نجح باحثون في معهد التخنيون للتكنولوجيا بإسرائيل في جعل فئران مشلولة، نتيجة قطع حبلها الشوكي بالكامل، تستعيد القدرة على المشي مرة أخرى بعد جراحة رائدة في الحبل الشوكي.
وخضعت الفئران، التي استعادت المشي، للجراحة قبل أسابيع في إطار دراسة يجريها علماء في المعهد وجامعة تل أبيب.
وقالت البروفيسور شولميت ليفنبرج عميدة كلية الهندسة الطبية الحيوية في جامعة التخنيون “في هذا المشروع تمكنا من تحفيز تجديد الحبل الشوكي بعد تعرضه للقطع بالكامل، وكان هذا إلى مدى بدأ فيه الفأر الذي كان مشلولا تماما يمشي مجددا ويستعيد أيضا الإدراك الحسي”.
واستخدم فريق ليفنبرج مع أبحاث البروفيسور دانييل أوفين من جامعة تل أبيب خلايا جذعية من فم إنسان بالغ ووضعها في دعامة تشبه الإسفنجة قابلة للتحلل تم زرعها في مكان الإصابة بالحبل الشوكي للفأر. وخلق ذلك مسارا يتحايل على المنطقة المعطوبة بشكل فعال بحيث يمكن أن تصل الإشارات الناقلة لتعليمات الدماغ إلى بقية الجسم عبر ذلك المسار.
وأضافت ليفنبرج “كان أمرا مذهلا أن ترى الحيوان يبدأ في المشي بعد ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. بدءوا يمشون بشكل طبيعي تقريبا وتحمسنا جدا برؤية ذلك”.
وبدأت هذه الدراسة بطلب من مؤسسة إصابات الحبل الشوكي في إسرائيل في مسعى لمعالجة الضرر الجسدي الشائع غير القابل للشفاء.
وفي الولايات المتحدة وحدها يعاني نحو 17 ألف مريض من إصابات بالحبل الشوكي سنويا. وعلى الرغم من بروتوكولات إعادة التأهيل وزرع الخلايا العصبية الأخرى، لم يتحقق بعد التعافي الكامل للحبل الشوكي المقطوع لدى البشر.
وتأمل ليفنبرج في أن تغير دراستها ذلك لكنها حذرت من أن الطريق لا يزال طويلا قبل أن تصل إلى مرحلة التجارب السريرية على البشر.
وأردفت قولها “هذه دراسات في مراحلها المبكرة جدا وما زلنا لا نعرف كيف ستعمل على البشر”.
وقال البروفيسور أوفين رئيس مختبر علم الأعصاب بجامعة تل أبيب “هذا هو التحدي الكبير: لعلاج الحبل الشوكي بعد قطعه بالكامل لأننا نعرف أن الحبل الشوكي لا يمكنه التعافي بنفسه”.
وأوضح ما يقومون به مضيفا قوله “ما حاولنا فعله هو أخذ خلايا جذعية بشرية وإدخال بعض التعديلات والتمايز عليها وزراعتها مع بعض المواد الحيوية وبعض البوليمر (مركب كيميائي) ثم وضعها في داخل الحبل الشوكي”.
وأوضحت ليفنبرج أن نحو 40 في المائة من الفئران التي تلقت هذا العلاج استعادت الحركة والإدراك الحسي.
وأشار البروفيسور أوفين إلى أنه يرى أن الفئران التي عولجت بعد فترة قصيرة من قطع الحبل الشوكي لديها هي التي حققت نتائج إيجابية مع العلاج، أما الفئران ذات الإصابات القديمة التي تعرض فيها جزء من الحبل الشوكي المقطوع للضمور فإن علاجها لا يأتي بذات النتائج الإيجابية على الأرجح.
ويأمل أن يكون هذا العلاج في المستقبل جزء من المعدات الأساسية في كل غرفة عمليات جراحية بما يسمح للأطباء لعلاج إصابات الحبل الشوكي في أسرع وقت ممكن.
وقال “رؤيتنا أن تتواجد خلايا جذعية مجمدة في غرفة العمليات لتزرع في مكان الإصابة بالحبل الشوكي حال وصول أي مريض مصابا بقطع كامل في الحبل الشوكي”.
وفي تجربة أُجريت عام 2012 تلقت فئران مشلولة مساعدة لاستعادة المشي بشكل لا إرادي من خلال التحفيز الكهربائي للجزء المقطوع من الحبل الشوكي وذلك في دراسة أجراها المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في لوزان (إي.بي.إف.إل). وأعلن فريق البروفيسور جورجي كورتين نتائج مماثلة على قرود العام الماضي.