والمسلمين الأمريكيين إلى “الصراخ بغضب”، فيما يتساءل المرء أي نوع من الغضب هذا الذي يدعو إليه، وقت تبدو مصالح الإخوان المسلمين في القدس معروفة جداً.
النصرة وإيران
وذكّر بأن خاشقجي أطلق في السابق تصريحات مثيرة للجدل بقوله إن مؤيدي جبهة النصرة هم لطفاء ومحترمون أكثر من داعش ومؤيديها، معتبراً أن آراءه الإقليمية تخالف مفاهيم الرباعية العربية المناهضة للإرهاب وأهدافها. فهو يعتبر أن من يتوقع أن تغير إيران موقفها في يوم من الأيام، هو مخطئ، وأن إيران قوة ستبقى. وفيما تندرج العلاقات السعودية-التركية ضمن اختصاصه، فإن آراءه المتحيزة لأنقرة تصطدم مباشرة مع الرياض وشركائها.
تأثير على الجاليات المسلمة
وأضاف أن الشباب هم مفتاح المستقبل حيث الاختراعات والتكنولوجيا تمتزج مع السياسة. وفي الوقت الذي سيصير الشباب هم الزعماء، فإن الأصوات التي تؤيد الخلافة يجب أن تصنف متشددة مع “علامة تحذير” لمنع التجنيد. ويتعين على السلطات الأمريكية، الفيديرالية منها والمحلية، أن تدرك كيف أن خاشقجي وامثاله سيؤثرون على الجاليات المسلمة في أنحاء البلاد. وبعد ذلك، لن يكون مفاجئاً إذا ما بدأت الوكالات الأمريكية تعتبر هذا النوع من الأشخاص غير مرغوبٍ فيهم في الولايات المتحدة وحتى في أوروبا. يمكن المنتمين إلى الإخوان المسلمين بشكل مباشر أو غير مباشر تبرير الإرهاب والكراهية ضد جميع الأشخاص الذين لا يتفقون معهم.